درعا – حليم محمد
بدأ موسم تحضير “المكدوس” مبشرًا لعائلات في درعا جنوبي سوريا، مع انخفاض سعر الباذنجان، وهو ما لم يرضِ المزارعين الذين ينتظرون أسعارًا تحقق لهم هامش ربح.
في آب الماضي، وصل سعر كيلو الباذنجان في سوق “الهال” بريف درعا إلى 1000 ليرة سورية، وهو سعر منخفض غير معتاد، رغم ارتفاع معظم أسعار السلع والمواد.
وكان سعر كيلو الباذنجان 4000 ليرة سورية (27 سنتًا من الدولار) خلال ذروة الموسم، في العام الماضي.
وأرجع مزارعون التقتهم عنب بلدي انخفاض أسعار الباذنجان هذا العام لكثرة المعروض منه، وعدم استقطاب مشاغل “المكدوس” للمادة مقارنة بعام 2023.
لا يغطي تكاليف جنيه
يملك المزارع محمود عشرة دونمات من الباذنجان في بلدة جلين بريف درعا الغربي، واعتبر أن سعر الباذنجان لا يغطي تكاليف الجني، إذ يكلف جني الكيلو الواحد منه ما يقارب 2000 ليرة سورية (13سنتًا).
وتتمثل التكلفة في أجور العمال، إذ وصلت أجرة العامل في الساعة الواحدة إلى 6000 ليرة سورية (40 سنتًا)، وثمن الكيس الذي يعبأ الباذنجان فيه 500 ليرة سورية.
وتكمن التكلفة الكبرى في نقل المحصول إلى سوق “الهال”، وتبلغ أجرة السيارة من ريف درعا إلى دمشق 1.5 مليون ليرة سورية (100 دولار أمريكي)، وأجرة السيارة من ريف درعا الغربي إلى سوق “هال” طفس 300 ألف ليرة سورية (20 دولارًا).
وقال المزارع، إن الباذنجان يحتاج إلى الجني كل يومين، وإهماله وعدم جنيه يؤثر على جودة المحصول.
وأمل المزارع في تحسن سعر الباذنجان مع بدء السكان في درعا بصناعة “المكدوس” منذ منتصف آب، لكن آماله خابت إذ بقي السعر منخفضًا.
وفي حال لم يتحسن السعر في أيلول الحالي، يفكر المزارع في بيع المحصول كمراعٍ للمواشي.
لدى ياسر (47 عامًا)، وهو مزارع من بلدة المزيريب في ريف درعا الغربي، خمسة دونمات مزروعة بالباذنجان، وقال إن استجرار مشاغل “المكدوس” للباذنجان ضعيف مقارنة بالعام الماضي، وإنه باع كامل محصوله للمشاغل في موسم 2023، في حين أنه يورد إنتاجه للسوق خلال الموسم الحالي.
وأضاف أن الخسارة لم تتوقف عند عدم القدرة على تأمين تكاليف الجني، إنما تتعدى إلى تكاليف الزراعة، إذ قدّر خسارته بما يقارب 15 مليون ليرة سورية (1000 دولار أمريكي) في حال استمر انخفاض أسعار الباذنجان.
وقدّر مدير زراعة درعا، بسام الحشيش، إنتاج المحافظة من الباذنجان الموسم الحالي بـ35 ألف طن، في تصريح لجريدة “الثورة” الحكومية.
سعر مناسب لـ”المكدوس”
منذ منتصف آب، بدأت نساء من درعا بصناعة “المكدوس”، وهو أحد أنواع المؤونة التي تحرص النساء على تخزينها، إذ لا يخلو أي منزل في درعا منها.
سارعت سناء (40 عامًا) القاطنة في مدينة طفس إلى صناعة “المكدوس” مبكرًا، للاستفادة من انخفاض سعر الباذنجان.
وقالت إن أسعار المكونات الأخرى مرتفعة، لكن سعر كيلو الباذنجان بـ1000 ليرة شجّعها، فهي اشترت الكيلو عام 2023 بـ4000 ليرة.
أنهت سناء مؤونتها بـ100 كيلو باذنجان، وقالت إنها اشترت كيلو جوز فقط بسعر 120 ألف ليرة سورية (ثمانية دولارات) مقابل 100 ألف ليرة سورية لسعره في العام الماضي.
واقتصدت سناء في كميات الجوز، إذ تحتاج كمية الـ100 كيلو باذنجان إلى ما لا يقل عن ثلاثة كيلوغرامات جوز.
وحافظت الفليفلة على سعرها، إذ تباع في سوق “الهال” بسعر 5000 ليرة سورية، واحتاجت سناء إلى 50 كيلوغرامًا من الفليفلة الحارة والحلوة لصناعة كميتها من “المكدوس”.
ووصل سعر كيلو الثوم الذي يدخل في صناعة “المكدوس” إلى 75 ألف ليرة سورية (خمسة دولارات)، مقابل 35 ألفًا للموسم الماضي، وتحتاج السيدة إلى كيلو ثوم واحد لإعداد مؤونة “المكدوس”.
في حين حافظ زيت “عباد الشمس” على سعره 25 ألف ليرة سورية لليتر الواحد.
واستبدلت سناء زيت “عباد الشمس” بزيت الزيتون للعام الثاني على التوالي، إذ وصل سعر الليتر منه إلى 60 ألف ليرة سورية.
وقدّرت السيدة تكلفة صناعة “المكدوس” لهذا العام بـ600 ألف ليرة سورية، اعتمدت في تأمين المبلغ على حوالة أرسلها شقيقها المغترب في أوروبا.