نظم ناشطون سوريون وعرب وقفة إنسانية في ألمانيا، تضامنًا مع أسر الضحايا الذين قُتلوا بعملية لتنظيم “الدولة الإسلامية” في مدينة زولينغن الألمانية.
الوقفة جاءت بعد دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من حقوقيين وناشطين سوريين في ألمانيا، ونظمت اليوم السبت 31 من آب، في مكان حادثة الطعن في مدينة زولينغن.
وقال الملاكم السوري حيدر وردة، الذي شارك في الوقفة التضامنية، لعنب بلدي، إن “المجرم لا يمثل إلا نفسه ولا يمثل السوريين، والشعب الألماني احتضن السوريين ووقف إلى جانبهم، لذا يجب أن نتضامن معهم وندين أي عمل إجرامي يستهدف هذا البلد الذي احتضن اللاجئين”.
بدوره قال أحمد الحراكي، إنه شارك في الوقفة للتأكيد أن موقف السوريين في ألمانيا واحد ضد كل أشكال الإرهاب والتطرف، وأنهم يرفضون كل شخص يرتكب جرائم باسم السوريين.
وكان سوريون أطلقوا دعوات في 26 من آب الحالي، للمشاركة في وقفة صمت حدادًا على أرواح الذين فقدوا حياتهم في الأحداث الأخيرة في مدينة زولينغن، لإيصال رسالة للعالم أن السوريين يقفون ضد الإرهاب.
وكان تنظيم “الدولة الإسلامية” تبنى مسؤوليته عن هجوم خلال مهرجان في مدينة زولينغن غربي ألمانيا، في 23 من آب.
ونفذ الهجوم رجل طعن بشكل عشوائي العديد من الزوار المحتفلين، بسكين كان يحملها، ما تسبب في مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.
وقع الهجوم في ساحة حيوية وسط المدينة، حيث أقيم “مهرجان التنوع” بمناسبة الذكرى الـ650 لتأسيس مدينة زولينغن، بحسب صحيفة “بيلد” الألمانية.
وسلم منفذ الهجوم، وهو سوري الجنسية يبلغ 26 عامًا، نفسه للسلطات الألمانية في 24 من آب.
الهجوم الإرهابي في ألمانيا زاد مخاوف اللاجئين بشأن مستقبلهم، حيث أعلنت الحكومة الألمانية عن حزمة من الإجراءات المتعلقة بسياسة اللجوء والأمن، والتي تخطط لطرحها على البرلمان الألماني للتصديق عليها.
وأفادت وكالة “رويترز“، في 29 من آب، أن الحكومة الألمانية تعمل على فرض قوانين تتعلق بحيازة الأسلحة، وزيادة صلاحيات الأمن، والترحيل، والتدابير الوقائية.
من بين الإجراءات الجديدة التي من المقرر أن يصوت عليها البرلمان الألماني، حرمان اللاجئين من حق اللجوء إذا سافروا إلى بلدانهم الأصلية دون سبب إنساني مقنع، مثل حضور جنازة أحد الأقارب.
كما تخطط الحكومة الألمانية لتقليص المساعدات للاجئين الذين دخلوا ألمانيا عبر دول أوروبية أخرى وتم تسجيلهم هناك (بصمة دبلن)، بحيث يحصلون فقط على الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء، ومكان للنوم، والمنتجات الضرورية.
تأتي هذه التحركات قبل أيام قليلة من الانتخابات في ولايتين شرقي ألمانيا، حيث يتصدر حزب “البديل لألمانيا” المناهض للهجرة استطلاعات الرأي، ما يزيد الضغوط على الائتلاف الحاكم لاتخاذ موقف أكثر صرامة بشأن هذه القضية.