إدلب.. 500 عمل جراحي لمرضى القلب خلال أربع سنوات

كرمت مديرية الصحة في إدلب الكوادر الطبية بعد إجراء 500 عمل جراحي في جراحة القلب مجانًا على مدار الأربعة الأعوام السابقة، وسط تطلعات لإتمام المزيد من العمليات.

هذه العمليات وفّرت على المرضى تكاليف مالية، وعقبات تنقل من أجل السفر إلى تركيا لإجراء عملية جراحية، لأن إجراء العملية في المستشفيات الخاصة في إدلب مرتفعة التكاليف.

طموح بإجراء 1000 عمل جراحي

افتتح “مركز الإغاثة الإسلامية” لجراحة القلب في إدلب في تشرين الأول عام 2020، واستطاع إجراء 500 عمل جراحي لجراحة القلب، وتقديم خدمات طبية لآلاف مرضى القلب ويطمح القائمون على المركز الوصول إلى 1000 عمل جراحي ناجح.

مدير مكتب “الإغاثة الإسلامية” في إدلب، رجب حاج سليم، قال لعنب بلدي إن المركز يقدم خدمات عمليات القلب بشكل مجاني، وهي عمليات نوعية يقوم بها أطباء بكفاءات عالية.

وبحسب حاج سليم، فإن الخدمات الطبية المقدمة لمرضى القلب تخفف العبء النفسي والمادي عنهم، معتبرًا أن المركز بارقة أمل للتحديات والصعوبات المعيشية التي يعانيها مرضى القلب في الشمال السوري.

ويعاني الشمال السوري من نقص حاد في الكوادر الطبية المتخصصة في مجال جراحة القلب وعدم إجراء مثل هذه العمليات الجراحية النوعية في المستشفيات العامة، وارتفاع تكاليف إجراء مثل هذه العمليات في المشافي الخاصة.

وتصل تكلفة العملية الجراحية لجراحة القلب في المستشفيات الخاصة إلى 5000 و6000 دولار أمريكي (الدولار 15 ألف ليرة سورية)، بالإضافة لتكاليف الأدوية والمتابعة الطبية المرهقة للمرضى.

وذكر حاج سليم أن أول أهداف المركز تنمية الكوادر الطبية المتخصصة في مجال جراحة القلب، وبناء القدرات وتدريب الأطباء والممرضين ومساعدي الجراحين، لافتًا إلى تفرغ 41 شخصًا في كادر المركز (أطباء مقيمين وفنيين مقيمين ومتدربين ومساعدي جراحين وممرضين).

وقال مسؤول المشاريع الطبية في المكتب، تميم صواغي، إن المركز يطمح مستقبلًا لزيادة عدد العمليات الجراحية في مجال جراحة القلب، بما يتوافق مع حاجة المرضى في الشمال السوري.

وذكر لعنب بلدي أن التجهيزات الطبية في المركز من أفضل أنواع التجهيزات الطبية وأحدثها، لكن أبرز الصعوبات التي تعانيها الكوادر المخاوف الدائمة من خسارة المركز بقصف أو غيره، مطالبًا المنظمات الإنسانية بذل الجهود لإنشاء مراكز أخرى.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

قطاع يحتاج الدعم

أقيم حفل تكريم الأطباء، في 28 من آب الماضي، بهدف توجيه رسالة دعم لكوادر المركز خصوصًا، والكوادر الطبية عمومًا للجهود التي تقدمها في المنطقة.

مدير المكتب الإعلامي في مديرية الصحة بإدلب، كرم الشيخ علي، قال إن المديرية أقامت الحفل بالتعاون مع “الإغاثة الإسلامية”، لافتًا إلى أن عمليات جراحة القلب عمليات نوعية تحتاج معدات وتقنيات متطورة.

وأضاف لعنب بلدي أن المركز يخفف الأعباء المالية لمرضى القلب، ويجنبهم عناء السفر لإجراء العمليات في الخارج، وتعمل المديرية على تقديم التسهيلات اللازمة، وتوفير الأماكن وبعض المعدات للمراكز والعاملين في هذا المجال.

ويعاني القطاع الطبي في الشمال السوري من نقص في المعدات والكوادر، لاسيما تراجع الدعم وإغلاق العديد من المستشفيات والمراكز الطبية، ما زاد من معاناة المرضى في صعوبة تأمين تكاليف العلاج في المستشفيات الخاصة.

وتضطر العديد من المرافق الصحية إلى تقليص عملياتها أو إغلاق أقسامها أو تقليص ساعات العمل بسبب نقص التمويل، وأوقفت أكثر من 110 مرافق صحية، بما في ذلك 34 مستشفى، عملياتها بالفعل اعتبارًا من نهاية تموز الماضي.

وفي حال استمر مسار نقص التمويل، تزداد المخاوف من أن 50% من جميع المرافق الصحية العاملة في شمال غربي سوريا ستتوقف عن العمل بشكل كامل أو جزئي بحلول كانون الأول 2024، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA).