فرضت الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات جديدة على إيران، ردًا على ما أسمته واشنطن بـ”الدعم العسكري الإيراني المستمر لروسيا، بما في ذلك تسليم الصواريخ الباليستية”، في وقت تنفي طهران هذه الادعاءات.
وحدد مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية (OFAC)، الثلاثاء 10 من أيلول، عشرة أفراد وستة كيانات مقرها في إيران وروسيا إلى جانب أربع سفن كممتلكات محظورة تمكن إيران من تسليم مكونات الأسلحة وأنظمة الأسلحة لروسيا.
الخزانة الأمريكية قالت إن المركبات الجوية غير المأهولة (UAVs) والصواريخ الباليستية قريبة المدى (CRBMs)، سلمتها طهران إلى روسيا في أواخر عام 2023، بعد أن وقعت عقدًا لتوريد مئات الصواريخ معها.
وقالت الولايات المتحدة إنه في صيف 2024، دربت إيران أفرادًا عسكريين روس على استخدام “مشروع 360” الإيراني للصواريخ الباليستية قصيرة المدى، واعتبارًا من أوائل أيلول 2024، تلقت روسيا أول شحنة من هذه الصواريخ من إيران.
وشملت العقوبات كيانات إيرانية مدنية منها الخطوط الجوية الإيرانية، على اعتبار أنها تنقل البضائع نيابة عن “الحرس الثوري الإيراني” ووزارة الدفاع ولوجستيات القوات المسلحة، وفق الخزانة الأمريكية.
وقالت الوزارة الأمريكية إن روح الله كاتبي، المقيم في روسيا، هو نقطة الاتصال بين الحكومة الروسية ووزارة الدفاع الإيرانية في موسكو، وأسهم في استعدادات روسيا لاستلام الصواريخ الباليستية قصيرة المدى من طراز “فتح-360” من إيران، وشملته لائحة العقوبات أيضًا.
أفراد آخرون شملتهم العقوبات هم إبراهيم بهرامي وهو موظف في شركة “شهيد خرازي للصناعات”، وعلي جعفر آبادي وهو قائد قاعدة “سلمان الفارسي الفضائية” التابعة لـ”الحرس الثوري”.
وعاقبت واشنطن أيضًا شركة “آزاديجان للنقل” باعتبارها “بالغة الأهمية للعمليات اللوجستية للحرس الثوري”، وفق الوزارة، إلى جانب شركات أخرى ترى واشنطن أنها مرتبطة بعمليات توريد الأسلحة الإيرانية لروسيا.
إيران تنفي وتدين
اليوم الأربعاء، أدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية ناصر كنعاني قرار إلغاء الاتفاقيات الثنائية لتقديم الخدمات الجوية مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفرض عقوبات على شركة الخطوط الجوية الايرانية (إيران اير) بحجة التدخل في الحرب الأوكرانية.
وقال كنعاني، وفق ما نقلته وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا)، إن “هذا الإجراء الذي اتخذته الدول الأوروبية الثلاث هو استمرار لسياسة الغرب العدائية وأعمال الإرهاب الاقتصادي ضد الشعب الإيراني، وسيواجه إجراءً مماثلًا ومتناسبًا من قبل إيران”.
وأصدرت ثلاث دول، أمس الثلاثاء، هي بريطانيا وفرنسا وألمانيا بيانًا، أعلنت عبره عن إلغاء الترتيبات الثنائية للخطوط الجوية مع إيران، وهو ما من شأنه أن يقيد خدمات الخطوط الجوية الإيرانية إلى المملكة المتحدة وأوروبا.
من جانبها، تنفي إيران المعلومات الواردة عن تزويد روسيا بأسلحة، إذ قال كنعاني إن أي ادعاء بأن بلاده باعت صواريخ باليستية إلى الاتحاد الروسي “كاذبة ولا أساس له من الصحة إطلاقًا”.
وأضاف أن أمريكا والدول الأوروبية الثلاث هي المصدر الرئيسي للسلاح لإسرائيل، وهم شركاء في ما أسماه “المجازر الواسعة والإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة”، وعليهم أن يتحملوا مسؤولية سياساتهم “الخاطئة”.
الدعم الإيراني لروسيا
الدعم العسكري الإيراني لروسيا ليس حالة مستجدة على مشهد الحرب الروسية على أوكرانيا التي بدأت في شباط 2022، إذ سبق وواجهت طهران عقوبات مشابهة لتقديمها دعمًا عسكريًا لروسيا.
وفي تشرين الأول 2022، قالت رئاسة الاتحاد الأوروبي إن أعضاء الاتحاد وافقوا على إجراءات جديدة ضد الكيانات الإيرانية التي تزود روسيا بطائرات مسيرة في حربها على أوكرانيا.
وقررت دول الاتحاد تجميد أصول ثلاثة أفراد وكيان واحد مسؤول عن تسليم الطائرات من دون طيار، بالإضافة إلى تمديد العقوبات لتشمل أربع كيانات إيرانية أخرى كانت مدرجة في قائمة عقوبات سابقة، وفق ما نقلت وكالة “رويترز“.
بالمقابل، قالت وزارة الخارجية الروسية، إن إمدادات الأسلحة من الاتحاد الأوروبي إلى كييف جعلت الكتلة طرفًا في الصراع وأن الدول التي تضخ أوكرانيا بالأسلحة “راعية للإرهاب”.
وانتقدت المتحدثة باسم الخرجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تزويد الغرب لأوكرانيا بأسلحة متطورة بقيمة مليارات الدولارات، للمساعدة ضد “العملية العسكرية الخاصة” لروسيا.
عززت الدفاعات الجوية الغربية، من التصدي للطائرات الحربية الروسية، لذلك لجأت روسيا إلى استخدام طائرات دون طيار إيرانية الصنع، لرخصها وقابلية الاستهداف المرن إلى جانب نشر الخوف بين القوات الأوكرانية والمدنيين.
نفت إيران حينها، بيعها طائرات مسيرة لروسيا، ودعت إلى إجراء محادثات مع أوكرانيا لحل الاتهامات، بحسب صحيفة “الجارديان” البريطانية، لكنها أكدت في الوقت نفسه، أن لها الحق الكامل في بيع الأسلحة للخارج منذ انتهاء القيود المفروضة على مبيعات الأسلحة الواردة في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 في 2020.
واتهم البيت الأبيض، إيران صراحة بالكذب بشأن مبيعات الطائرات المسيرة لروسيا.