“دودة القطن” تهدد المحصول في رأس العين

ألحقت "دودة القطن" الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

camera iconألحقت "دودة القطن" الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

تهدد “دودة اللوز” المعروفة بـ”دودة القطن” محصول القطن هذا العام في منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة، وخلقت مخاوف لدى المزارعين من خسائر مالية.

تتغذى هذه الحشرة الصغيرة على أوراق وثمار القطن، ما يؤثر على نموها وجودتها، ويرجع انتشارها إلى عدة عوامل، منها تقلبات الطقس التي وفرت بيئة مثالية لتكاثرها.

أضرّت بجوزة القطن

رش المزارع محمد العبد الله محصول القطن للمرة الثانية هذا العام في أرضه بقرية حميد في رأس العين، بعد أن اكتشف وجود “دودة القطن” محاولًا إنقاذ المحصول، قائلًا إنه لاحظ انتشار الدودة منذ حوالي شهر.

وأضاف لعنب بلدي أن “دودة القطن” تسببت في التهام أوراق الشجيرات وأثّرت على الأزهار خلال فترة التطعيم، مشيرًا إلى أن القطن تأثر بنسبة 50% جراء هذا الضرر.

ورغم رش المحصول مرتين، فإن الدودة أثرت بشكل ملحوظ على جودة المحصول وستؤثر على كمية الإنتاج عند جنيه، وفق المزارع.

ناصر العلي، مزارع آخر من قرية العزيزية، قال إن الحرارة المرتفعة أسهمت في تفشي الدودة بشكل سريع، ما أدى إلى تساقط جوزة القطن (الثمرة).

 وأضاف لعنب بلدي أن الأضرار طالت المحصول رغم محاولاته تقليل الضرر عبر استخدام المبيدات.

واعتبر غالبية المزارعين أن الأدوية لم تكن فعالة بما يكفي لمكافحة انتشار الدودة في حقولهم، ما دفعهم إلى استخدام كميات أكبر من المبيدات أو تجربة أنواع أخرى دون جدوى، كما أدى استمرار انتشار الدودة إلى زيادة التكلفة المالية.

ألحقت "دودة القطن" الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

ألحقت “دودة القطن” الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة – 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

“دودة اللوز”

تحدث المهندس الزراعي سامر الحسين لعنب بلدي عن انتشار “دودة اللوز” في حقول القطن، موضحًا أن الأدوية المستخدمة لم تكن فعالة بسبب مقاومة الدودة السريعة للمبيدات. 

وقال إن توقيت رش المبيدات لم يكن مناسبًا، حيث يجب تطبيقها في مرحلة اليرقات الأولى لتحقيق أفضل النتائج. 

وأضاف أن ارتفاع درجات الحرارة أسهم في تسريع نمو الدودة، وتقليل فعالية المبيدات بسبب تبخرها السريع. 

وأشار إلى أهمية اعتماد برامج مكافحة متكاملة تشمل استخدام مبيدات متخصصة، وتطبيقها في الأوقات المناسبة، وضرورة اتخاذ تدابير وقائية، مثل تطبيق أساليب زراعية جيدة، ومراقبة مستمرة للحقل للحفاظ على صحة المحاصيل.

ألحقت "دودة القطن" الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة - 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

ألحقت “دودة القطن” الضرر بالمحصول في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة – 2 من أيلول 2024 (عنب بلدي)

27 ألف دونم

يعد محصول القطن من الزراعات الأساسية في رأس العين، والتي يعتمد فيها معظم السكان على الزراعة ثم تربية الماشية كمصدر دخل. 

قال رئيس مكتب الزراعة والثروة الحيوانية في المجلس المحلي، عمر حمود، لعنب بلدي، إن مساحات الأراضي المزروعة في رأس العين تصل إلى حوالي 27 ألف دونم، وهي منخفضة مقارنة بالأعوام السابقة، بسبب اعتماد المزارعين على زراعات أخرى نتيجة صعوبة تصريف المحصول وتحكم التجار في أسعاره.

وأوضح أن نسبة الحقول المصابة بـ”دودة اللوز” تقارب 20% من محصول القطن في المنطقة، وأن الضرر ليس كبيرًا، مضيفًا أن العلاج يتطلب اتباع أساليب وقائية منذ بداية الزراعة للحد من الإصابة.

وأشار إلى أهمية تجنب المعالجات العشوائية دون استشارة مهندس زراعي أو مديرية الزراعة في المجلس المحلي، فبعض الأدوية قد تكون غير فعالة، وقد تؤدي إلى زيادة الضرر على المحصول.

التصحّر يهدد المنطقة

أكثر ما يؤرق قطاع الزراعة في رأس العين وجارتها تل أبيض هو التصحّر الذي ضرب مئات آلاف الدونمات، إلى جانب أراضٍ طالتها تكهفات وانهيارات أخرجتها من الخدمة، وعززتها عوامل اقتصادية من ارتفاع تكاليف الاستصلاح واستخراج المياه، وعوامل بشرية من استنزاف للمياه الجوفية وتقصير الجهات المسؤولة، وتهميشها التربة والفلاح والمحصول.

ووفق أرقام حصرية حصلت عليها عنب بلدي، فإن مساحة الأراضي الزراعية في رأس العين تبلغ 1.270 مليون دونم، المزروعة منها تبلغ 200 ألف دونم فقط، بينما تتجاوز  مساحة الأراضي البعلية 420 ألف دونم، وباتت متصحرة نتيجة هبوط مستوى المياه، وتعتبر ذات إنتاج قليل وشبه معدوم.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية في تل أبيض 1.190 مليون دونم، ومساحة الأراضي المروية المزروعة 310 آلاف دونم، بينما المساحة البعلية المزروعة 431 ألف دونم.

وتواجه المحاصيل الزراعية في رأس العين صعوبات التصريف، وتحكم التجار، وغياب الجهات الحكومية عن شراء محاصيل استراتيجية كما حصل في موسم القمح هذا العام.

وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة