فوضى وتلاعب في أسعار الأدوية بصيدليات اعزاز

  • 2024/09/01
  • 12:02 م
تتفاوت أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى في مدينة اعزاز بريف حلب - 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

تتفاوت أسعار الأدوية بين صيدلية وأخرى في مدينة اعزاز بريف حلب - 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ديان جنباز)

عنب بلدي – ديان جنباز

يشتكي سكان في مدينة اعزاز شمالي حلب من تفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات، يصل الفرق في بعضها إلى 100%، دون وجود آلية واضحة لمعرفة سبب هذه الفروقات.

ويواجه بعض المرضى، خاصة أولئك الذين يحتاجون إلى أدوية دورية لعلاج الأمراض المزمنة، صعوبة في الحصول على أدويتهم بأسعار معقولة، ما يزيد من الأعباء المالية عليهم.

وفي ظل هذا التفاوت وغياب الرقابة الفعالة، يجد الكثير من المرضى أنفسهم مضطرين للتنقل بين الصيدليات بحثًا عن الأسعار الأكثر ملاءمة، وسط حالة من الفوضى السعرية التي تزيد من معاناتهم، حسب عدد من السكان التقتهم عنب بلدي.

سعر مضاعف

تمكن أحمد درويش القاطن في مدينة اعزاز من توفير 75 ليرة تركية بمجرد أن قطع مسافة 15 مترًا فقط، قائلًا، إن هذا التفاوت مزعج له ويدفعه للاستفسار كل مرة، فهو يضطر لشراء احتياجات طفليه من حليب ومعقم وبودرة وأدوية بشكل منتظم.

وقال لعنب بلدي، إنه استفسر عن معقم للأطفال في إحدى الصيدليات، ووجد سعره 150 ليرة تركية، لكنه وجده أرخص في صيدلية قريبة ليشتري نفس الدواء بـ75 ليرة تركية.

ولفت الشاب إلى ضرورة تدخل الجهات المعنية لوضع تسعيرة ثابتة لجميع الصيدليات، والحد من التفاوت في الأسعار، ومراعاة أوضاع الناس الفقراء.

ويشكل تفاوت الأسعار وارتفاعها عبئًا ماليًا على الأهالي، إذ لا تتجاوز أجور عمال المياومة في المنطقة 100 ليرة تركية (تعادل ثلاثة دولارات أمريكية)، كما أن نسبة البطالة مرتفعة وصل معدلها إلى 88.82%، ما يشير إلى أزمة بطالة غير مسبوقة، وفق فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في المنطقة.

أعباء مالية وتداعيات صحية

تعاني يسرى رمضان من أمراض مزمنة تشمل القلب والسكري والضغط، وتحتاج شهريًا إلى شراء عدة أدوية أساسية، وقالت إنها تواجه صعوبات نتيجة تفاوت أسعار الأدوية بين الصيدليات، ما يزيد من العبء المالي عليها.

وأضافت السيدة المقيمة في اعزاز أنها تجد نفسها مضطرة أحيانًا لعدم شراء بعض الأدوية التي تعد أسعارها مرتفعة، بسبب عدم قدرتها على تحمل فروق الأسعار، ما يزيد من معاناتها الصحية.

وذكرت لعنب بلدي أنها تشتري علب دواء “vastarel mr”، الذي يُستخدم لعلاج الذبحة الصدرية، من إحدى الصيدليات في الحي، ويصل سعره إلى 200 ليرة تركية، وخلال زيارة لإحدى قريباتها في حي آخر، اشترت نفس الدواء لتكتشف أن سعره 145 ليرة تركية فقط.

بعد إدراكها مسألة التفاوت، صارت يسرى توفر نحو 300 ليرة تركية شهريًا، ولم تعد تعتمد على صيدلية واحدة، إذ صارت تشتري أدويتها من عدة صيدليات مختلفة لضمان الحصول على أسعار أقل، مضيفة أنه أمر مرهق أيضًا.

غياب الرقابة الفعالة

صيدلاني في مدينة اعزاز، فضّل عدم ذكر اسمه، قال لعنب بلدي، إن بعض الصيدليات ترتكب تجاوزات في تسعير الأدوية، حيث تعتمد على التلاعب بنظام المحاسبة.

وأضاف أن المشكلة تكمن في عدم وضع سعر محدد على عبوات الأدوية، ما يسمح لبعض الصيدليات بتحديد الأسعار بشكل غير منضبط عند دخول الزبائن، مشيرًا إلى أن هذه التجاوزات تحدث في عدد محدود من الصيدليات.

وذكر الصيدلاني أن غالبية الصيدليات تلتزم بالأوامر الصادرة عن النقابة فيما يتعلق بتحديد الأسعار، وأن هناك معايير محددة لتحديد الربح الدوائي بنسبة 30% من سعر العلبة الدوائية.

ولفت إلى ضرورة تكثيف الرقابة على المستودعات والصيدليات، وتوجيه تنبيهات للذين يبيعون بأسعار أعلى، مع التهديد بـ”تشميع” (إغلاق) المستودع أو الصيدلية في حال تكرار المخالفة.

وفيما يتعلق بتقلب أسعار بعض الأدوية، أوضح الصيدلاني أن هناك بعض الأصناف التي تتغير أسعارها بشكل ملحوظ، خاصة تلك التي تأتي من مناطق سيطرة النظام، بسبب ارتفاع تكاليف المادة الدوائية من المصدر.

ولا يزال التفاوت في أسعار الأدوية موجودًا في اعزاز، رغم وجود مديرية صحة تابعة للمجلس المحلي، ونقابة أخرى تتبع لـ”الحكومة السورية المؤقتة”.

وتجري مديرية الصحة اجتماعات بين فترة وأخرى، بعضها لمناقشة وضع الصيدليات، من حيث الالتزام بالتسعيرة الدوائية، وجدول المناوبات المعتمد والعمل به.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع