إيران تنفي صلتها بمواقع استُهدفت في سوريا.. النظام يحصي الأضرار

من عمليات إصلاح الطرقات التي تجريها حكومة النظام السوري بعد غارات إسرائيلية واسعة النطاق ضربت وسط سوريا- 9 من أيلول 2024 (رئاسة مجلس الوزراء السوري)

camera iconمن عمليات إصلاح الطرقات التي تجريها حكومة النظام السوري بعد غارات إسرائيلية واسعة النطاق ضربت وسط سوريا- 9 من أيلول 2024 (رئاسة مجلس الوزراء السوري)

tag icon ع ع ع

نفت إيران علاقتها بمواقع عسكرية استهدفتها إسرائيل، مساء الأحد، في سوريا، بعد تقارير تحدثت عن أن مواقع عسكرية تشرف عليها إيران لتطوير الصواريخ بريف حماة الغربي وسط سوريا.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، ناصر کنعاني، خلال مؤتمر صحفي الیوم، الاثنین 9 من أيلول، “لا نؤكد صحة هذه الأنباء، بناء على ما أعلنته مصادر سورية أن الکیان الصهيوني هاجم مراكز سورية، من بينها مركز أبحاث تابع للجيش السوري”.

وأدان، كنعاني وفق ما نقلته وكالة الطلبة الإيرانية (إيسنا)، الهجوم الإسرائيلي على مواقع عسكرية غربي حماة.

من جانبها، قالت وزارة الخارجية بحكومة النظام السوري، إن الهجمات الإسرائيلية في سوريا، والحرب على غزة، هما دليل على سعي إسرائيل لمزيد من التصعيد في المنطقة “بدعم أمريكي غربي لا محدود”.

وطالبت، عبر بيان نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا)، المجتمع الدولي بإدانة الهجوم الإسرائيلي والتضامن معها لوضع حد لـ”الاعتداءات والجرائم الإسرائيلية الممنهجة”.

وقالت إن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن 16 قتيلًا وجرح 36 آخرين بينهم ستة في حالة حرجة، كما تسبب أيضًا بأضرار مادية في بعض المناطق السكنية.

ولم يحدد بيان الخارجية فيما إذا كان القتلى والجرحى عسكريين أم ضحايا مدنيين، رغم مرور نحو عشر ساعات على الاستهداف.

ولم تعلن إسرائيل رسميًا مسؤوليتها عن الهجوم حتى لحظة تحرير هذا الخبر، في حين اكتفت وسائل إعلام إسرائيلية منها صحيفة “يديعوت أحرونوت” بنقل أنباء القصف عن وسائل إعلام سورية.

حكومة النظام تحصي الأضرار

كشفت جهات حكومية عدة اليوم، الاثنين، عن تسجيل أضرار واسعة في شبكات المياه والكهرباء والاتصالات والطرقات في مصياف بريف حماة، إثر الغارات الإسرائيلية التي استهدفت المنطقة، الليلة الماضية.

وقالت وزارة الموارد المائية، إن القصف الإسرائيلي أدى إلى تخريب خطوط الضخ والإسالة الرئيسة باتجاه خزان مصياف الأرضي، وانقطاع خط التغذية الكهربائية لآبار الجريفات التي تغذي مدينة مصياف، إضافة إلى انقطاع خط التغذية الكهربائية لآبار خان جلميدون وآبار مدينة سلحب.

من جهته، أكد مدير الشركة العامة لكهرباء حماة، حبيب خليل، لوكالة “سانا” أن خط كهرباء مصياف- سلحب تعرض لأضرار، إلى جانب شبكات كهربائية منخفضة ومتوسطة على خط الوراقة- وادي العيون، مشيرًا إلى وجود أضرار مادية بمبنى قسم كهرباء مصياف، جراء القصف الإسرائيلي.

ونقلت “سانا” عن مدير الاتصالات في حماة، منيب الأصفر، قوله إن الكابل الضوئي على طريق حماة- مصياف تعطل إثر القصف، وكذلك مركز اتصالات وادي العيون والمرحة وشيحة مصياف، فضلًا عن توقف العمل في وحدات نفاذ بلدات وقرى بشاوي والسنديانة والمعيصرة وعين كرم والنقير.

إذاعة “شام إف إم” المحلية نقلت من جانبها عن رئيس قسم حماية الغابات في مصياف، أمجد حماد، قوله إن جميع الحرائق التي اندلعت جراء القصف، تم السيطرة عليها.

