أنفاق عسكرية تعيق صيانة شبكات الصرف في رأس العين

  • 2024/09/11
  • 6:38 م
أعمال صيانة لشبكات الصرف الصحي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 10 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

أعمال صيانة لشبكات الصرف الصحي في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 10 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

خلال فترة سيطرة “الإدارة الذاتية” لشمال شرقي سوريا (تشكل “قوات سوريا الديمقراطية” ذراعها العسكرية)، على مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، قبل عام 2019، حفرت العديد من الأنفاق كجزء من صراعها مع “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا.

وبعد خمس سنوات من انتقال السيطرة إلى منافسيها (الحكومة السورية المؤقتة)، لا تزال آثار هذه الأنفاق واضحة في الجانب الخدمي المتعلق بالمدينة، فرغم الجهود المستمرة لصيانة شبكة الصرف الصحي، تلقي آثار الأنفاق العسكرية بظلالها الثقيلة على الطرقات، وتحديدًا مع اقتراب فصل الشتاء.

تطفو مشكلات الصرف الصحي على السطح خلال فصل الشتاء في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة- 10 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

تزايد مخاوف موسمي

تتفاقم مخاوف سكان رأس العين من فيضان المجاري المائية مع زيادة هطول الأمطار في الشتاء، حيث تعاني الأحياء من انسداد الأنابيب وتسرب المياه الملوثة، ما ينذر بانتشار الأمراض وتلوث البيئة.

في هذا الوقت، تبدو جهود الإصلاح والصيانة غير كافية لمواجهة الأضرار الناجمة عن الأنفاق العسكرية التي أحدثت دمارًا في البنية التحتية وتمديداتها تحت الأرض.

أحمد العلي من سكان رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه رغم صيانة شبكة الصرف الصحي في حي الحوارنة عدة مرات، فإن مشكلات فيضان المياه الملوثة وتسرب المياه تعود كلما هطلت الأمطار، ما يؤثر سلبًا على صحة العائلة والأطفال.

وأوضح أحمد أنه عانى في الشتاء الماضي من تجمع المياه في الشوارع، حين تسببت الأمطار الغزيرة بانسداد في المجاري، ما ألحق أضرارًا بممتلكات الناس وأعاق الحركة اليومية، معتبرًا أن الصيانة الحالية غير كافية مع وجود مشكلة أعمق متروكة بلا حل، وداعيًا في الوقت نفسه، السلطات المحلية إلى تطبييق حلول جذرية.

من جانبه، أوضح محمد الكمال، أحد أهالي رأس العين، لعنب بلدي، أن مشكلات الصرف الصحي تتراجع في الصيف لكنها تتصدر المشهد في الشتاء، معتبرًا أن الصيانة التي تجريها البلدية في هذا الإطار تحقق تحسنًا مؤقتًا لكنها لا تنهي المشكلة.

كما دعا محمد السلطات المحلية لتنفيذ إصلاحات من شأنها تحسين فعالية شبكة الصرف الصحي خلال الظروف المناخية القاسية.

وتعتمد المجالس المحلية على دعم المنظمات الإنسانية بشكل أساسي، بسبب نقص حاد في الإيرادات وغياب مصادر دخل مستقل، حيث تواجه هذه المجالس صعوبة في تحقيق الاستدامة المالية، وتنتظر تنفيذ المشاريع الممولة من قبل المنظمات لتلبية احتياجاتها الأساسية وتحسين الأوضاع في مناطقها.

تتولى بعض المجالس المحلية وبعض المنظمات مهام صيانة شبكات الصرف الصحي في رأس العين، في الوقت الذي يغيب به دعم “الحكومة السورية المؤقتة” في هذا الإطار- 10 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

مليوني دولار لصيانة شبكة الصرف الصحي

مهندس في رأس العين، أوضح لعنب بلدي، أن شبكة الصرف الصحي تعرضت لدمار كبير بسبب الحفريات التي أجرتها “قسد” منذ عام 2016 حتى خروجها.

وبيّن المهندس أن التقييم الذي أجري في البداية أظهر أن تكلفة صيانة الشبكة تقدر بحوالي مليوني دولار أمريكي، لافتًا إلى أن الأضرار التي لحقت بشبكة الصرف الصحي أثرت أيضًا على شبكة المياه، ما زاد من تعقيد عملية الصيانة، حيث تتطلب عملية إصلاح الشبكات في المدينة قدرات مالية ضخمة وإمكانيات كبيرة ومعدات حديثة يصعب تأمينها.

وأشار إلى أن المجلس المحلي بدأ في تنفيذ أعمال صيانة، لكن قدراته المالية المحدودة تعيق إتمام العمل بشكل كامل، مشيرًا إلى أن إحدى المنظمات بدأت بصيانة جزء من الشبكة، ولكن بسبب الحصار الدولي على المدينة، بحسب تعبيره، فالمنظمات تفتقر إلى القدرة على تقديم دعم كافٍ، ما يجعل استبدال كامل الشبكة ضرورة ملحة، في الوقت الذي تتطلب به الصيانة تمويلًا كبيرًا وجهودًا مستمرة لضمان تحسين الوضع بشكل شامل.

سببت الأنفاق التي حفرتها “قسد” في رأس العين، قبل سنوات تأثيرات سلبية على شبكات الصرف الصحي في المدينة الواقعة شمال غربي الحسكة- 10 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

مدير الصرف الصحي في المجلس المحلي لرأس العين، عمر الكنجو، قال لعنب بلدي، إن غالبية الأحياء في المدينة بحاجة إلى تغيير كامل لشبكات الصرف الصحي، كون الأنفاق التي حفرتها “قسد” في المدينة دمرت أكثر من 80% الشبكات القائمة.

وأوضح الكنجو أن المجلس المحلي، بالتعاون مع المنظمات، تمكن من تنفيذ أعمال صيانة لمساحة تقارب عشرة كيلومترات من أصل 65 كيلومترًا تحتاج للصيانة في المدينة، كما أن كلفة إغلاق الأنفاق التي سببت هذه الأضرار مرتفعة جدًا وتفوق الإمكانيات المتاحة.

وذكر أن المجلس المحلي لديه خطة لصيانة عشرة أحياء إضافية خلال الفترة القادمة، في محاولة لتحسين الوضع تدريجيًا.

ويغيب دعم “الحكومة المؤقتة” عن المجالس المحلية، ما يزيد صعوبة تنفيذ المشاريع الضرورية، لتجد هذه المجالس نفسها غير قادرة على تلبية احتياجات البنية التحتية والخدمات الأساسية بشكل فعال جراء ضعف الإمكانيات المتوفرة.

وتقع رأس العين بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليها “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بها جبهات القتال مع “قسد”، ويعد منفذها الوحيد نحو الخارج هو الحدود التركية.

مقالات متعلقة

خدمات محلية

المزيد من خدمات محلية