العام الدراسي يبدأ في مختلف مناطق السيطرة في سوريا
انطلق العام الدراسي الجديد 2024- 2025 لطلاب المدارس في سوريا، ضمن مختلف مناطق السيطرة.
وأعلنت كل من حكومة النظام السوري، والحكومة “المؤقتة” في ريف حلب، وكذلك مناطق “الإدارة الذاتية” (شمال شرقي سوريا) عن بدء العام الدراسي.
فيما تبقت مناطق حكومة “الإنقاذ” في إدلب، والتي أعلنت في وقت سابق عن انطلاقها في 28 من أيلول الحالي.
مناطق النظام السوري
رئاسة مجلس الوزراء في حكومة النظام السوري قالت اليوم، الأحد 8 من أيلول، إن ثلاثة ملايين و700 ألف طالب سوري سيبدؤون اليوم العام الدراسي الجديد.
ولا تشمل هذه الأرقام الطلاب والتلاميذ الذين ينخرطون في مؤسسات تعليمية بمناطق خارج سيطرة النظام السوري، في شمال غربي وشمال شرقي سوريا.
وتعاني المدارس في المناطق التي تخضع لسيطرة النظام من سوء الخدمات، وتشهد الصفوف اكتظاظًا بالطلاب.
كما سعى النظام لإدخال مواد تعليمية تتصل بحلفائه، روسيا وإيران، إلى المناهج الدراسية، بما في ذلك تعليم اللغة الروسية.
مناطق “الإدارة الذاتية”
في حين أعلنت هيئة “التربية والتعليم” التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، عن بدء الدوام اليوم للطلاب في المناطق التي تسيطر عليها، وذلك عبر موقعها الرسمي.
ولم تذكر عدد الطلاب المنتسبين إلى المدارس في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”.
وتسيطر الإدارة على مناطق شمالي شرق سوريا، بما في ذلك مدينتا القامشلي والرقة ومناطق من محافظة الحسكة، وكذلك مدينة عين العرب/ كوباني ورأس العين ومنبج.
وكحال المدن التي يسيطر عليها النظام السوري، تعاني المدارس من نقص حاد في الخدمات.
وبسبب فروقات التعليم بين مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” والنظام، يعاني السكان من دفع تكاليف باهظة في سبيل تأمين التعليم لأطفالهم، إذ يفضل أغلب السكان مدارس حكومة النظام المعترف بها على مدارس “الإدارة الذاتية”.
وفي دراسة نشرها “مركز عمران للدراسات الاستراتيجية“، تستند العملية التعليمية في مناطق “الإدارة الذاتية” على ثلاثة قواعد رئيسية، أولها المتطلبات الأيديولوجية، وثانيها اعتماد اللغة الكردية، والقاعدة الثالثة مرتبطة بضرورات التغيير وإعادة تأهيل البنى التعليمية.
مناطق الحكومة “المؤقتة”
وبدأ العام الدراسي الجديد في المناطق التي يسيطر عليها “الجيش الوطني” و”الحكومة المؤقتة”، المدعومة تركيًا.
وفق الموقع الرسمي لوزارة التربية في “المؤقتة”، هناك ما يقارب مليون ونصف المليون طالب في المرحلتين الثانوية والأساسية (الابتدائية والإعدادية).
ويسيطر “الجيش الوطني” على مناطق في ريف حلب، شمال سوريا، بما في ذلك مدن جرابلس وعفرين والباب واعزاز.
بالإضافة لمدينتي رأس العين وتل أبيض، بريف الرقة الشمالي.
وتشهد مناطق سيطرة “الحكومة السورية المؤقتة” بريفي حلب الشمالي والشرقي استقالة معلمين ومعلمات من المدارس العامة لأسباب عدة، في مقدمتها البحث عن راتب يسد احتياجات العائلة.
وبلغ عدد المعلمين الذين استقالوا منذ 2023 حتى نهاية شباط الماضي أكثر من 500 معلم ومعلمة، وفق إحصائية حصلت عليها عنب بلدي من رئيس نقابة المعلمين في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي، محمد صباح حميدي.
وتسببت هذه الحالة بكارثة للعملية التعليمية، نتيجة نقص الكوادر، وعدم توفر كفاءات تلبي الاحتياجات الملحة.
وتكررت الإضرابات والوقفات الاحتجاجية والمظاهرات التي نظمها المعلمون في ريف حلب الشمالي والشرقي، رغم تعدد أسبابها، كالمطالبة بزيادة الدخل الشهري، وعدم التعدي على حقوق المعلمين، ومظاهرات مناهضة للفساد الإداري في المنطقة، وتردي العملية التعليمية.
مناطق سيطرة “حكومة الإنقاذ”
وفي مناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”، ستنطلق العملية التعليمية للعام الجديد في 28 من أيلول الحالي.
وأصدرت “مديرية التربية والتعليم في إدلب” تعميمًا في 18 من آب الماضي، ببدء الدوام للطلاب في التاريخ المذكور.
في حين يبدأ الدوام الإداري في 21 من أيلول الحالي، وينتهي العام الدراسي في 29 من أيار المقبل.
وتشهد المدارس الواقعة بالمناطق القريبة من خطوط التماس من سرمين، وآفس، والنيرب شرقي إدلب، ودارة عزة والأتارب بريف حلب الغربي، تعليقًا للدوام بشكل متكرر.
ويمتنع الأهالي عن إرسال أطفالهم إلى المدارس بعد تكرار القصف من قبل قوات النظام، ووقوع ضحايا من الطلاب والمعلمين.
يعاني قطاع التعليم في إدلب على مستوى البنية التحتية والخدمات المقدمة للطلاب ومستوى رواتب المعلمين، الذين يطالبون عبر وقفات احتجاجية متكررة بزيادة رواتبهم، في وقت لا يهدأ فيه القصف رغم وجود اتفاقيات لوقف إطلاق النار.
في تشرين الثاني 2023، قال مدير التربية والتعليم في مدينة إدلب، أحمد الحسن، لعنب بلدي، إن مدارس المنطقة تشهد نقصًا بالكتب المدرسية، وإن 500 ألف طالب يحتاجون إلى الكتب.
ولا توجد إحصائية رسمية لعدد الطلاب الفعلي في مدارس إدلب وأريافها، إذ تأثرت مدارس بالقصف من قوات النظام وروسيا على المنطقة والتصعيد الذي شنته خاصة خلال تشرين الأول 2023.
وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، أن التصعيد العسكري في مناطق شمال غربي سوريا أثّر بشكل كبير على إمكانية الوصول إلى خدمات التعليم لـ2.2 مليون طفل في سن المدرسة.
وأضاف أن 2.2 مليون طفل في سن المدرسة يقيمون شمال غربي سوريا، منهم مليون على الأقل خارج المدرسة، لافتًا إلى أن الوضع مأساوي بشكل خاص في مخيمات النزوح.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :