“البنتاجون”: المحادثات مع العراق لتغيير مهمة التحالف مستمرة
قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، إنها بصدد نقل علاقة قوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” مع العراق إلى مستوى آخر، دون الإشارة إلى جزئية سحب القوات الأمريكية من البلاد.
وقال السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون” بات رايدر، الاثنين 9 من أيلول، إن الخطط المتعلقة بمستقبل التعاون الأمني مع العراق، بما في ذلك دور أفراد الخدمة الأمريكية على الأرض هناك، لا تزال قيد المناقشة من قبل اللجنة العسكرية العليا الأمريكية- العراقية.
وأضاف أن طبيعة المحادثات بين الجانبين تركز على الانتقال من التحالف العالمي لهزيمة التنظيم، والهيكل الحالي، إلى ما قد تبدو عليه العلاقة الأمنية الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق على المدى الطويل.
ومن المتوقع أن تسهم المناقشات داخل “اللجنة العسكرية العليا” في تشكيل دور القوات الأمريكية في العراق ومهمة هزيمة التنظيم، وفي تحديد كيفية تغير الدور الأمريكي في هذه المهمة، وفق رايدر، مشيرًا إلى أن اللجنة نفسها ستنظر في الطبيعة الحالية للتهديد الذي يشكله التنظيم، والمتطلبات التشغيلية والبيئية، ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية.
ووفق ما أروده الموقع الرسمي لـ”البنتاجون”، فإن لدى الولايات المتحدة وجودًا عسكريًا يبلغ حوالي 2500 فرد في العراق كجزء من جهود “قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب” لمكافحة تنظيم “الدولة”.
وتتمثل المهمة في تقديم المشورة والمساعدة وتمكين القوات لهزيمة التنظيم في مناطق محددة من العراق وسوريا، وتعمل هذه القوات داخل العراق بالشراكة مع كل من قوات الأمن العراقية وقوات الأمن الكردية لتنفيذ هذه المهمة، وفق “البنتاجون”.
وقال رايدر، “إن وزير الدفاع منخرط بكل تأكيد في كل ما يتعلق بوضع القوات الأمريكية في مختلف أنحاء العالم. ونحن نقدر العمل الذي يتم من خلال عملية اللجنة العسكرية العليا. وهذه المحادثات تشكل مصدرًا لمعلومات عن قرارات كبار القادة، والتي تقع في نهاية المطاف على عاتق الحكومة (الرئيس والقيادة العراقية)”.
ولم تشر الولايات المتحدة لسحب قواتها من العراق، كما سبق وتحدثت تقارير إعلامية، إذ اقتصر الحديث الأمريكي عن نقل مستوى الشراكة الأمنية مع العراق لمستوى آخر.
“المقاومة” تشكك
أمس الاثنين، قال قيادي في “المقاومة الإسلامية بالعراق”، وهي مجموعة من الفصائل العسكرية المدعومة من إيران، إنه لا يصدق المعلومات عن نية أمريكية للانسحاب من العراق بموجب خطة أعدتها الحكومة العراقية قبل أيام.
وأضاف القيادي، علي الطائي، أن التصريحات بخصوص اقتراب موعد انسحاب قوات التحالف “محض كذب من قبل الولايات المتحدة”.
وأضاف لجريدة “الأخبار” اللبنانية، أن أمريكا لن تنسحب من العراق، طالما هناك مصالح مُلحة لها ومنها دعم إسرائيل.
ونقلت الجريدة اللبنانية عن قيادي في “كتائب حزب الله” العراقية (لم تسمّه)، وهو أحد فصائل “المقاومة الإسلامية”، قوله إن السفيرة الأمريكية في بغداد التقت مسؤولين عراقيين وقيادات شيعية بارزة “أبلغتهم بصريح العبارة أن الانسحاب الذي تتحدث عنه الحكومة العراقية هو مغاير تمامًا لما تتحدث عنه الولايات المتحدة”.
“المقاومة الإسلامية في العراق” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ منتصف تشرين الأول 2023.
تسريبات عن إتمام الاتفاق
في 6 من أيلول الحالي، نقلت وكالة”رويترز” عن مصادر متعددة مطلعة أن خطة اتفق عليها على نطاق واسع بين أمريكا والعراق، حول انسحاب قوات التحالف الدولي، لكنها تتطلب موافقة نهائية في العاصمتين، وتاريخًا للإعلان، وستجري مغادرة مئات عناصر القوات بحلول أيلول 2025، مع مغادرة الباقين بحلول نهاية 2026.
وقال مسؤول أمريكي كبير (لم تسمه الوكالة)، “توصلنا إلى اتفاق، والآن السؤال متى سيتم الإعلان عنه”.
وتسعى الولايات المتحدة لتأسيس علاقة استشارية جديدة يمكن أن تؤدي إلى بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق بعد الانسحاب.
وكان مقررًا في البداية الإعلان الرسمي عن الاتفاق قبل أسابيع، وجرى تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي المتعلق بحرب إسرائيل على غزة، وتسوية بعض التفاصيل المتبقية، وفق المصادر.
وتشمل المصادر خمسة مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من دول أخرى في التحالف، وثلاثة مسؤولين عراقيين، رفضوا جميعًا الكشف عن هوياتهم، وأكد بعضهم أن الصفقة سيجري الإعلان عنها هذا الشهر.
مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين، قال لـ”رويترز” إن المحادثات الفنية مع واشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف، انتهت.
وأضاف، “نحن على وشك نقل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد، بالتركيز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :