تزداد المخاوف من مخاطر استهداف المدارس في سوريا، في وقت تحذر الأمم المتحدة من استهداف العملية التعليمية، في اليوم الدولية لحماية التعليم.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتريش، اليوم، الاثنين 9 من أيلول، إن السنوات الأخيرة شهدت زيادة كبيرة في الهجمات التي استهدفت الطلاب والمعلمين والعاملين في مجال التعليم والمدارس في جميع أنحاء العالم.
وأوضح غوتيريش، بمناسبة اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات، أنه ما من نزاع إلا ويوقع خسائر بشرية فادحة، ولكن بالنسبة للأطفال والشباب العالقين في جحيم النزاع، فإن النكلفة حجمها لا يقدر.
كما حث جميع البلدان في رسالة عبر الموقع الرسمي للأمم المتحدة، على على تأييد إعلان المدارس الآمنة وتنفيذه بالكامل، وعلى دعم التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات، والوقوف إلى جانب الجهود الرامية إلى ضمان استمرار الأطفال والشباب في التعليم، سواء في أوقات الأزمات أو بعد توقف القتال.
من جانبها، أشارت منظمة الأمم المتحدة للأطفال (يونيسيف) إلى أن ملايين الأطفال المتضررين من الصراعات لم يتمكنوا هذا العام من العودة إلى المدارس.
في مرمى النظام وروسيا
وبالنسبة لمناطق شمال غربي سوريا، قال “الدفاع المدني السوري” إنه رغم كون المدارس أعيانًا مدنية ومحمية بموجب القانون الدولي الإنساني، فإن الهجمات الممنهجة لقوات النظام وروسيا تستهدف المدارس والمرافق التعليمية، وتهدد أرواح الطلاب والكوادر التدريسية وتقوض سير العملية التعليمية في شمال غربي سوريا.
وأحصى “الدفاع المدني” تعرض 170 مدرسة للاستهداف من قبل النظام وروسيا على مدارس السنوات الخمسة الماضية، لافتًا إلى أن المدارس كانت لسنوات هدفًا للنظام وروسيا.
وشدد على أن المساءلة وعدم الإفلات من العقاب تعتبر الخطوات الأهم لحماية التعليم.
وفي بيان نشره اليوم، عبر “فيس بوك”، بيّن فريق “منسقو استجابة سوريا” أن أكثر من 2.3 مليون طفل سوري يعانون من التسرب التعليمي بزيادة قدرها 100 ألف طفل عن العام الماضي، بينهم أكثر من 386 ألف طفل شمال غربي سوريا، و84 ألف طفل في المخيمات.
وأشار “منسقو استجابة سوريا” إلى خروج أكثر من 891 مدرسة عن الخدمة، بينها 266 منشأة تعليمية في شمال غربي سوريا، خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، جراء هجمات النظام وروسيا.
كما تعاني أكثر من 77 مدرسة شمال غربي سوريا من الاستخدام الخارج عن العملية التعليمية، وإشغال تلك المدارس في مهمات غير مخصصة لها.
وفي مخيمات الشمال التي تضم أكثر من مليوني نازح، هناك أكثر من 66% من هذه المخيمات (1011 مخيمًا) لا تحتوي نقاط تعليمية أو مدارس، ويضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم.
وخلال السنوات الثلاثة الماضية، فقد أكثر من 57 معلمًا حياتهم بسبب الهجمات العسكرية، بالإضافة إلى هجرة مئات المعلمين، وانقطاع الدعم عن أكثر من 49% من المدارس، بينما بلغت نسبة الاستجابة لقطاع التعليم خلال العام الماضي 32% فقط، وفق “منسقو استجابة سوريا”.
وتشهد المدارس الواقعة بالمناطق القريبة من خطوط التماس من سرمين، وآفس، والنيرب شرقي إدلب، ودارة عزة والأتارب بريف حلب الغربي، تعليقًا للدوام بشكل متكرر.
ويمتنع الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدارس بعد تكرار القصف من قبل قوات النظام، ووقوع ضحايا من الطلاب والمعلمين.
يعاني قطاع التعليم في إدلب على مستوى البنية التحتية والخدمات المقدمة للطلاب ومستوى رواتب المعلمين، الذين يطالبون عبر وقفات احتجاجية متكررة بزيادة رواتبهم، في وقت لا يهدأ فيه القصف رغم وجود اتفاقيات لوقف إطلاق النار.
ولا توجد إحصائية رسمية لعدد الطلاب الفعلي في مدارس إدلب وأريافها، إذ تأثرت مدارس بالقصف من قوات النظام وروسيا على المنطقة والتصعيد الذي شنته خاصة خلال تشرين الأول 2023.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن التصعيد العسكري في مناطق شمال غربي سوريا أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم لـ2.2 مليون طفل في سن المدرسة.
وأضاف أن 2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون شمال غربي سوريا، منهم مليون على الأقل خارج المدرسة، لافتًا إلى أن الوضع مأساوي بشكل خاص في مخيمات النزوح.