يدور المسلسل المصري القصير “عمر أفندي” حول فكرة غير واقعية، لكنها قد تكون مرجوّة في لحظة يأس أو سأم.
يتمحور العمل حول علي، رجل متزوج من امرأة ثرية، ساعده زواجه منها في الوصول لمنصب المدير التنفيذي في إحدى شركات والدها.
بنظرة عن بعد إلى حياة علي، يبدو كل شيء نموذجيًا وكما يتمناه كثير من البشر، نجاح عملي، وزوجة جميلة وذات كيان، وطفلة قريبة من القلب، ونجاح عملي يتيح للإنسان السكن في منزل جميل، وامتلاك سيارة حديثة، لكن المنغصات في حياة الرجل تحجب الرؤية، فالزوجة تعيب على زوجها فقره قبل زوجهما الذي جاء ثمرة حب مفترض، لا طمع محتمل.
وبالتركيز على الماضي المالي والاجتماعي لعلي، فإن تصرفاته وسلوكياته كلها محط انتقاد دائم ولاذع من الزوجة وأبيها، وتذكير بماضٍ من الفقر والحياة العشوائية لا يقود إلا إلى التقزيم ومسح الشخصية.
على ضوء هذه الحياة التي تبعث على الشكوى، يرث علي منزل والده الذي توفي للتو غير راضٍ عن زواج ابنه، ففارق الحياة بإيمان ثابت بأن عليًا لن يحصد السعادة التي ينشدها تحت جلباب العاطفة.
في منزل الأب سرداب مجهول يكتشفه علي، ويسير به في إحدى المرات، فينتقل فجأة ودون وعي نحو زمن آخر، وحياة ثانية، تاركًا خلفه الحاضر ليعيش في أربعينيات القرن الماضي.
ما يبدو أكثر خيالية من فكرة العودة بالزمن التي قد تكون من أمنيات البشر المستحيلة، مسألة التنقل بين كفتي الزمن، الحاضر والماضي، وهو ما حصل في المسلسل، وأتاح لبطله العودة للحاضر متى أراد، ثم الهروب نحو الماضي كلما حاصره الفضول أو السأم، وربما الاشتياق، ففي الماضي شابة حسناء تنظر إليه بإعجاب، وفيه انعتاق من مسؤوليات الحاضر الذي فيه ما يكفي ويستدعي الهروب نحو زمن مختلف إن أمكن.
وإذا كانت الكوميديا غالبة في أسلوب تقديم الفكرة ومعالجتها، والسفر نحو الماضي ذو بعد فيزيائي، فالمسألة تحصل في الوقت الحاضر لدى بعض الناس ممن لا يرضيهم الواقع، ولا يناسب مقاس مطامحهم، دون حركة وتغيير في المكان واللباس واللهجة والأحداث، فيقيم الجسد في زمن والعقل والعاطفة والتفكير في زمن آخر، تمامًا كما يمكن أن يقيم الجسد في بلد، والروح والنفس توّاقة لبلد ومكان وأشخاص آخرين ربما.
مسلسل “عمر أفندي” يتكون من 15 حلقة، وهو من تأليف مصطفى حمدي، وإخراج عبد الرحمن أبو غزالة، وبطولة كل من أحمد حاتم، وآية سماحة، ورانيا يوسف، ومحمد رضوان، ومصطفى أبو سريع، ومتاح للمشاهدة عبر منصة “شاهد”.