أفاد “المركز الروسي للمصالحة” في سوريا، أن طائرات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة انتهكت المجال الجوي السوري في منطقة التنف 360 مرة خلال آب الماضي.
جاء ذلك على لسان أوليغ إغناسيوك، نائب رئيس “المركز الروسي للمصالحة”، التابع لوزارة الدفاع الروسية، معربًا عن قلق موسكو من تحركات التحالف الدولي في سوريا، وخاصة فيما يتعلق بالطلعات الجوية التي تنفذها الطائرات الأمريكية في أجواء منطقة التنف، وفقًا لما نقلته وكالة “تاس” الروسية، الأحد 1 من أيلول .
وأضاف إغناسيوك أن طائرات التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب تواصل خلق حالة “خطيرة” قد تؤدي إلى وقوع حوادث جوية وتصعيد الوضع في المجال الجوي السوري.
وأشار المسؤول الروسي إلى تسجيل ستة انتهاكات لبروتوكولات تجنب الاشتباك المتفق عليها في 9 من كانون الأول 2019، مرتبطة برحلات طائرات دون طيار تابعة للتحالف في سوريا خلال الـ24 ساعة الماضية، كما تم الإبلاغ عن 145 حالة من هذا النوع في آب الماضي.
وكان “مركز المصالحة الروسي” رصد، الأحد 1 من أيلول، طائرتين مقاتلتين من طراز “إف-15” تابعتين للتحالف، بالإضافة إلى زوجين من قاذفات الهجوم من طراز “أ-10 ثندربولت”، انتهكت المجال الجوي السوري في منطقة التنف، التي تمر عبرها طرق جوية دولية، ست مرات.
توجه روسيا بشكل متكرر اتهامات للولايات المتحدة بخلق توترات متزايدة في الأجواء السورية، معتبرة أن هذه التصرفات تهدد الاستقرار في المنطقة وتزيد من مخاطر التصادم بين القوات العسكرية الموجودة هناك.
منطقة التنف الحدودية الواقعة عند المثلث الحدودي السوري- الأردني- العراقي، تقع فيها واحدة من أبرز القواعد الأمريكية في سوريا، وتعتبر هذه المنطقة ساحة الخلافات حول بروتوكولات التنسيق الجوي بين الطرفين.
ترفض الولايات المتحدة إيقاف الطلعات الجوية لطائراتها الحربية والمسيّرة في سوريا لأداء مهام ضد تنظيم “الدولة”، وتشتكي من تصرف القوات الروسية في المنطقة التي تعرقل استهداف قياديي التنظيم.
وفي تصريحات سابقة لعنب بلدي، قالت مديرة الشؤون العامة للقوات الجوية الأمريكية الوسطى (AFCENT)، تيريزا سوليفان، إن الجيش الروسي ابتعد عن المعايير المتوقعة لسلاح جوي “محترف”، و”انتهك” الاتفاقيات عمدًا.
وسبق أن أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، عن أن بلاده لن تجري أي اتصالات مع الولايات المتحدة لتنسيق حركة الطيران بين البلدين في سماء سوريا.
وذكر ريابكوف، في تصريح صحفي مطلع تموز الماضي، أن إيقاف التنسيق مع الولايات المتحدة جاء بعد سلسلة حوادث تضمنت مواجهات خطيرة بين طائرات دون طيار (مسيّرات) أمريكية وطائرات روسية في سماء سوريا.
ومنذ التدخل الروسي في سوريا لدعم النظام عام 2015، الذي سبقه التدخل الأمريكي لقتال تنظيم “الدولة الإسلامية” عام 2014، نسّقت القوتان فيما بينهما للحيلولة دون صدام ناتج عن أخطاء في سوريا، لكن هذا التنسيق شهد خروقات متكررة.