لا إقبال على مسابح إدلب هذا الصيف.. ما الأسباب

مسابقة للسباحة في المسبح "البلدي" بإدلب - 13 من تموز 2023 (عنب بلدي)

camera iconمسابقة للسباحة في المسبح "البلدي" بإدلب - 13 من تموز 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

يشعر حسن بالأسى لعدم قدرته على اصطحاب أطفاله لقضاء يوم مميز في المسبح هذا العام بخلاف الأعوام السابقة، والتي اعتاد فيها استئجار مسبح عائلي لمدة 12 ساعة على أطراف مدينة إدلب، بالقرب من مكان سكنه.

ولم يستطع الأربعيني وهو مهجر من حلب أن يلبي رغبة أطفاله هذا الصيف، رغم انتظارهم بفارغ الصبر للذهاب للمسبح والترفيه عن أنفسهم برفقة أمهم.

وقال لعنب بلدي إنه اعتاد أن يستأجر مسبحًا لمدة 12 ساعة مرة أو مرتين في الصيف، سواء ليلًا أو نهارًا حسب القدرة المالية له، لكنه لم يستطع.

هذا العام، انخفضت كلفة استئجار مسبح عائلي صغير إلى 40 دولارًا أمريكيًا (1320 ليرة تركية) مقابل فترة النهار فقط، و20 دولار ليلًا، وذلك مقارنة بـ50 دولارًا للفترة النهارية و30 دولارًا ليلًا عام 2023.

ورغم انخفاض أجور المسابح هذا العام، يعتبرها بعض السكان مرتفعة وباهظة مقارنة بالظروف المعيشية والاقتصادية المتردية، إذ لا تتجاوز أجور العامل اليومية 100 ليرة تركية (ثلاثة دولارات).

وتعد المسابح العائلية متنفس الأهالي الوحيد في الصيف، وعادة ما تستأجر العائلات المسابح يومًا كاملًا أو نصف يوم، لقضاء يوم جميل للترويح عن أنفسهم والتغلب على حرارة الجو.

مسبح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا - 6 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

مسبح في مدينة إدلب شمال غربي سوريا – 6 من أيلول 2024 (عنب بلدي/ أنس الخولي)

إحجام عن ارتياد المسابح

وفق أصحاب مسابح قابلتهم عنب بلدي، فإن هذا العام شهد تراجع إقبال على ارتياد المسابح، ما أجبر العديد منهم على تخفيض الأسعار لتلافي الوقوع بالخسائر لكن دون جدوى، معتبرين أن العام الحالي هو الأسواء مقارنة بالأعوام السابقة.

حسين بطحيش، مدير أحد المسابح العائلية في مدينة إدلب، قال لعنب بلدي، إن الإقبال تراجع على المسبح هذا العام بنسبة 90%، فعادة يحجز الأهالي قبل أسبوع ويدفعون “رعبونًا” (دفعة مقدمة) لتثبيت الحجز، لكن العام الحالي، كان المسبح خاليًا أغلب أيام الصيف.

لا يملك حسين المسبح لكنه يضمنه كل عام مقابل 2000 دولار أمريكي للموسم كاملًا، وكان يستطيع وفاء المبلغ وتحقيق أرباح جيدة.

هذا العام، ارتفعت أجرة الضمان إلى 2500 دولار، ولم يستطع حسين جني ربع المبلغ، لافتًا إلى أن خسارة هذا العام تساوي جميع الأرباح التي حققها خلال الأعوام الأربعة الماضية.

رسوم منخفضة لا تحقق الربح

قال عمر الجومي، وهو صاحب مسبح “الجومي” في إدلب، إن موسم المسابح يبدأ عادة في الشهر الخامس وينتهي منتصف الشهر التاسع مع اقتراب افتتاح المدارس، لكن هذا العام بدأ الموسم ذروته في الشهر الثامن وبدأ الانتهاء تدريجيًا بداية التاسع.

وأضاف الجومي، لعنب بلدي، أن العديد من أصحاب المسابح حاولوا تلافي الوقوع في الخسائر، وذلك من خلال فتح مسابحهم للجميع كالمسابح العامة، ووضع رسوم منخفضة لدخول الشباب، لكن الإقبال لم يتحسن.

ولفت عمر إلى أن أصحاب المسابح يدفعون 10 دولارات ثمن صهريج المياه، و15 دولارًا قيمة الكهرباء لإجراء عملية الفلترة، و7 دولارات للكلور وروح الملح ومواد الترسيب، مشيرًا إلى أنه يفضل إغلاق المسبح على دفع هذه التكاليف والمخاطرة بعدم تعويضها.

وأرجع عمر تأخر الموسم هذا العام لتأخر صدور نتائج الامتحانات العامة، إذ لم يبدأ الموسم إلا بعد نهايتها.

وتعتبر المسابح العائلية الحل الوحيد للترفيه عن الأهالي في مدينة إدلب، إلا أنها أصبحت حكرًا على فئات محدودة جدًا في المجتمع، بسبب انتشار البطالة وضيق المعيشة وارتفاع المستوى العام للأسعار بشكل دائم.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة