"التركية" تغطي السوق

قلة الإنتاج المحلي ترفع أسعار البطاطا برأس العين

تشهد أسعار البطاطا ارتفاعًا مقارنة بجميع الخضروات في رأس العين - 28 من آب 2024 (عنب بلدي)

camera iconتشهد أسعار البطاطا ارتفاعًا مقارنة بجميع الخضروات في رأس العين - 28 من آب 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

عنب بلدي – رأس العين

تشهد أسعار مادة البطاطا ارتفاعًا متواصلًا في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، حيث وصل سعر الكيلوغرام إلى 7000 ليرة سورية، إثر الاعتماد على البطاطا المستوردة، في ظل غياب إنتاج محلي يغطي حاجة السوق.

وتصل البطاطا إلى رأس العين عبر تركيا التي تعد المورد الرئيس في مدينة رأس العين، بالإضافة إلى كميات تأتي من ريفي حلب الشمالي والشرقي عبر طرق “الترانزيت” (ريف حلب إلى تركيا ثم رأس العين).

ويزيد السعر بسبب الاستيراد وارتفاع تكاليف النقل، وقيمة الرسوم الجمركية والعمولات التي يفرضها التجار، ما ينعكس بشكل مباشر على السعر النهائي للمستهلك.

لم تعد “لحمة الفقير”

تراجع وجود البطاطا على المائدة مقارنة بباقي الخضراوات، في حين اعتبر سكان قابلتهم عنب بلدي أنها لم تعد “لحمة الفقير” كما كانت سابقًا.

لم تعد تشتري السيدة ملاك المحمد القاطنة في رأس العين مادة البطاطا بانتظام كما كانت خلال الأعوام الماضية، وقالت إنها خرجت من طبخة أساسية كل يومين أو ثلاثة أيام.

من جانبه، قال حسن الفهد، وهو من سكان رأس العين، إن البطاطا كانت بالنسبة له ولأسرته نعمة حقيقية، إذ كانت تُشكل جزءًا كبيرًا من وجباتهم اليومية نظرًا إلى أسعارها المعقولة سابقًا، ما يسهل عليه تأمينها باستمرار.

وأضاف لعنب بلدي أنه الآن بالكاد يستطيع شراء أكثر من كيلوغرام واحد من البطاطا في كل مرة، وهو ما يدفعه إلى تقليل استهلاكها.

وتبقى أسعار البطاطا مرتفعة وسط انخفاض أسعار جميع الخضراوات الصيفية إلى النصف تقريبًا، إذ يبلغ سعر الكيلو من البندورة 3000 ليرة، والباذنجان 2000 ليرة، والخيار 3000 ليرة، والكوسا 1000 ليرة.

ويتقاضى عمال المياومة في رأس العين بين 80 ألفًا و100 ألف ليرة سورية (الدولار يعادل 15200 ليرة سورية).

تشهد أسعار البطاطا ارتفاعًا مقارنة بجميع الخضروات في رأس العين - 28 من آب 2024 (عنب بلدي)

تشهد أسعار البطاطا ارتفاعًا مقارنة بجميع الخضروات في رأس العين – 28 من آب 2024 (عنب بلدي)

طلب قليل

قلة الطلب على البطاطا تسببت بخسائر مالية لأصحاب “البسطات”، جراء بقائها لفترات طويلة دون بيع وتلفها في النهاية.

قال إسماعيل الرميض لعنب بلدي، وهو صاحب “بسطة” لبيع الخضراوات في رأس العين، إن ارتفاع أسعار البطاطا أصبح يُسبب له خسائر مالية، وإنه يجد صعوبة في بيعها للمستهلكين الذين لم يعودوا قادرين على تحمل أسعارها المرتفعة.

وأوضح أن البطاطا كانت في الماضي من أكثر السلع طلبًا، وبات يصعب بيعها، إذ تبقى لفترات طويلة على البسطة، ما يؤدي في بعض الأحيان إلى تلفها قبل أن يتمكن من تصريفها.

وأضاف أنه كان سابقًا يبيع ما يقارب 60 كيلوغرامًا من البطاطا يوميًا، أما في الوقت الحالي فلا يستطيع بيع أكثر من 15 كيلوغرامًا.

وأشار البائع إلى أن استمرار هذا الوضع يفاقم الخسائر، وربما يضطر إلى التخلي عن بيع البطاطا تمامًا، إذا لم تتحسن الظروف قريبًا.

زراعتها مكلفة وتتطلب الخبرة

لا تعد البطاطا محصولًا رئيسًا في رأس العين مقارنة بمحاصيل القمح والقطن والشعير.

المهندس الزراعي فؤاد كمالي من رأس العين، قال لعنب بلدي، إن التكلفة العالية لزراعة البطاطا ونقص الخبرة الكافية في هذا المجال أديا إلى اعتماد السكان على البطاطا المستوردة.

وأوضح أن الدونم الواحد يتطلب حوالي 250 كيلوغرامًا من بذور البطاطا، وبناء على ذلك، فإن تكلفة بذور الدونم الواحد تصل إلى 600 دولار أمريكي، إذ يبلغ سعر الطن الواحد من البذار العادية 2500 دولار، بينما يصل سعر الطن للبذار المرتفعة الجودة إلى 4000 دولار أمريكي.

وأضاف المهندس أن الأراضي الزراعية في رأس العين صالحة لزراعة البطاطا، لكنها تتطلب اهتمامًا وخبرة كبيرة، وهو ما يفتقر إليه معظم المزارعين.

وأشار إلى أن بعض المزارعين الذين جربوا زراعة البطاطا تعرضوا لخسائر كبيرة، بسبب إصابة المحصول بأمراض متعددة، أبرزها الآفة البكتيرية، والذبابة البيضاء، واللفحة المبكرة والمتأخرة، ما أدى إلى تلف جذور البطاطا وصعوبة جنيها.

وذكر أنه في حال تمت زراعة البطاطا بعناية مع استخدام الأسمدة والبذور الجيدة الخالية من الأمراض، فقد تحقق إنتاجًا يتراوح بين 4 و6 أطنان للدونم، ما يوفر أرباحًا كبيرة، ومع ذلك، فإن زراعتها دون الخبرة اللازمة يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية كبيرة للمزارعين.

تشجيع على زراعتها

قال زياد ملكي، المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي، إن المجلس يشجع جميع الزراعات بما في ذلك البطاطا في المنطقة، ويقدم الاستشارات للمزارعين.

وأوضح لعنب بلدي أن غالبية المزارعين يتجهون إلى الزراعات الموسمية مثل القمح والقطن والكمون والفول، نظرًا إلى أنها أقل تكلفة مقارنة بالبطاطا التي تتطلب أيضًا اهتمامًا خاصًا.

وأضاف أن ارتفاع أسعار البطاطا يعود إلى تكاليف النقل والتحميل من الشمال السوري وتركيا، ما جعل سعرها مرتفعًا وثابتًا دون انخفاض.

وأشار إلى أن المجلس المحلي يعمل في الفترة المقبلة على زراعة البطاطا في الأراضي الزراعية تحت إشراف مهندسين ومشرفين لتقليل أسعارها في المنطقة.

وطالب الأهالي بضرورة أخذ المشورة من مديرية الزراعة في رأس العين لزراعة البطاطا، وكذلك الاستفادة من خدمات الحراثة التي يقدمها المجلس المحلي، لتطوير هذه الزراعة ومنع احتكار هذه المادة.

وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية الشرقية في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.

وتواجه المحاصيل الزراعية في رأس العين صعوبات التصريف، وتحكم التجار، وغياب الجهات الحكومية عن شراء المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة