بعد توسعة “رأس العين”.. ما المعابر التي تربط سوريا بتركيا؟
أظهرت تصريحات لوزير التجارة التركي اهتمام بلاده بالحركة التجارية التي تتم عبر المعابر البرية مع سوريا.
وقال وزير التجارة التركي، عمر بولات، في معرض إعلانه عن توسعة معبر جيلان بينار التابع لولاية شانلي أورفا التركية، إن حجم التبادل التجاري بين تركيا وسوريا بلغ 2.4 مليار دولار، كما بلغت صادرات تركيا إلى سوريا ملياري دولار عام 2023.
وأعلنت تركيا، في 12 من أيلول، عن توسعة بوابة جيلان بينار المقابلة لمعبر رأس العين شمالي سوريا، بعد أعمال توسعة وتحديث للمعبر خلال الأشهر الماضية، بلغت تكلفتها 78 مليون ليرة تركية، حسب وكالة “الأناضول“.
وترتبط سوريا بتركيا بريًا بعدة معابر حدودية على طول 900 كيلومتر تربط الجانبين، بعضها مغلق والبعض الآخر مازال نشطًا بحسب طرف السيطرة على الجانب السوري، إذ تكتفي تركيا بالمعابر التي تسيطر عليها المعارضة بينما تغلق تلك التي يسيطر عليها النظام السوري و”قوات سوريا الديمقراطية”.
ويبلغ طول الشريط الحدودي للمناطق التي تسيطر عليها المعارضة نحو 400 كيلومتر، حسب ما رصدت عنب بلدي من خلال تطبيق “Google map”.
باب الهوى .. بوابة الأمم المتحدة إلى سوريا
من أهم المعابر بين الجانبين التركي والسوري، هو معبر باب الهوى الذي يبعد عن محافظة إدلب 33 كيلومترًا شمالًا، وهو معبر تجاري ومدني رسمي، سيطرت عليه المعارضة عام 2012 ومازالت تحتفظ بالسيطرة عليه.
ويدير المعبر جهة تعرف عن نفسها أنها مدنية مستقلة، بينما تسيطر على المنطقة إداريًا “حكومة الإنقاذ”، الجناح المدني لـ”هيئة تحرير الشام” وهو المعبر الدولي الوحيد الذي يقع في مناطق سيطرتها.
ويقع على الطرف الآخر معبر جلفاغوزو من الجانب التركي، وهو الوحيد حاليًا الذي تعتمده الأمم المتحدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا بمختلف مناطق السيطرة.
وحاول النظام السوري وروسيا إيقاف إدخال إدخال المساعدات عن طريق المعبر بالضغط على الأمم المتحدة، إلا أن سعيًا تركيًا أبقى على المعبر كمنفذ وحيد لإدخال هذه المساعدات.
أربع معابر في ريف حلب
يسيطر “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا على أربعة معابر في منطقتي عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وأهم هذه المعابر “باب السلامة”، وهو على الطرف الآخر من معبر “أونجوبينار” في ولاية كلّس التركية، ويبعد عن بلدة أعزاز شمال حلب خمسة كيلومترات، وكانت “الجبهة الشامية” أحد الفصائل التابعة لـ”الجيش الوطني”، هي من تدير المعبر حتى تسلمته إدارة المعابر في “الحكومة السورية المؤقتة” المظلة الإدارية “للجيش الوطني”، عام 2017.
“باب السلامة” معبر رسمي يستخدم للعبور التجاري والمدني، وكانت قوافل المساعدات الإنسانية الأممية تمر عبره حتى توقفت بسبب عدم تمديد قرار من الأمم المتحدة عام 2020.
يضم المعبر قائمة أسماء لتجار سوريين تسمح تركيا لهم بالعبور من وإلى تركيا، وإدخال مختلف أنواع البضائع من الطرف التركي.
واستحدثت تركيا عدة معابر أخرى في ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، بعد عمليات “درع الفرات” و”غصن الزيتون”.
وافتتحت أنقرة معبر الراعي شمال حلب، مقابل مدينة جوبان باي التابعة لولاية غازي عينتاب التركية عام 2017، أمام الحركة التجارية والمدنية.
