ديوان “التنزيل”.. قسوة النص وملامح نظرة فلسفية

  • 2024/09/08
  • 1:42 م
ديوان "التنزيل".. قسوة النص وملامح نظرة فلسفية

يعتبر ديوان “التنزيل”، للشاعر السوري خلف علي الخلف، واحدًا من الدواوين الشعرية الغنية للشاعر على أكثر من منحى، فهو الثاني في أرشيف الخلف، ما يعفيه جزئيًا من براءة التجربة، ويحمّل النص إصرار الشاعر ونظرته الفلسفية الآخذة بالتشكل حينها.

كما تحمل نصوص الديوان المكتوبة في بداية الألفية الحالية اللغة الخام للشاعر، أو لغة البيئة والمجتمع والثقافة التي تشكلت جامعة بين بساطة اللغة وفخامتها المشتقة من القديم، فالحالة الشاعرية لا تنفي قسوة النص، أو قسوة محتملة ساعة القراءة على الأقل.

في قصيدة حملت اسم “ندم”، يقول الشاعر خلف علي الخلف، “الشجر العاري كمتهم وحيد، الصلوات التي بكت باكرًا، الندم الذي خلع أرديته، ونام على وسادة الضمير، لم ينسوا، كنت أباريهم إلى آخر الملح، أو إلى صدى يتوجس الريبة بأقرانه، غير أني لم آنس، لن ننسى في العتمة التي تخبز الوجوه أن نقول أيتها الأم سلامًا”.

الحالة السوداوية والحزن والمشاعر الإنسانية وليدة الألم تسجل حضورًا طاغيًا في الديوان، وهذا ما يعكسه بوضوح نص باسم “ندب على قبور الجهات”، يستحضر فيه الشاعر الموت والموتى والمآتم والدم والندّابة التي ترثي نفسها، والعطش والحرب والرجال الذي “يلطمون” الريح، والجماجم والحسرة والحروب والصحراء والخديعة.

وما يبدو مختلفًا على مستوى التكوين اللغوي وبناء النص طول الجملة الشعرية، ما يحوّل النص إلى شبه نثر، لا يبدو أنه ثيمة حصرية في هذا الديوان بالتحديد للشاعر، إذ اعتبر أحد النقاد أن خلف علي الخلف يكتب المقال الشعري، وهي فكرة لم ينفِها الشاعر في مقابلة أجراها قبل أشهر عبر إحدى القنوات التلفزيونية العمانية.

وعن هذه المجموعة الشعرية الصادرة عام 2007، وتحت عنوان “استدراج الشعر إلى أرض مهجورة”، قال المترجم إبراهيم قعدوني، “في مجموعة التنزيل، يطالعنا الناحل بنشيده تارة ونشيجه تارة أخرى، ملقيًا نرد أسفاره في وجه زمن قاحل يحاصر ذاتًا منهكة بخصوبتها، تقلب الوجود، باحثة عن وجهه المفتقد”.

خلف علي الخلف، شاعر سوري من أبناء محافظة الرقة ومواليد عام 1969، تنقل في بلدان عدة، منها السعودية ومصر واليونان، وأقام في السويد وحمل جنسيتها، قبل أن ينتهي به المطاف للإقامة والاستقرار في سلطنة عمان، وفي أرشيفه العديد من الدواوين الشعرية، منها “كحل الرغبة”، و”قصائد بفردة حذاء واحدة”، و”نون الرعاة”، و”يوميات الحرب القائمة” وهو ديوان من نصوص كتبها بداية الثورة السورية، واستشرف فيها دخول سوريا على واقع مختلف دون آمال بالعودة إلى الوضع الطبيعي.

مقالات متعلقة

  1. "مرثية النار الأولى".. الثورة السورية والإيقاع الواحد في شعر عبد الباري
  2. "كأنك لم تكن".. تمرير الرسائل لا قولها في قصيدة عبد الباري
  3. "أنت لي".. حضر النص ولم يرحل نزار
  4. "طفولة نهد".. نبوءة نزار بمشوار الشعر الطويل

كتب

المزيد من كتب