أسعار مستلزمات المدرسة ترهق العائلات في رأس العين

تشهد مدينة رأس العين، شمال غربي الحسكة، ارتفاعًا في أسعار المستلزمات الدراسية، ومع دخول العام الدراسي الجديد، يواجه الأهالي تحديات اقتصادية تعوق تأمين احتياجات أبنائهم من القرطاسية، والحقائب، والزي المدرسي، وسط ظروف معيشية تزداد تعقيدًا.

ورصدت عنب بلدي أسعار القرطاسية في أسواق رأس العين، حيث بلغ سعر الحقيبة المدرسية الصغيرة 60 ألف ليرة سورية، والمتوسطة 70 ألف ليرة، أما الكبيرة فوصل سعرها إلى 100 ألف ليرة.

وبالنسبة للأقلام، بلغ سعر قلم الرصاص ألفي ليرة، وقلم الحبر ثلاثة آلاف ليرة، بينما بلغ سعر علبة الألوان الخشبية ستة آلاف ليرة.

وفيما يتعلق بالدفاتر، بلغ سعر الدفتر الصغير أربعة آلاف (12 صفحة)، والمتوسط سبعة آلاف (30 صفحة)، والكبير 60 ألفًا (150 صفحة).

كما بلغ سعر قارورة الماء التي يأخذها الطفل إلى المدرسة 25 ألف ليرة، والمظلّة 40 ألف ليرة سورية.

الأسعار لا تتناسب مع الدخل

تضع الأسعار المرتفعة الأهالي وذوي الطلاب أمام تحديات مالية لتوفير هذه الاحتياجات مع بداية العام الدراسي، وأوضح أرباب عائلات لعنب بلدي أن هذه الأسعار لا تتناسب مع مستوى الدخل الشهري، ما ينعكس بالضرورة على تلبية الاحتياجات اليومية الأخرى للعائلة.

قال عدنان الكيطان، وهو أب لخمسة أطفال، إنه يواجه صعوبة في تأمين المستلزمات المدرسية لأبنائه، فارتفاع الأسعار يجبره على تقليص بعض احتياجات أبنائه، للنجاة من الضغط المادي وانخفاض الدخل.

وبرأي عدنان، فهذه الحالة تبعث على القلق حول جودة تعليم الأبناء، في ظل غياب بعض الأدوات الأساسية التي كانت سهلة المنال في سنوات سابقة.

من جانبه، قال محمد عبد الله، وهو أب لطفل في مرحلة التعليم الأساسي (حلقة أولى)، إن تجهيز طفل واحد يتطلب حوالي 400 ألف ليرة سورية، وهذا يشمل فقط المستلزمات الدراسية دون حساب تكلفة الألبسة الجديدة.

محمد أشار إلى الضغوطات المالية التي تفرضها النفقات الضرورية في هذا السياق، موضحًا أن السبيل الوحيد أمامه هو  إعادة النظر في ميزانيته وتخفيض بعض المصاريف الأساسية، فالأسعار لا تتماشى مع الدخل الشهري.

أما سمر الأحمد، وهي أم لثلاثة أطفال، فقد اضطرت للاستدانة من شقيقتها لتغطية تكاليف تجهيز أطفالها للعام الدراسي، موضحة أن الأسعار المرتفعة للمستلزمات المدرسية وضعتها في موقف مالي صعب، حيث تجاوزت نفقاتها قدراتها المالية.

حركة شبه معدومة

مصطفى الحسين، صاحب مكتبة في رأس العين، أوضح لعنب بلدي أن ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية يرتبط بأن معظم القرطاسية تأتي من تركيا، ما يعني تكاليف إضافية كرسوم المعابر والجمركة وأجور التحميل، تضاف للسعر.

كما أوضح أن هذه التكاليف، بما فيها رسوم النقل والجمركة، تسهم بشكل كبير في رفع أسعار القرطاسية.

ويرى صاحب المكتبة أن فارق قيمة العملة يلعب دورًا أساسيًا في زيادة الأسعار، إذ يتم شراء المستلزمات بالدولار بينما تُباع بالليرة السورية، ما يرفع الأسعار بشكل ملحوظ، ويزيد من عبء التكاليف على الأسر.

وأشار مصطفى إلى أن العودة إلى المدارس تعتبر عادة موسمًا مربحًا للمكتبات، حيث يمكن تحقيق أرباح جيدة من بيع القرطاسية، لكن بسبب قلة الإقبال، فإن حركة البيع والشراء شبه معدومة هذا العام، مما أثر سلبًا على أصحاب المكتبات أيضًا.

وتتراوح أجور العمال اليومية في رأس العين بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (بين 5 و7 دولارات أمريكية).

وتعد الزراعة وتربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها غالبية سكان رأس العين، وتشكل مصدرًا رئيسًا للدخل بالنسبة للسكان.

ويعادل كل دولار أمريكي 14650 ليرة للشراء، و14750 ليرة للشراء، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.