وبعد أن تولت “فرقة السلطان مراد” إدارة المعبر، تسلمت “الحكومة المؤقتة” إدارته عام 2018، لتكون الجهة الوحيدة التي تدير المعابر الداخلية والخارجية في مناطق سيطرتها.
وأعادت تركيا تفعيل معبر جرابلس بعد عملية “درع الفرات” التي سيطرت فيها المعارضة بدعم تركي عام 2016.
ومدينة جرابلس شمال شرق حلب ترتبط مع تركيا بمعبر تجاري ومدني ويقابلها مدينة قرقميش التركية.
اقتصر عمل المعبر بداية على عودة السوريين من الجانب التركي، لتعلن وزارة التجارة التركية فيما بعد عن تحويله لمعبر للاستيراد والتصدير، كما سمحت تركيا لتجارٍ سوريين وأتراك العبور من خلاله وممارسة نشاطات تجارية، وفق شروط حددتها غرفة التجارة في ولاية غازي عينتاب التركية.
وبعد عملية “غصن الزيتون” التي سيطرت فيها المعارضة بدعم من الجيش التركي على مدينة عفرين شمال سوريا، استحدثت تركيا عام 2019 معبر الحمام “غصن الزيتون” في بلدة جنديرس التابعة إداريًا لمدينة عفرين.
وتقع قرية الحمام الحدودية مقابل بلدة قوملو شرقي ولاية هاتاي، ويبعد حوالي عشرة كيلومترات عن مركز ناحية جنديرس.
معبران في الشرق
في شمال شرقي سوريا، تسيطر تركيا مع فصائل تتبع “للجيش الوطني” على مدينتي تل أبيض ورأس العين، بعد عملية “نبع السلام” التي أطلقتها أنقرة عام 2019، ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).
وتحتوي منطقة “نبع السلام” على معبر تل أبيض شمال الرقة، المقابل لمنطقة أقجة قلعة التركية التابعة لولاية شانلي أورفا، وهو معبر تجاري ومدني رسمي.
وتبادلت أطراف الصراع السيطرة عليه، منذ أن فقد النظام السوري السيطرة عليه عام 2012.
فبعد أن أغلق الجانب التركي المعبر بسبب سيطرة “تنظيم الدولة” ثم “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، أعادت أنقرة فتح المعبر بعد سيطرتها على المنطقة عقب عملية “نبع السلام”.
كما أنشأت تركيا معبر رأس العين ليستخدم كمعبر تجاري من الجانب التركي فقط، إضافة لاستخدامات طبية وإسعافية.
معابر مغلقة
يسيطر كل من النظام السوري و “قسد” على معابر رئيسية مع تركيا، إلا أن الأخيرة تعتمد فقط تلك التي تحت سيطرة المعارضة، سواءً “الجيش الوطني” أو “تحرير الشام”.
ويربط معبر كسب شمال اللاذقية، الجانب السوري بمعبر يايلاداغ في ولاية هطاي التركية.
استعاد النظام السوري السيطرة على المعبر عام 2014 بعد أن سيطرت عليه المعارضة 2012، ليقوم الطرف التركي بإغلاق المعبر حتى اللحظة.
وكان يستخدم المعبر سابقًا لمرور المسافرين وللحركة التجارية بين البلدين، ليستخدم الآن لعودة السوريين الذين يرغبون بالعودة إلى بلدهم دون المرور من مناطق سيطرة المعارضة.
وفي شمال شرقي سوريا يسيطر النظام السوري على معبر القامشلي شمال الحسكة، وأغلقت تركيا معبر نصيبين المقابل له منذ 2011.
وكان المعبر يستخدم للمرور التجاري والمدني، ويقتصر الآن عمل المعبر على إدخال بعض المساعدات الإنسانية التي تتم بحالات نادرة.
وتحتوي مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على عدة معابر على الحدود التركية السورية، من بينها معبر “عين ديوار” في منطقة الدرباسية، ومعبر “مرشد بينار” في منطقة عين العرب/كوباني.
وتغلق تركيا كل المعابر الواقعة تحت سيطرة “قسد”، وتعتبر أنقرة أن الأخيرة امتداد لـ”حزب العمال الكردستاني” المصنف كمنظمة “إرهابية” في تركيا.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :