انسحب الجيش الإسرائيلي اليوم، الجمعة 6 من أيلول، من مدينة جنين، تاركًا وراءه عددًا كبيرًا من المباني المدمرة، في أعقاب واحدة من أكبر العمليات الأمنية في الضفة الغربية منذ شهور.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا“، إن القوات الإسرائيلية انسحبت فجر اليوم، من مدينة جنين ومخيمها بعد أكثر من 10 أيام من العدوان العنيف والمتواصل الذي أودى بعشرات القتلى والجرحى، وخلّف دمارًا واسعًا.
وأعرب مواطنون في جنين عن مخاوفهم من عودة القوات الإسرائيلية لاقتحام المدينة ومخيمها، بعد انسحابها وانتشارها على الحواجز العسكرية المحيطة، كما حدث في مرات عديدة سابقة.
وذكرت “وفا” أن 21 مواطنًا قتلوا، بينهم أطفال ومسنون، وأصيب آخرون بعضهم بجروح خطيرة، جراء الهجوم الإسرائيلي على جنين، والذي وُصف بالدموي والأعنف منذ عام 2002.
في السياق ذاته، قالت وكالة “رويترز“، إن آلاف السكان نزحوا من منازلهم خلال العملية العسكرية على جنين، وقالت سماهر أبو ناصية، وهي من سكان جنين، “عندما دخل الجيش الإسرائيلي استخدم الجرافات وبدأ بتدمير كل شيء ولم يترك شيئًا”.
كما حفرت الجرافات الإسرائيلية نحو 20 كيلومترًا من الطريق، وهو تكتيك قال الجيش الإسرائيلي إنه يهدف إلى تحييد القنابل المزروعة على جانب الطريق، لكنه أدى إلى تدمير جزء كبير من وسط المدينة، بحسب “رويترز”.
في حين اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الجيش الإسرائيلي، بنقل التكتيكات المستخدمة لتدمير قطاع غزة إلى الضفة الغربية.
من جهة أخرى، تواصل إسرائيل قصفها على قطاع غزة، وقال مسعفون لوكالة “رويترز“، إن ضربات عسكرية إسرائيلية قتلت 12 فلسطينًيا على الأقل في أنحاء قطاع غزة اليوم الجمعة.
في مخيم النصيرات، أحد المخيمات الثمانية التاريخية للاجئين في القطاع، قتلت غارة إسرائيلية امرأتين وطفلين، فيما قُتل ثمانية أشخاص آخرين في غارتين على مدينة غزة.
في هذه الأثناء، خاضت القوات الإسرائيلية معارك مع مقاتلي حركة “حماس” في ضاحية الزيتون بمدينة غزة، حيث قال السكان إن الدبابات تعمل هناك منذ أكثر من أسبوع.
مع استمرار القصف الإسرائيلي، تتواصل المساعي الأمريكية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، في 5 من أيلول، إنه من واجب إسرائيل وحركة “حماس” الموافقة على القضايا المتبقية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة.
وقال بلينكن في مؤتمر صحفي إن ما يقرب من 90% من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تم الاتفاق عليه، لكن لا تزال هناك قضايا حرجة حيث توجد فجوات، بما في ذلك قضية ما يسمى بممر فيلادلفيا على الحافة الجنوبية لقطاع غزة على الحدود مع مصر.
وذكرت “رويترز” أن إسرائيل تقول إنها لن تغادر ممر فيلادلفيا، بينما تؤكد “حماس” أن الاتفاق غير ممكن ما لم تنسحب تل أبيب من ذلك الممر.
تواصل إسرائيل حربها على قطاع غزة برًا وبحرًا وجوًا منذ 7 من تشرين الأول 2023، ما أسفر عن مقتل 40878 أشخاص، إضافة إلى إصابة 94454 مدنيًا، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.