مستشفى “باب الهوى” مهدد بالإغلاق لنقص التمويل

إجراء عملية زراعة قرنية لشاب فقدت قرنيته وظيفتها في قسم الجراحة العينية بمستشفى "باب الهوى"- آب 2016 (مستشفى باب الهوى/ فيس بوك)

camera iconإجراء عملية زراعة قرنية لشاب فقدت قرنيته وظيفتها في قسم الجراحة العينية بمستشفى "باب الهوى"- آب 2016 (مستشفى باب الهوى/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

أعلنت إدارة مستشفى “باب الهوى” في إدلب شمال غربي سوريا، أنها تواجه تحدي توقف مؤكد لتمويله في نهاية أيلول الحالي، ما يهدد استمرارية تقديم الخدمات الحيوية لأكثر من 1.7 مليون شخص، بينهم المهجرون داخليًا والمقيمون في المخيمات المحيطة.

وأشار البيان، الصادر في 4 من أيلول عن إدارة المستشفى، إلى الأزمات المتتالية التي يمر بها شمال غربي سوريا، ما هدد استمرارية عمل المستشفى (جراحي تخصصي في سرمدا) الذي يعد من أهم المراكز الطبية في المنطقة.

البيان أوضح أن إدارة المستشفى وبالتعاون مع “الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز) الداعم الرئيسي، تبذل جهودًا لضمان استمرارية الخدمات الطبية دون انقطاع، وتتمحور هذه الجهود حول مواجهة النقص الحاد في التمويل الذي يهدد بإغلاق الخدمات الطبية بشكل كامل.

وجاء في البيان أيضًا، “ندرك تمامًا الأثر المرتقب لإغلاق المستشفى أو توقفه عن تقديم خدماته، ونعمل جاهدين لاكتشاف كافة السبل الممكنة لخلق فرص تمويل جديدة والحفاظ على هذه الخدمات الحيوية”.

وتابع، “قاومت كوادرنا الظروف الأمنية وتداعيات الحرب واستهداف الكوادر الصحية والطبية ببسالة وشجاعة، وعملت الكوادر الطبية شمال غري سوريا في ظروف قاسية وصعبة، ومهددة للحياة، لكن اليوم الحرب ليست العامل الوحيد لتوقف العمل”.

إدارة المستشفى قدمت للمقيمين في شمال غربي سوريا تعهدًا ببذل الجهود للحفاظ على استمرارية الخدمات الطبية، ومحاولة عدم تأثر إمكانية حصول الأهالي على حقوقهم في الرعاية الصحية والطبية الكريمة.

تقليص التمويل

مستشفى “باب الهوى” تأسس قبل ما يزيد عن 11 عامًا، وبقي نقطة إحالة نهائية للخدمات الطبية المتقدمة في المنطقة، كما قدّم خدمات الرعاية الصحية الأولية والثانوية والجراحات المتخصصة، وعلاج الأورام، وخدمات الطوارئ، بما فيها المرتبطة بضحايا الهجمات العسكرية وغيرها من الحوادث والإصابات التي يتعرض لها سكان المنطقة، ما جعله ركيزة أساسية في النظام الصحي بالمنطقة، وفق البيان المنشور عبر صحفة المستشفى على “فيس بوك“.

مدير مكتب تركيا وشمالي سوريا لـ”الجمعية الطبية السورية الأمريكية” (سامز)، الدكتور مازن كوارة، أوضح لعنب بلدي، أن مستشفى “باب الهوى” ممول من منحة يقدّمها مكتب المساعدات الإنسانية الأمريكي، منذ استلام “سامز” لتمويل المستشفى في 2018.

الدكتور مازن كوراة لفت إلى تقلّص كبير جدًا في التمويل وعدم إمكانية استمرار تمويل المستشفى، كونه منشأة طبية ضخمة ومركزية ويحتاج تمويلها لمئات آلاف الدولارات سنويًا.

ومنذ أن جرى إبلاغ “سامز” من الجهة المانحة، قبل ستة أشهر، بخفض التمويل، بدأت الجمعية بالبحث عن حلول ومصادر أخرى للتمويل، لكن المساعي لم تكلل بالنجاح حتى الآن.

كما أبلغت “سامز” إدارة المستشفى بالوضع، في الوقت الذي يستمر به البحث عن حلول، بالتعاون مع مديرية الصحة في إدلب وإدارة المستشفى، لدعم استمرار عمل بعض الأقسام الحيوية ضمن المستشفى التي لا يوجد لها بديل في مستشفيات شمال غربي سوريا.

لكن الأمور ما تزال في نقاط البحث عن حلول ما تزال غير موجودة حاليًا، وفق مازن كوارة.

ويعاني القطاع الطبي في الشمال السوري من نقص في المعدات والكوادر، لاسيما تراجع الدعم وإغلاق العديد من المستشفيات والمراكز الطبية، ما زاد من معاناة المرضى في صعوبة تأمين تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة.

وتضطر العديد من المرافق الصحية إلى تقليص عملياتها أو إغلاق أقسامها أو تقليص ساعات العمل بسبب نقص التمويل، وأوقفت أكثر من 110 مرافق صحية، بما في ذلك 34 مستشفى، عملياتها بالفعل اعتبارًا من نهاية تموز الماضي.

إدلب.. 500 عمل جراحي لمرضى القلب خلال أربع سنوات

وفي حال استمر مسار نقص التمويل، تزداد المخاوف من أن 50% من جميع المرافق الصحية العاملة في شمال غربي سوريا ستتوقف عن العمل بشكل كامل أو جزئي بحلول كانون الأول 2024، وفق تقرير لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) صادر في آب الماضي.

في الوقت نفسه، أشارت “OCHA” مجددًا، إلى أن الخدمات الصحية تشهد تقليصاً بسبب نقص التمويل، إذ تواجه نصف المرافق الصحية في شمال غربي سوريا خطر الإغلاق بحلول نهاية العام.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة