قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن الخطوات الجديدة التي تتخذها بلاده مع مصر وسوريا تهدف إلى خلق خط تضامن ضد “التهديد المتزايد للتوسعية الإسرائيلية”.
وأضاف أن “العملية الجديدة التي بدأناها مع مصر ستكون لصالح غزة وفلسطين، واتصالاتنا مع دول الجوار الأخرى ستكون لصالح منطقتنا، وسنواصل زيادة عدد أصدقائنا في منطقتنا، وسنتخذ كل خطوة بتصميم لتوسيعها من الآن فصاعدًا”.
وذكر أردوغان أن ما يحدث في غزة ليست حربًا إسرائيلية فلسطينية، بل صراعًا بين الصهيونية التوسعية والمسلمين الذين يحمون وطنهم، وذلك خلال كلمة له اليوم، السبت 7 من أيلول، في مؤتمر طلاب مدارس الأئمة والخطباء الـ21.
وتابع أن “إسرائيل لن تتوقف في غزة، وإذا استمرت على هذا المنوال، بعد احتلال رام الله، فسيكون الدور على الدول الأخرى في المنطقة، لبنان وسوريا، وسوف يستقرون فيها، ويوجهون أنظارهم إلى تركيا”.
واعتبر أردوغان أن “حركة المقاومة الفلسطينية” (حماس) لا تدافع عن غزة فحسب، بل تدافع أيضًا عن الأراضي الإسلامية وتركيا.
ويأتي حديث أردوغان بعد ثلاثة أيام من لقائه الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي في تركيا، في زيارة هي الأولى من نوعها للسيسي منذ وصوله للسلطة في 2014، بعد انقلاب عسكري أطاح خلاله بحكم الرئيس السابق، محمد مرسي، الذي كان حليفًا متوقعًا لأردوغان في المنطقة.
وبحسب بيان للرئاسة التركية، جرت خلال الزيارة مراجعة جميع جوانب العلاقات التركية- المصرية ومناقشة الخطوات المشتركة التي يمكن اتخاذها في المستقبل، لمواصلة تطوير التعاون الثنائي.
وتطرق الجانبان إلى الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، والأوضاع في غزة، بالإضافة إلى تبادل الأفكار حول القضايا الإقليمية والعالمية الراهنة، ووقّعا بعض الوثائق التي تهدف إلى تعزيز الأساس التعاقدي للعلاقات، وفق ما ذكرته الرئاسة التركية عبر موقعها الرسمي.
كما يأتي حديث أردوغان، بعد حالة تجاذب يشهدها ملف التقارب مع النظام السوري، إذ نقلت قناة “CNN TURK”، في 29 من آب الماضي، عن مصادر في الخارجية التركية، أن إعادة العلاقات التركية مع دمشق إلى ما كانت عليه قبل عام 2011، تتخلص بأربعة عناوين رئيسة.
وبحسب ما نقلته القناة عن مصادرها فإن لدى تركيا أربعة توقعات رئيسة من التطبيع، يتمثل الأول في تطهير سوريا من “العناصر الإرهابية” حفاظًا على سلامة أراضيها.
التوقع الثاني هو قيام سوريا بتحقيق مصالحة وطنية حقيقية مع شعبها في إطار قرار مجلس الأمن الدولي “2254”، على أساس المطالب والتوقعات المشروعة لشعبها، والعودة إلى المفاوضات الدستورية، والتوصل إلى اتفاق مع المعارضة.
ويشمل التوقع الثالث تهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين بشكل آمن وكريم، أما التوقع الرابع فهو استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة المعارضة دون انقطاع.
وبحسب ما نقلته “CNN TURK”، فإن هذه الصورة لن تتغير بالنسبة لتركيا، والحوار الذي سيقيمه النظام مع المعارضة يجب أن يكون مثمرًا بالنسبة لأنقرة، أي أنه من غير الوارد أن تقوم تركيا بتغيير جذري أو التراجع عن علاقتها مع المعارضة السورية.
وتواصل القوات الإسرائيلية حربها على قطاع غزة منذ 7 من تشرين الأول 2023، على خلفية عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية.
ومنذ انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع، في تشرين الأول 2023، قتل 40939 شخصًا، وأصيب 94 ألفًا و616 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.