"الدفاع المدني" يتولى نقل 450 منهم

صعوبة التنقل تفاقم معاناة مرضى الكلى في إدلب

تقديم الرعاية الطبية لمرضى الكلى في مستشفى "الزراعة" بإدلب - 16 من أيار 2023 (سامز)

camera iconتقديم الرعاية الطبية لمرضى الكلى في مستشفى "الزراعة" بإدلب - 16 من أيار 2023 (سامز)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

تزيد معاناة مرضى الكلى في مدينة إدلب إثر صعوبة الوصول إلى مراكز غسل الكلى، جراء إغلاق بعض المراكز واضطرار المرضى إلى الانتقال لمسافات بعيدة نسبيًا، وسط حلول تبقى محدودة أمام حجم المعاناة.

تعاني السيدة وفاء عبيد (45 عامًا) من صعوبة الوصول إلى مركز غسل الكلى وارتفاع أجور النقل، فهي مهجرة تقيم في بلدة كللي شمالي إدلب، وأصيبت بـ”متلازمة الهرس” إثر الزلزال في شباط 2023، ما سبّب لها قصورًا كلويًا حادًا.

وقالت السيدة لعنب بلدي، إن أقرب مركز غسل إليها يبعد مسافة 17 كيلومترًا، وتحتاج إلى الذهاب للمركز مرتين في الأسبوع، وتبلغ أجرة السيارة في كل عملية نقل 250 ليرة تركية (7.5 دولار أمريكي).

وذكرت أن المبلغ يساوي أجرة عمل زوجها ليومين ونصف، مشيرة إلى أن أعباء النقل المرهقة أدت إلى تغيّبها عن بعض الجلسات، بسبب عدم القدرة على تأمين التكاليف.

ويعاني سعيد جابر (52 عامًا) من نفس المشكلة، فهو مريض بقصور كلوي، ويبعد أقرب مركز عن منزله في رام حمدان نحو عشرة كيلومترات.

قال الرجل لعنب بلدي، إن ابنه ينقله إلى المركز بدراجة نارية، لكنه يعاني من التعب والإرهاق والخوف من السقوط، عدا عن معاناة النقل في الشتاء خلال البرد القارس والأمطار الغزيرة.

4000  عملية نقل شهريًا

تقدم بعض المنظمات والفرق التطوعية خدمات النقل لعدد من المرضى، وفق الإمكانيات المتاحة، لكن المشكلة لم تُحلّ بالنسبة لعدد آخر من المرضى.

هذه الخدمة ساعدت وفاء عبيد التي ذكرت أنها تعرّفت إلى نقطة طبية نسائية تابعة لـ”الدفاع المدني السوري” خلال وجودها في مركز غسل الكلى، ما ساعدها على تجاوز مشكلة التنقل، لأن المتطوعات في “الدفاع المدني” بتن ينقلنها بسيارات إسعاف إلى المركز ويُعدنها إلى المنزل، ما خفف عنها بعض التكاليف.

منسق برامج الصحة في “الدفاع المدني السوري”، عثمان العمر، قال لعنب بلدي، إن “الدفاع” يقدم خدمة نقل المرضى لأكثر من 450 مريض كلى، أي أكثر من نصف مرضى الكلى في المنطقة على امتداد جغرافي واسع من ريف إدلب الغربي إلى ريف حلب شرقًا.

وذكر العمر أن أعداد مرضى الكلى ازدادت بشكل كبير بعد الزلزال المدمر، وازدادت حاجة المرضى لخدمة النقل، كما تغيّب بعضهم عن زيارات المراكز لإجراء الغسل، بسبب عدم توفر من ينقلهم للمركز أو عدم توفر وسيلة نقل.

وأضاف العمر أن توقف بعض مراكز غسل الكلى وبعض المنظومات العاملة في مجال نقل المرضى بسبب توقف الدعم أثقل كاهل “الدفاع المدني”، وزاد أعباء نقل المرضى، ما أجبر الفريق على زيادة عدد العاملين والسيارات المخصصة لنقلهم.

وبحسب العمر، يبلغ عدد عمليات النقل التي يجريها “الدفاع المدني” بشكل شهري أكثر من 4000 عملية، لافتًا إلى أن كل مريض يختلف عن الآخر في عدد الجلسات التي يحتاج إليها بشكل أسبوعي.

900  مريض بالقصور الكلوي في إدلب

تعاني المستشفيات ومراكز غسل الكلى في شمال غربي سوريا من نقص شديد بالمعدات جراء نقص الدعم الذي أسفر عن إغلاق بعضها، بينما تلاحق تهديداته ما تبقى من المراكز.

وزاد الزلزال من أعداد المصابين بالقصور الكلوي، لأن عشرات الأشخاص أصيبوا بـ”متلازمة الهرس” أو “السحق”، وهي حالة يتم فيها تدمير الخلايا العضلية الهيكلية الموجودة في الأطراف أو أجزاء أخرى من الجسم بفعل قوة خارجية ضاغطة.

مسؤول في دائرة الرعاية الثانوية بـ”مديرية صحة إدلب”، باسل سباغ، قال لعنب بلدي، إن عدد الأشخاص المصابين بقصور كلية مزمن في إدلب وأجزاء من ريف حلب الغربي يبلغ 900 مريض.

وذكر أن المرضى يزورون بشكل دوري 10 مراكز غسل كلى، فيها 115 جهاز غسل فقط، وهي منتشرة في محافظة إدلب وأجزاء من ريف حلب.

وأضاف سباغ أن المنظومة الصحية في شمال غربي سوريا تعاني من صعوبة تأمين المستلزمات الطبية، التي يجب أن تتوفر في كل مركز صحي بشكل روتيني، لاستكمال عملية الرعاية خلال وبعد الغسل الكلوي، وتواجه نقصًا في الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية.

وينطبق الأمر على معظم المرضى باختلاف المرض، لأن تقليص الدعم الدولي عن المنشآت الصحية في الشمال السوري يهدد صحة وحياة عشرات الآلاف من المرضى.

يسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة