عروة قنواتي
لا تهدف هذه الزاوية لشرح أسلوب القرعة وكيفية لعب المباريات في النظام الجديد والشكل الحديث من دوري أبطال أوروبا 2024-2025، ويستحق هذا النظام وما ننتظره من أداء واستعدادات للأندية بما يخص هذه النسخة تحديدًا لقب “آخر طبعة”، فمن المفترض وبارتفاع عدد الأندية المشاركة في المسابقة من 36 إلى 38، وانقلاب أسلوب لعب دور المجموعات إلى طريقة الدوري وبمعدل 8 مباريات بدل 6، أن نشاهد موسمًا استثنائيًا ومهمًا تنعطف به القارة الأوروبية نحو إنتاج جديد في متعة الساحرة المستديرة.
الأهم من هذا وذاك هو طبيعة اللقاءات الثأرية والمفعمة بالذكريات بين الأندية الكبرى، ولقاءات بعض النجوم والمدربين كخصوم في الملعب، والتي ستكون مواد دسمة ومعقدة للصحف والمواقع والمنتديات الرياضية الكروية في العالم.
برشلونة يعود لمواجهة بايرن ميونيخ بعد سلسلة من الهزائم التي ألحقها البافاري الألماني بحق البارسا في السنوات الماضية، لكنّ لهذا الموسم مذاقًا خاصًا ورونقًا مميزًا، إذ إن صاحب النتيجة الكبرى للبافاري في شباك البارسا (8-2) المدرب هانز فليك قد أصبح المدير الفني للنادي الكتالوني منذ بداية الموسم الحالي، وقد حقق حتى الآن انتصارات وضعته في صدارة ترتيب الليجا مع مجموعة من الشباب والمخضرمين، فكيف سيمر هذا التحدي الذي سيلعب مرة واحدة داخل المعقل الكتالوني ودون إياب؟ هكذا تقتضي ظروف القرعة الجديدة.
على الرواق الثاني سيطل النجم الفرنسي الشاب كيليان مبابي بقميص النادي الملكي لمواجهة فريقه السابق باريس سان جيرمان، المواجهة الأولى بعد سنوات من الانتظار دفع ثمنها جمهور الملكي، وبذل السيد فلورنتينو بيريز الصبر والأرقام المميزة ماليًا لإنجاز الصفقة، فكيف ستكون طبيعة المواجهة والمصافحة ما قبل المباراة بين السيد ناصر الخليفي رئيس نادي باريس سان جيرمان، وبعض اللاعبين القدامى في الفريق مع زميلهم المغادر إلى صفوف الملكي والذي سيكون خصمًا يُحسب له ألف حساب بعد صافرة البداية؟
ليفربول أيضًا، الذي وقع في قبضة ريال مدريد مجددًا، والذي يمنّي النفس بفوز يكسر به نحس الهزائم مع المدرب الجديد آرني سلوت، سيواجه نادي الميلان بذكريات الماضي ونهائيات دوري الأبطال، فلكل فريق ثأر عند الآخر، ولطالما أمتعت مواجهات الفريقين جماهير الكرة الأوروبية في سنوات امتلأت بها دكة بدلاء الناديين بالنجوم، فما بالكم بأساطير التشكيلة الأساسية.
كل الأسئلة والاستفسارات تأتي حاليًا بعنوان عريض هو: هل التحديثات والأنظمة الجديدة في المسابقة الأغلى على مستوى العالم تفي بالغرض؟ وهل ستقدم المتعة والإثارة المطلوبة لعشاق كرة القدم الأوروبية حول العالم؟
علينا ألا نستعجل إطلاق الأحكام في الموسم الأول، فمن الواضح أنه سيكون مرهقًا لكثير من الأندية الكبرى والمتوسطة بحسب رزنامة المسابقات والتحديات والمنافسات لكل نادٍ، محليًا وقاريًا، ولكنني أجزم بأن عض الأصابع سيبدأ بشكل مثير ومرعب مع نهاية الدور الأول واستعداد المتأهلين للإقصائيات في آخر طبعة صدرت عن الشامبيونزليج. استعدوا!