تواصل “اللجنة المركزية” في ريف درعا الغربي لليوم الثاني حملتها الأمنية لملاحقة أشخاص يتهمون بتبعيتهم لـ”هيئة تحرير الشام” في منطقة حوض اليرموك.
وأفاد مراسل عنب بلدي في درعا اليوم، الاثنين 2 من أيلول، أن الحملة جاءت على خلفية انفجار عبوة ناسفة تقول “اللجنة المركزية” إنها كانت مُعدّة للتفجير برتل يتبع لها خلال تنقله في مدينة جاسم شمال غربي درعا.
وقال قيادي ضمن “اللجنة المركزية” (طلب عدم الكشف عن اسمه) لعنب بلدي، إن الحملة أسفرت عن اعتقال ما يقارب 15 شخصًا متورطين في الانتماء لـ”الهيئة”، وهم في طور التحقيق معهم.
وأوضح القيادي أن عناصر من “تحرير الشام” حاولوا زرع عبوة ناسفة على طريق سحم جلين لتفجيرها في أثناء مرور رتل “اللجنة المركزية” المتمركز في مدينة جاسم.
العبوة انفجرت خلال زراعتها في 26 من آب الماضي، ما أسفر عن مقتل شخصين أحدهما شجاع الرفاعي الملقب بـ”أبو قصي نصيب”، وهو أحد كوادر “حركة أحرار الشام” قبل سيطرة النظام على درعا في تموز 2018 بموجب اتفاق “تسوية”.
وبحسب القيادي في “اللجنة المركزية”، فإن شجاع الرفاعي انضم بعد “التسوية” لمجموعة القيادي “أبو حيان حيط”، وسرعان ما انشق عنها وعمل مع “تحرير الشام” واستقر في بلدة سحم غربي درعا.
وذكر “تجمع أحرار حوران” المحلي، أن الحملة تواصل تنفيذ مداهمات في بلدات وقرى أخرى في حوض اليرموك غربي درعا، ومن المقرر أن يخضع المحتجزون للتحقيق من قبل “لجنة التحكيم في حوران”، وهي لجنة تضم مشايخ منهم محمد عبد الرزاق المصري، بحسب “التجمع”.
شنت مجموعات عسكرية محلية في درعا عمليات سابقة ضد عناصر “تحرير الشام”، التي لم تعلن عن أي وجود لها خارج حدود نفوذها في شمال غربي سوريا.
تواصلت عنب بلدي في وقت سابق مع المكتب الإعلامي لـ”تحرير الشام” عبر مراسلة إلكترونية للاستفسار عن المعلومات التي تتحدث عن انتشار عناصرها جنوبي سوريا إلا أنها لم تلقَ أي رد.
حاضرة في الاشتباكات
برز اسم “تحرير الشام” في تموز الماضي خلال اشتباكات جاسم بين مجموعتي “الحلقي” و”الغبيني”.
وتبادلت الأطراف المتنازعة حينها الاتهامات بالانتماء لتنظيم “الدولة الإسلامية” و”تحرير الشام”، والنظام، إذ اتهم قيادي يتبع لمجموعة “الحلقي”، في حديث لعنب بلدي، مجموعة “الغبيني” بإيواء عناصر من “تحرير الشام”، كما أن قائدها على علاقة مع قيادات في تنظيم “الدولة”، بحسب قوله.
ويعتبر قياديون من مجموعة “الحلقي” أن “الغبيني” يشكل ملاذًا آمنًا لمجموعات “تحرير الشام” والتنظيم، في الحي الجنوبي من مدينة جاسم.
وقدّر القيادي الذي تحفظ على ذكر اسمه لأسباب أمنية عدد عناصر “الهيئة” في المدينة بـ30 عنصرًا.
قيادي ثانٍ في مجموعات “الغبيني” قال لعنب بلدي، إنه لا وجود لعناصر من “تحرير الشام” في القطاع الجنوبي من مدينة جاسم، حيث يتمركز فصيله، واتهم القطاع الغربي بإيواء عناصر من تنظيم “الدولة”.
وتنتشر في أرياف محافظة درعا مجموعات تتبع لـ”تحرير الشام”، وفق ما قاله قيادي ثالث يتمركز مع فصيل عسكري في ريف درعا الغربي لعنب بلدي.
القيادي، الذي تحفظ على ذكر اسمه لمخاوف أمنية، أضاف أن عناصر “الهيئة” يتمركزون على شكل مجموعات صغيرة في ريف درعا الشمالي وفي محافظة القنيطرة، وهم على صلة بفصيلهم الأم الذي يسيطر على أجزاء من شمال غربي سوريا، ويحصلون على دعم مالي وتوجيهات أمنية منه.
وأضاف القيادي أن “تحرير الشام” تغذي الانقسامات العشائرية لتكوين ملاذ آمن لها، وتحتمي بسطوة بعض عشائر في المنطقة، لكنه لم يشر إلى إيواء جهة معينة لعناصر “الهيئة” في المنطقة.