الصوص “المهرّب” والحرارة يخفضان أسعار الفروج بدرعا

درعا – حليم محمد

شهدت السوق المحلية في محافظة درعا جنوبي سوريا انخفاضًا في أسعار الفروج، وصل إلى نحو 25%.

انخفاض السعر جاء على خلفية إنتاج أفواج جديدة، وتخوف من نفوق الدجاج إثر ارتفاع الحرارة، ودخول صوص فروج “مهرّب” من تركيا إلى مناطق سيطرة النظام السوري.

ووصل سعر الكيلوغرام من الفروج قبل الذبح إلى 32 ألف ليرة سورية (2.17 دولار أمريكي)، بعد أن كان سعره بداية آب الماضي 45 ألف ليرة.

وبلغ سعر كيلو الفخذ 35 ألف ليرة سورية بعد أن كان 48 ألفًا، وسعر كيلو الصدر 50 ألفًا بعد أن كان 65 ألف ليرة.

أدى انخفاض السعر إلى إقبال السكان على شراء الفروج، كما شهدت محال بيع القطع ومسالخ الفروج انتعاشًا أيضًا بعد حالة ركود وبيع ضعيف.

ثلاثة أسباب

قال زكريا الزعيم، وهو مالك مدجنة في ريف درعا الشرقي، إن ارتفاع أسعار الفروج خلال الأشهر الماضية دفع المربين للعودة للتربية، ما أنتج كميات أكبر من الفروج في السوق.

وأضاف أن كميات من الصوص التركي دخلت بطرق “تهريب” عبر مناطق الشمال السوري، ما أسهم في زيادة المعروض من الفروج.

واعتبر محمد، وهو مالك مدجنة آخر، بأن الصوص التركي أثر على السوق المحلية، وتوقع أن تطول المربين خسارات مالية وحتى انهيار قطاع تربية الفروج في حال استمر دخول الصوص التركي.

وقال محمد، إن الفروج المحلي أكثر جودة من التركي، لأنه يعتمد على علف نباتي في حين يعتمد التركي على العلف الحيواني.

عضو لجنة تربية الدواجن  مازن مارديني تخوف من أن ينقل الفروج التركي الأوبئة والأمراض إلى الفروج المحلي، ما يهدد قطاع التربية في سوريا.

وقال مارديني لصحيفة “الوطن” المحلية، إن الأفواج المهرّبة من تركيا للداخل السوري غير خاضعة للرقابة الصحية، وإنتاجها ضعيف وهي أكثر استهلاكًا للأعلاف.

وأضاف أنه يؤيد استيراد الصوص، لكن بشرط أن يكون خاضعًا للرقابة الصحية وبكميات مدروسة.

من جهته، “أبو قاسم” (55 عامًا)، وهو مالك مسلخ في بلدة المزيريب، أرجع انخفاض السعر إلى التخوف من نفوق الفروج بسبب ارتفاع درجات الحرارة، ما دفع المربين لطرح كميات كبيرة من الفروج في السوق المحلية.

وذكر أن أغلب الفروج الموجود من أوزان تقل عن كيلوغرامين، مضيفًا أن أصحاب المسالخ أدرجوا عروضًا على بيع كل أربعة فراريج بـ100 ألف ليرة سورية (6.8 دولار).

وعند مراجعة بعض الزبائن لهذه المسالخ، وجدوا أن وزن الدجاجة لا يتجاوز 600 غرام.

وأدى انخفاض سعر الفروج إلى إقبال من قبل السكان على الشراء من المسالخ ومحال بيع قطع الفروج.

ورغم الانخفاض، يعد السعر مرتفعًا مقارنة بالوضع الاقتصادي والمعيشي، فالعامل يأخذ مبلغ 6000 ليرة سورية في الساعة خلال عمله بالزراعة (5 ساعات 30 ألفًا)، بينما يبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية 279 ألف ليرة سورية.

ويعتمد السكان على الفروج كبديل في معظم الأحيان عن اللحوم الحمراء والأسماك، إذ وصل سعر كيلو لحم الغنم إلى 150 ألف ليرة سورية (10 دولارات امريكية)، وكيلو لحم العجل إلى 140 ألف ليرة، وكيلو السمك إلى 50 ألف ليرة سورية.