قال رئيس حزب “القوات اللبنانية”، سمير جعجع، إن العالم يشهد بأن النظام السوري لا يريد عودة اللاجئين السوريين لأسباب طائفية واضحة، إذ يسعى لتحقيق توازن ديموغرافي يخدم مصالحه.
وأوضح جعجع في مقابلة ضمن برنامج “وقت السياسة” عبر “العربية FM”، أنه لا يعارض التواصل مع النظام السوري من أجل عودة اللاجئين، لكنه متأكد من أن هذا لن يؤدي إلى نتيجة، وفق ما نقله الموقع الرسمي للحزب.
وخلال المقابلة التي جرت الخميس 5 من أيلول، اعتبر جعجع أنه لا توجد دولة في العالم تقبل بأن يدخل أراضيها مئات الآلاف من الأشخاص دون أي إطار قانوني، مشددًا على أن اللجوء السوري في لبنان حاليًا لم يعد قضية “لجوء” بالمعنى التقليدي، فلم يعد هناك لاجئون يواجهون أي خطر أمني في سوريا، وفق رأيه.
جعجع تحدث عن وجود مليوني سوري في لبنان، وأشار إلى أن الوضع الاقتصادي في لبنان لا يحتمل، ولا يمكن تحمل “فاتورة اللجوء”.
تتعارض تصريحات جعجع حول غياب المخاطر الأمنية عن العائدين السوريين من لبنان مع ما توثقه منظمات حقوقية وأممية تؤكد أن سوريا غير آمنة.
في 2 من أيلول الحالي، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان” تعرض ما لا يقل عن 214 سوريًا للاعتقال التعسفي خلال آب الماضي، منهم 19 شخصًا اعتقلتهم قوات النظام السوري بعد إعادتهم قسرًا من لبنان.
كما أكدت منظمة العفو الدولية، في 27 من أيار الماضي، أن منظمات حقوق الإنسان تتفق بالإجماع على أنه لا يوجد أي مكان في سوريا يمكن اعتباره آمنًا لعودة اللاجئين.
جعجع يريد معالجة “الوجود السوري غير الشرعي” في لبنان
في 16 من آب الماضي، قال سمير جعجع، إن من غير الصحيح استخدام مصطلح “اللجوء السوري” أو “النزوح السوري” لأن لبنان ليس بلد لجوء وفقًا للقانون الدولي.
ودعا جعجع خلال مؤتمر صحفي، حينها، إلى استخدام مصطلح “الوجود السوري غير الشرعي”، معتبرًا أنه لا يمكن غض الطرف عن “الوجود السوري غير الشرعي” في لبنان من هذا المنطلق.
كما أشار إلى عقد جلسة نيابية لمناقشة الملف وأخذ بعض التوصيات، بما في ذلك طلب تقديم الحكومة تقريرًا خطيًا كل ثلاثة أشهر لإبلاغهم بكل الخطوات التي جرى اتخاذها.
والمطلوب من الحكومة، بحسب جعجع، اتخاذ قرار سيادي من شأنه توضيح وضع السوريين في لبنان، مع ضرورة أن يكون للمفوضية السيامية الحق في منح “طلب لجوء” كحد أقصى.