مواقع إيرانية

مساء الأحد، أغارت طائرات حربية إسرائيلية على مواقع عسكرية في سوريا، وقالت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري إن قصفًا إسرائيليًا استهدف، من اتجاه شمال غربي لبنان، عددًا من المواقع العسكرية في المنطقة الوسطى، دون تحديد هذه المواقع بدقة.

ونقلت إذاعة “شام إف إم” المحلية، عن مدير المستشفى “الوطني” في مصياف، الدكتور فيصل حيدر، اليوم الاثنين، قوله إن عدد القتلى ارتفع إلى 16 قتيلًا و36 جريحًا بينهم حالات حرجة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين استخباراتيين إقليميين قولهما، إن مركزًا عسكريًا كبيرًا لإنتاج الأسلحة الكيماوية يقع بالقرب من مصياف تعرض لقصف عدة مرات.

وأضافت المصادر التي لم تسمّها الوكالة، “يعتقد أن المركز يضم فريقًا من الخبراء العسكريين الإيرانيين المشاركين في إنتاج الأسلحة”.

المرصد السوري لحقوق الإنسان“، وهو منظمة حقوقية معارضة مقرها لندن، قال إن الهجوم أسفر عن تدمير مبانٍ ومراكز عسكرية في منطقة “البحوث العلمية” بمدينة مصياف، ونتج عنه حريق في المناطق الحرجية على طريق مصياف وادي العيون ومنطقة حير عباس.

وأضاف أن بعض صواريخ الدفاعات الجوية سقطت في مناطق سكنية وقرى ومزارع مأهولة بالسكان.

وسقط صاروخ بقرية سمكة التابعة لناحية خربة المعزة بريف طرطوس، وآخر في ضاحية المجد، ما أسفر عن أضرار مادية.

ودوى 13 انفجارًا عنيفًا في كل من منطقة البحوث العلمية بمصياف غربي حماة، وفق “المرصد”، كما سقط صاروخان إسرائيليان في موقعين بمنطقة الزاوي بريف مصياف، ما أسفر عن اشتعال النيران فيهما، واستهدفت الضربة أيضًا موقعًا على طريق مصياف- وادي العيون، وموقع آخر بمنطقة حير عباس.

إيران في سوريا

تتعدد آليات الوجود الإيراني في سوريا، سواء عبر ضباط تطلق عليهم إيران اسم “مستشارين”، وهم المسؤولون عن تسيير مصالح إيران في البلاد، وآليات تدريب الميليشيات الوكيلة لإيران في المنطقة، أو عن طريق ميليشيات مشكّلة من عناصر ينحدرون من جنسيات وبلدان مختلفة، ويجمعها الولاء الديني.

وتتوزع هذه الميليشيات على الجغرافيا السورية التي يسيطر عليها النظام السوري بشكل أساسي، وتسيطر على مناطق نفوذ خاصة بها في الشرق السوري، وبالتحديد في مدينتي البوكمال والميادين شرقي دير الزور، إضافة إلى مناطق أخرى في عدة محافظات، بينها ريف دمشق ودرعا والقنيطرة وحلب وحمص وحماة.

وتتحرك هذه الميليشيات وفق الظروف العسكرية والأمنية المخطط لها مسبقًا، لكن الضربات الأمريكية والإسرائيلية المتكررة باتت تفرض تحركات مختلفة عما اعتادته هذه الميليشيات، لتجنب أكبر قدر ممكن من الخسائر.

ويمتد وجود الميليشيات الإيرانية، وكذلك قادة في “الحرس الثوري الإيراني”، من الحدود السورية- العراقية في أقصى الشرق، بالقرب من مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وصولًا إلى الجنوب السوري على الحدود مع الجولان المحتل.

ومنذ دخول إيران عسكريًا في الميدان السوري عام 2013، لم تظهر إحصائيات دقيقة لأعداد أفراد الميليشيات المدعومة من إيران، كما تنفي الأخيرة وجود أي قوات نظامية تابعة لها على الأراضي السورية، وتكتفي بالإشارة إلى وجود “مستشارين عسكريين” فقط.

ووفق دراسة أعدها مركز “جسور للدراسات” في 2020، تتوزع القوات الإيرانية على 125 موقعًا في سوريا، معظمها في مدينتي درعا ودير الزور.

اقرأ أيضًا: الوجود الإيراني في سوريا.. إعادة تموضع لا انسحاب




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة