“المقاومة الإسلامية” تشكك بنية أمريكا الانسحاب من العراق
قال قيادي في “المقاومة الإسلامية بالعراق”، وهي مجموعة من الفصائل العسكرية المدعومة من إيران، إنه لا يصدق المعلومات عن نية أمريكية للانسحاب من العراق بموجب خطة أعدتها الحكومة العراقية قبل أيام.
وقال القيادي في “المقاومة الإسلامية”، علي الطائي، إن التصريحات بخصوص اقتراب موعد انسحاب قوات التحالف “محض كذب من قبل الولايات المتحدة”.
وأضاف لجريدة “الأخبار” اللبنانية، أن أمريكا لن تنسحب من العراق، طالما هناك مصالح مُلحة لها ومنها دعم إسرائيل.
واعتبر القيادي أن التصريحات الأحدث حول الانسحاب الأمريكي، هي “لتخدير الرأي العام”، مشيرًا إلى أن “الفصائل لن تتراجع عن موقفها الرافض للاحتلال”، مشيرًا إلى أنه “لا نية أمريكية للانسحاب”.
ونقلت الجريدة اللبنانية عن قيادي في “كتائب حزب الله” العراقية (لم تسمّه)، وهو أحد فصائل “المقاومة الإسلامية”، قوله إن السفيرة الأمريكية في بغداد التقت مسؤولين عراقيين وقيادات شيعية بارزة “أبلغتهم بصريح العبارة أن الانسحاب الذي تتحدث عنه الحكومة العراقية هو مغاير تمامًا لما تتحدث عنه الولايات المتحدة”.
“المقاومة الإسلامية في العراق” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ منتصف تشرين الأول 2023.
وفي 6 من أيلول الحالي، نقلت وكالة “رويترز” عن مصادر متعددة مطلعة أن خطة اتفق عليها على نطاق واسع بين أمريكا والعراق، حول انسحاب قوات التحالف الدولي، لكنها تتطلب موافقة نهائية في العاصمتين، وتاريخًا للإعلان، وستجري مغادرة مئات عناصر القوات بحلول أيلول 2025، مع مغادرة الباقين بحلول نهاية 2026.
وقال مسؤول أمريكي كبير (لم تسمه الوكالة)، “توصلنا إلى اتفاق، والآن السؤال متى سيتم الإعلان عنه”.
وتسعى الولايات المتحدة لتأسيس علاقة استشارية جديدة يمكن أن تؤدي إلى بقاء بعض القوات الأمريكية في العراق بعد الانسحاب.
وكان مقررًا في البداية الإعلان الرسمي عن الاتفاق قبل أسابيع، وجرى تأجيله بسبب التصعيد الإقليمي المتعلق بحرب إسرائيل على غزة، وتسوية بعض التفاصيل المتبقية، وفق المصادر.
وتشمل المصادر خمسة مسؤولين أمريكيين ومسؤولين من دول أخرى في التحالف، وثلاثة مسؤولين عراقيين، رفضوا جميعًا الكشف عن هوياتهم، وأكد بعضهم أن الصفقة سيجري الإعلان عنها هذا الشهر.
مستشار رئيس الوزراء العراقي للشؤون الخارجية، فرهاد علاء الدين، قال لـ”رويترز” إن المحادثات الفنية مع واشنطن بشأن انسحاب قوات التحالف، انتهت.
وأضاف، “نحن على وشك نقل العلاقة بين العراق وأعضاء التحالف الدولي إلى مستوى جديد، بالتركيز على العلاقات الثنائية في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والثقافية”.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو 2500 جندي في العراق، و900 جندي في سوريا، كجزء من “التحالف” الذي تشكل عام 2014 لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية” في البلدين.
وفي 1 من أيلول الحالي، قال رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، إن فلول تنظيم “الدولة الإسلامية” لم تعد تشكل خطرًا على الدولة العراقية.
ووفق بيان عن السوداني، نقلت عنه وكالة الأنباء العراقية (واع)، فإن حديث السوداني جاء خلال استقباله قائد بعثة التحالف الدولي لمحاربة تنيظم “الدولة” في العراق، كيفن ليهي، بحضور السفيرة الأمريكية لدى العراق.
