تلاحق الإتاوات التي يفرضها عسكريون نافذون في “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) أصحاب مولدات “الأمبيرات” في ريف دير الزور الشرقي، وتحديدًا في البلدات الممتدة من غرانيج حتى الباغوز.
أصحاب مولدات قابلتهم عنب بلدي أشاروا إلى أن شخصًا نافذًا في “قسد” شرقي دير الزور، يفرض منذ منتصف آب الماضي إتاوات على أصحاب المولدات.
القيادي في “قسد” الذي قال أصحاب المولدات إن لقبه “رستم”، يطلب مبلغًا قدره 100 دولار أمريكي مقابل تسليم مخصصات المازوت لأصحاب هذه المولدات.
ويبلغ سعر صرف الليرة السورية 14750 ليرة أمام كل دولار واحد، وفق موقع “الليرة اليوم” المتخصص برصد حركة العملات الأجنبية.
عبد الله، صاحب مولدة تحفظ على ذكر اسمه الكامل خوفًا من التعرض للمساءلة، قال لعنب بلدي إن أصحاب المولدات قدموا شكوى على كادر “الكانتون الشرقي” (القطاع الشرقي) في “قسد” ورؤساء البلديات في “الإدارة الذاتية” على خلفية فرض هذه الإتاوات، لكن الشكوى لم تصل إلى نتيجة.
ويطالب أشخاص من “قسد” أصحاب هذه المولدات بمبالغ على أنها “مساعدة لـ(قسد)”، وهددوا الممتنعين عن الدفع بقطع المحروقات المدعومة عنهم، ما أجبر أصحاب المولدات على دفع المطلوب منهم.
ووفق ما قاله عبد الله، وأكده آخرون لعنب بلدي، طلب القيادي “رستم” اجتماعًا مع أصحاب المولدات، في 10 من آب الماضي، بمقر “الكانتون الشرقي” في بلدة هجين شرقي دير الزور، وأبلغ أصحاب المولدات أن على كل منهم دفع 200 دولار أمريكي لدعم “قسد”.
وبعد نقاش طويل بين أصحاب المولدات و”رستم”، خفض المبلغ إلى 100 دولار.
وأضاف صاحب المولدة أنه وآخرين طالبوا بكتاب رسمي من “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة الذاتية” قبل دفع المبلغ المطلوب، لكن القيادي في “قسد” رفض، مؤكدًا أن الدفعة الأولى في 23 من آب.
المحروقات قُطعت عن أصحاب المولدات
ومع حلول موعد تحصيل الإتاوة، امتنع بعض أصحاب المولدات عن دفع المبالغ التي طلبت منهم، ليصدر بعدها بأيام قرار من إدارة المحروقات بحرمانهم من مستحقات المحروقات المدعومة، كما طالب الممتنعين بمراجعة “الكانتون” في هجين.
مجيد، صاحب مولدة أمبيرات في بلدة البحرة تحفظ على ذكر اسمه كامل خوفًا من سحب رخصته من قبل البلدية، قال لعنب بلدي إن القيادي في “قسد” يحرم أصحاب المولدات من مخصصات المحروقات لامتناعهم عن دفع مبالغ مالية مفروضة تحت ذريعة “التبرع” لـ”قسد”.
وأضاف أن الحرمان من المحروقات، يدفعه لقطع التيار الكهرباء بغرض التقنين، ما يزيد من معاناة الأهالي في ظل موجات الحر التي تشهدها المنطقة.
مجيد أشار إلى أنه لم يحصل على الدفعة الأولى من مخصصات المحروقات للشهر الحالي، كونه لم يدفع الـ100 دولار، التي أُبلغ بضرورة سدادها في 23 من آب الماضي.
موظف في لجنة المحروقات لدى “الإدارة الذاتية”، وافق على الحديث لعنب بلدي شرط عدم ذكر اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال إن “الإدارة الذاتية” لم تفرض أي تبرعات أو مستحقات على أصحاب المولدات في المنطقة.
وأضاف أن القيادي في “قسد” فرض أموالًا على العاملين في القطاع دون الرجوع للمجلس التنفيذي، ولم يتدخل أي من العاملين في “الإدارة الذاتية” في هذا القرار رغم معرفتهم به.
مازوت رديء
مع الإتاوات المفروضة على أصحاب المولدات، توزع “الإدارة الذاتية” المازوت بجودة رديئة، بسعر 150 ليرة سورية لليتر الواحد وفق ما قاله أصحاب مولدات في الريف الشرقي لدير الزور لعنب بلدي.
ويعمل أصحاب المولدات على تبديل المازوت عن طريق “الحراقات” المنتشرة في المنطقة مقابل 350 ألف ليرة يدفعونها لصاحب “الحراقات” بهدف استبدال المازوت بآخر ذي جودة أفضل.
ووفق أصحاب مولدات، يبلغ اشتراك “الأمبيرين” 60 ألف ليرة سورية شهريًا، منذ مطلع العام الحالي، ما أثر بشكل مباشر على المواطنين في المنطقة، في حين يقف أصحاب المولدات عاجزين اليوم عن زيادة السعر تزامنًا مع زيادة التكاليف التي تسببت بها الإتاوات، نظرًا للأوضاع الاقتصادية المتردية.
وتترتب على أي زيادة في سعر “الأمبيرات” أعباء مادية إضافية على السكان، قد تثنيهم عن الاشتراك بـ”الأمبيرات” بسبب الصعوبات الاقتصادية اليومية التي يعاني منها سكان المنطقة.
ولا يخضع عمل المولدات وتحديد أسعارها للرقابة، إذ تعمل لساعات أقل من الوقت المحدد، وتتكرر فيها الأعطال، ورغم تقديم شكاوى بشكل متكرر للمجالس المحلية والبلدية التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، لم يطرأ أي تحسن في الوضع.