سارعت نرمين الدادة لإنتاج المزيد من أعمالها الفنية بعد مشاهدتها إعلانًا عن معرض فني في إدلب، والذي سيمنحها المشاركة الأولى لإعمالها الفنية بشكل فيزيائي ليس فقط على منصات التواصل الاجتماعي.
استطاعت نرمين (مهجرة من تل منين بريف دمشق) إنجاز عشر قطع فنية منذ علمها بموعد المعرض قبل شهر، وشاركت بها في المعرض إلى جانب 15 قطعة فنية أنجزتها في أوقات سابقة.
تنوعت لوحات نرمين بين لوحات زيتية، ولوحات بالألوان المائية، ولوحات مرسومة بالفحم، إضافة إلى بعض الخشبيات المزينة بالألوان المائية.
قالت نرمين لعنب بلدي إنها كانت تنشر أعمالها على منصات التواصل، وشاركت قبل أيام في أول معرض فمي لها، بسبب عدم معرفة منظمي المعارض بأعمالها ولم تتلق سابقًا أي دعوة للمشاركة بالمعارض.
ياسمين عمير (مهجرة من تدمر) كانت أيضًا أول مشاركة لها في معرض، قالت لعنب بلدي إنها تلقت بعض التدريبات على الأعمال اليدوية لدى بعض المنظمات وطورت مهاراتها بجهود شخصية، لتشارك لأول مرة بعرض أعمالها الفنية.
أعمال ياسمين هي مجسمات فنية بسيطة مصنوعة من أدوات منزلية كأكياس القش وبعض الأقمشة البالية استطاعت تحويلها لقطع فنية جميلة.
لكن ياسمين وجدت صعوبات في تأمين المواد الأولية، بسبب عدم توافر بعضها وارتفاع أسعارها وعدم وجود جهات داعمة للعمل الفني.
فرصة أولى
ياسمين ونيرمين شاركتا بأول معرض فني لهما في مدينة إدلب حول عنوان “سواعد بين الركام” واستمر لمدة ثلاثة أيام من 27 إلى 29 من آب الماضي، وبذلك نالتا فرصة التعرف على أجواء المعارض والاحتكاك مع الزوار والفنانين من مختلف مناطق شمال غربي سوريا.
الفنان أسامة رسلان، الذي قدم للمشاركة في المعرض من منطقة حوركلس شرق اعزاز، أفاد عنب بلدي أن هدفه من المشاركة تعريف السكان بلوحات الفنانين التي تعكس قصص ألم السوريين، من قصف وتهجير وفقد الأمهات أبنائهن وأزواجهن وبيوتهن، وإحياءً لتراثنا العريق.
ولم يكن غرض الفنان شهاب الدين النايف، من مشاركته في المعرض بيع القطع الفنية التي ينتجها، إنما “التعريف بالذوق العالي للسوريين وقدرتهم على إنتاج قطع فنية بدقة ومهارة عالية”.
وأضاف شهاب لعنب بلدي، أن الإقبال كان دون المتوقع، “قدمنا كل ما لدينا، وحضرت العديد من القطع الخشبية الفنية لعرضها أمام جموع كبيرة من المواطنين، لكن قلة الإقبال أصابتنا بخيبة أمل”.
33 فنانًا.. إقبال ضعيف
معرض “سواعد بين الركام” نظمته “رابطة الليلك للتدريب والتأهيل الأكاديمي” بهدف تسليط الضوء على المواهب الموجودة في المجتمع السوري، خاصة الذين لم يشاركوا في معارض سابقة.
وقالت مديرة الرابطة دينا الحمدان لعنب بلدي، إن إدارة الرابطة قبلت مشاركة الفنانين دون الأخذ بعين الاعتبار مدى الاحتراف.
وبحسب دينا، أخبرت الرابطة الفنانين المشاركين بموعد المعرض قبل شهر من انطلاقه ليتسنى لهم الوقت الكافي لإنجاز القطع التي يرغبون المشاركة فيها، كما أعلن عن المعرض قبل أسبوع من انطلاقه.
شارك في المعرض 33 فنانًا قدموا من مختلف مناطق شمال غربي سوريا الخاضة لسيطرة المعارضة، بعضهم محترفون وبعضهم مبتدئون وآخرون متوسطو الخبرة.
عرض المشاركون أعمال يدوية متنوعة من الخشب والشمعيات والنسيج والموزاييك واللوحات الزيتية والمائية.
حسام السيد، أحد الزوار، تفاجأ بالإقبال الضعيف على المعرض، وكان يعتقد أنه سيرى إقبالًا أكبر، مشيرًا إلى أن سبب ضعف الإقبال هو موقع المعرض وتوقيته في أيام العمل بدلًا من اختيار أيام العطل.
أقيم المعرض في في صالة مجمع “النور” السياحي على كورنيش إدلب، وهي منطقة بعيدة نسبيًا عن الأبنية السكنية يتعذر على العديد من السكان الوصول إليها.
دينا الحمدان مديرة “رابطة الليلك” أوضحت لعنب بلدي أن سبب اختيار المكان، هو عدم وجود تعاون كافٍ من قبل أصحاب الصالات في مدينة إدلب، إذ كانت الإدارة ترغب بحجز إحدى الصالات في المدينة ليكون قريبًا من الزوار.
لكن عدم قبول صالات المدينة أجبر إدارة الرابطة على التعاقد مع إدارة “مجمع النور” رغم بعده عن المدينة بالنسبة للمشاركين.