ما مركز “إيكاردا” الذي يريد النظام إعادته إلى حلب

يسعى النظام السوري لإعادة مقرّ مركز “إيكاردا” إلى مدينة حلب، شمالي سوريا، بعد سنوات من نقله إثر المعارك في محيط المدينة.

وطالب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، السبت 7 من أيلول، خلال لقائه بمدير “إيكاردا”، علي أبو سبع، في العاصمة المصرية القاهرة، بإعادة المركز إلى حلب.

ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، ستقدم الحكومة “كافة التسهيلات لاستئناف عمل المركز في سوريا”.

وجاء لقاء المقداد بأبو السبع على خلفية زيارة الأول للقاهرة، استعدادًا لمشاركة النظام في أعمال الدورة العادية “رقم 162” للجامعة العربية، على المستوى الوزاري.

ولم يذكر المقداد أو “سانا” إن كان المركز سيعود لمقرّه القديم في منطقة تل حديا، أم سيكون هناك مقر جديد.

وتسيطر قوات النظام السوري على المنطقة التي يقع بها المركز منذ عام 2019، بعد سنوات من سيطرة المعارضة.

وتعتبر مناطق تماس عسكري مع قوات تتبع لـ”هيئة تحرير الشام” المسيطرة على إدلب ومناطق من ريف حلب.

ما “إيكاردا”

واسم “إيكاردا” اختصار باللغة الإنجليزية لـ”المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة”.

ووفق الموقع الرسمي، فـ”إيكاردا” منظمة دولية تعمل منذ 40 عامًا على إجراء البحوث لأجل التنمية، بهدف توفير حلول زراعية قائمة هلى البحوث العلمية.

وتهدف البحوث لتحسين مرونة سبل العيش في المجتمعات الريفية في المناطق الجافة وتحسين ظروف المزارعين.

وتتبع “إيكاردا” للمجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، ولديها عشرة مراكز بحثية ومكاتب إقليمية وقطرية في المناطق الجافة.

ووفق منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو“، أنشئت المنظمة في عام 1975، ونفذت برامج بحث في 50 دولة في قارتي إفريقيا وآسيا.

وعملت “إيكاردا” على إطلاق أصناف جديدة من القمح السوري، كان آخرها “شام 12“، وبدأ العمل عليه في 1981، وأعلنت المنظمة عن إطلاقه في آب الماضي.

وقالت إن إطلاقه “يشكل خطوة حاسمة بالنسبة للزراعة في سوريا وفي المنطق الجافة، بفضل إنتاجيته العالية وقدرته على الصمود والتكيف مع الظروف الجوية القاسية”.

وكان مركز “إيكاردا” في سوريا قبل إغلاقه يقع في محافظة حلب، بالقرب من منطقة تل حديا، في ريف المدينة على طريق “M5″ الدولي.

ويحصل المركز على دعم من المفوضية الأوروبية و”فاو” وصندوق “أوبك للتنمية الدولية” ووكالات أخرى.

وشكل مقر المركز موقعًا مميزًا لإجراء الأبحاث لتطوير المحاصيل الاستراتيجية، بما يشمل القمح والشعير والحمص والعدس، وبدأ عمله في عام 1977.

وبعد اندلاع الثورة السورية في 2011، سحب النظام بعد خروجه من المركز كافة المعدات والأدوات والموظفين التابعين له.

وأدت العمليات العسكرية في محيط المركز لأضرار في المزارع البحثية.

وخلال العامين 2011 و2012، نجح المركز بتأمين “بنك الجينات”، وإيداع نسخ مطابقة من موارده الوراثية ببنوك جينات خارج سوريا، بحيث أصبحت لجميع الجينات ومجموعات الأصول الوراثية في المركز نسخ مماثلة لها خارج البلاد.

ونقل مقرّ المركز من حلب إلى لبنان في عام 2012.