عقدت مجموعة من الأجسام والهيئات السورية المعارضة اجتماعًا استضافته تركيا، الثلاثاء 3 من أيلول، بالتزامن مع تسارع وتيرة التصريحات التركية حيال التقارب مع النظام السوري.
وجرى الاجتماع بين “الحكومة السورية المؤقتة” و”الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” و”هيئة التفاوض” و”مجلس القبائل والعشائر” وقادة “الجيش الوطني السوري”.
وتمت خلال الاجتماع مناقشة الواقع السوري وسبل تذليل التحديات التي تواجهه، وفق البيان الختامي للاجتماع، الذي نشرته “الحكومة المؤقتة“.
وبحسب البيان، فإن مجموعة من النقاط نوقشت بين الأطراف المجتمعة، تضمنت تأكيد المشاركين على أهمية استمرار عقد الاجتماعات لمناقشة المشكلات الطارئة وإيجاد حلول مناسبة، وأكدت ضرورة دعم “الجيش الوطني” من قبل الأجسام السياسية، لا سيما أمام “لجنة التحقيق الدولية” والمنصات الدولية الأخرى.
كما اتفق المجتمعون على أن مواصلة هيكلة “الجيش الوطني” وتوحيد الفصائل تحت مظلة واحدة، من شأنه تعزيز الاستقرار والأمن في “المناطق المحررة”، مع التأكيد على ضرورة تمكين “الحكومة المؤقتة” وتفعيل دورها على الصعيدين الداخلي والخارجي، بالإضافة إلى أهمية زيادة التفاعل بين “الائتلاف” وقاعدته الشعبية، وزيادة وجوده الفعلي على الأرض، “مما يعزز الثقة والتعاون بين القيادة والشعب”.
لا علاقة لـ”أبو الزندين” بالتقارب
من النقاط التي نوقشت في اجتماع المعارضة، أهمية معبر “أبو الزندين” كمعبر حيوي إنساني واقتصادي يؤثر إيجابًا على الوضع الاقتصادي والإنساني في المنطقة.
كما أكد المشاركون بأن المعبر لا علاقة له بأي من ملفات التطبيع مع النظام، وهو خطوة تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية وتسهيل الحركة التجارية والإنسانية في “المناطق المحررة”.
وفي 18 من آب الماضي، جرى افتتاح المعبر الواقع في مدينة الباب، شرقي حلب، بين مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري”، ومناطق سيطرة النظام، برعاية “الحكومة المؤقتة” و”الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني”، لكنه سرعان ما توقف عن العمل أمام وطأة الاحتجاجات وموجة الغضب الشعبية الرافضة لخطوة من هذا النوع.
توقيت حساس
يأتي اجتماع هيئات المعارضة السورية الذي استضافته تركيا في وقت تتسارع به وتيرة التحركات المرتبطة بمسار التقارب بين أنقرة ودمشق.
وأمس الثلاثاء، ذكرت صحيفة “الوطن” المقربة من النظام، أن من المتوقع أن تكون موسكو أنجزت بالفعل جدول أعمال اللقاء الرباعي (روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري) لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام، والمتوقع نهاية أيلول الحالي.
في الوقت نفسه، نقلت مديرة مكتب أنقرة، في صحيفة “ديلي صباح” التركية، ديلارا أصلان، عن المتحدث باسم الخارجية التركية، أونجو كيسيلي، أن تركيا ترحب بجهود روسيا لتطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق.
وتابع المتحدث، “نريد أن نرى سوريا التي عاد إليها شعبها، والتي تعيش في سلام مع شعبها، والتي حققت تسوية وطنية حقيقية بخطوات اتخذت في إطار المطالب والتوقعات المشروعة المذكورة في مجلس الأمن الدولي”.
وفي 31 من آب الماضي، أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، التحضير لاجتماع جديد لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام السوري، مؤكدًا أنه سيعقد في وقت قريب جدًا.