بدأت منظمة “الدفاع المدني السوري” تنفيذ إجراءات احترازية مع قرب التحاق الطلاب في شمال غربي سوريا بمدارسهم، في ظل المخاوف المرتبطة بالاستهدافات المتكررة للمنطقة من جانب قوات النظام السوري.
وتزامنًا مع اليوم العالمي لحماية التعليم من الهجمات، الاثنين 9 من أيلول، أعلنت منظمة “الدفاع المدني السوري” عن تزويد 93 مدرسة في محافظة إدلب وريفها ومناطق بريف حلب الغربي بأجهزة إنذار ضوئية، للتحذير من هجمات محتملة تستهدف المدارس بشكل خاص.
تعمل هذه الأجهزة وفقًا لنظام “الراصد” الذي أطلقه “الدفاع المدني” عام 2019.
منسق مشروع “التحذير المبكر” في “الدفاع المدني”، محمد دياب، قال لعنب بلدي، “على مدى السنوات الماضية كان العمال الإنسانيون هدفًا للضربات الجوية المزدوجة التي تستهدفهم في أثناء الاستجابة، لذلك تم تصميم راديو الراصد لإيصال التحذيرات بطريقة سهلة للمسعفين و العمال الإنسانيين ومنظومات الإسعاف حلال الاستجابة”.
نظام “الراصد” يعمل على إرسال تحذيرات متعلقة بحركة الطيران الحربي، التي تتابعها مراصد مدنية وتقوم بتحليلها للتنبؤ بمكان الاستهداف قبل وقوع الغارات، وتقدير الزمن المقدر لوصولها إلى الهدف.
وبعد عملية الرصد ترسل المنظمة تحذيرات عبر تطبيقات التواصل الاجتماعي (إكس وتلجرام)، أو عبر صفارات الإنذار الموجودة لدى الفريق الإنساني، أو عبر خدمة التحذير الضوئي المنتشرة في المنشآت الصحية ومراكز “الدفاع المدني” وحاليًا في المنشآت التعليمية.
وأوضح دياب أن خدمة التحذير الضوئي الذي يتكون من أجهزة ضوئية بألوان مختلفة تحمل دلالات عن أنواع الاستهداف ودرجة التحذير.
وأضاف أن الخدمة صُممت للعاملين في المنشآت الصحية وغيرها، كون طبيعة عملهم قد تمنعهم من الانتباه لرسائل التحذير.
وتعاني منطقة شمال غربي سوريا من استهدافات عسكرية متكررة لأهداف مدنية، سواء كان بالطيران الحربي أو بقذائف مدفعية أو بالطائرات المسيرة الانتحارية المعروفة بـ”FPV”.
ومسيرات “FPV” هي طائرات صغيرة الحجم مزودة بكاميرات، ويتم التحكم بها عن بعد، وهي غير معدة للاستخدامات العسكرية.
ويتهم النظام السوري باستخدامها لضرب أهداف مدنية، وقد أدت إلى مقتل وإصابة العديد من المدنيين، فضلاً عن الأضرار المادية.
التصعيد العسكري يعرقل التعليم
تشهد منطقة شمال غربي سوريا التي يسكنها نحو خمسة ملايين نسمة، وفق إحصائيات أممية، حالة إنسانية متأزمة على أصعدة مختلفة.
من بين هذه القطاعات هو القطاع التعليمي الذي يشهد انقطاعًا متكررًا في أثناء العام الدراسي بسبب العمليات العسكرية من مختلف أطراف الصراع، خاصة تلك المدارس القريبة من خطوط التماس.
ووثق “الدفاع المدني” خلال السنوات الخمس الأخيرة 172 هجومًا من النظام السوري وروسيا على منشآت تعليمية منها 8 هجمات خلال العام الحالي.
أدت هذه الهجمات خلال عام 2023 والأشهر الثمانية الأولى لعام 2024 إلى مقتل معلمة وطفل وإصابة ثلاثة آخرين.
فريق “منسقو استجابة سوريا” وثق خروج 266 مدرسة عن الخدمة خلال السنوات الثلاث الأخيرة في منطقة شمال غربي سوريا.
كما وثق الفريق مقتل أكثر من 57 معلمًا نتيجة الهجمات العسكرية من مختلف الجهات خلال نفس الفترة.
وبحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، فقد أثر التصعيد العسكري على وصول خدمة التعليم لـ2.2 مليون طفل في سن الدراسة في المنطقة.