إيران تدفع أمريكا للانسحاب
تقود واشنطن قوات التحالف الدولي لمحاربة التنظيم في كل من سوريا والعراق، ودائمًا ما تنوّه إلى أن انتشارها في البلدين الجارين مرتبط فقط بمكافحة التنظيم، في حين يعتبر المحور الموالي لإيران أن أمريكا تهدد مصالحه في المنطقة.
ومع تنامي استهدافات القواعد الأمريكية بسوريا والعراق في تشرين الثاني 2023، قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، بات رايدر، إن وكلاء إيران يستغلون “الحرب” الدائرة في غزة لدفع أمريكا نحو الانسحاب من سوريا والعراق.
وأضاف في مؤتمر صحفي مسجل نشره “البنتاجون” حينها، أن وكلاء إيرانيين يحاولون الاستفادة من الحرب في غزة لتحقيق أهدافهم الخاصة.
وفي حالة العراق وسوريا، تطمح هذه الجماعات منذ فترة طويلة لرؤية القوات الأمريكية تغادر، بحسب رايدر، مشيرًا إلى أن وجود قوات بلاده في العراق جاء بدعوة من الحكومة العراقية، ويركز فقط على هزيمة تنظيم “الدولة”، دون الإشارة إلى مبررات انتشارها في سوريا.
رايدر اعتبر أن الحرب الدائرة في فلسطين تم احتواؤها، لكن وكلاء إيران مستمرون بمحاولات استغلال الموقف.
اقرأ أيضًا: أمريكا “لم تعد مهتمة” بالوجود في سوريا والعراق
خطة ذات عواقب
وفق مقال نشره جوش روجين وهو كاتب متخصص في السياسة الخارجية والأمن القومي، بصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، في 21 من آب الماضي، لا يعتبر توجه إدارة بايدن للانسحاب من سوريا قابلًا للاكتمال في الوقت القريب.
وأضاف أن خطوة من هذا النوع قد تمهد الطريق لتفاقم أزمة الشرق الأوسط التي سيتحمل خليفة بايدن مسؤوليتها.
وقال الكاتب الأمريكي، إن مسؤولين (لم يسمّهم) أبلغوه أن المسؤولين العسكريين الأمريكيين والعراقيين يتحدثون علنًا أنهم يتفاوضون على اتفاق، ومن شأن هذا الاتفاق أن ينهي رسميًا عملية “العزم الصلب”، التي أطلقها التحالف الدولي في عام 2014 ضد التنظيم.
ومن المتوقع أيضًا أن يدعو الرئيس الأمريكي إلى انسحاب جميع القوات الأمريكية من العراق في غضون عامين، وفق ما نقله الكاتب عن مصادر.
الإعلان عن الصفقة كان مقررًا خلال آب نفسه، لكنه تأخر بسبب “التطورات الأخيرة”، بحسب ما قالت وزارة الخارجية العراقية سابقًا.
وتشمل التطورات الهجمات التي شنتها الميليشيات التي ترعاها إيران على القوات الأمريكية في العراق، فضلًا عن تصاعد التوترات مع إيران بعد مقتل رئيس المكتب السياسي لـ”حركة المقاومة الإسلامية” (حماس)، إسماعيل هنية، في طهران في تموز الماضي، وفق روجين.
وقال روجين، إن الإعلان عن انسحاب القوات الأمريكية، حتى مع وجود جدول زمني مدته عامان، من شأنه أن يشير إلى تخلي الولايات المتحدة عن المنطقة في وقت يتطلع فيه حلفاء واشنطن لزيادة الردع ضد إيران.
وأضاف أن انسحاب القوات الأمريكية من العراق من شأنه أن يخلق فراغًا سيملؤه تنظيم “الدولة الإسلامية” ووكلاء إيران.
وعلى صعيد آخر، اعتبر جوش روجين أن احتواء إيران ليس من الناحية الفنية جزءًا من مهمة التحالف الدولي، ولكن القوات الأمريكية في العراق وسوريا تشكل أهمية بالغة لتحقيق هذا الهدف.
ورغم أن القيادة العراقية، برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تدعو علنًا إلى انسحاب القوات الأمريكية، فإن العديد من المسؤولين العراقيين يخشون سرًا أن تؤدي هذه الخطوة إلى تسليم العراق للسيطرة الإيرانية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :