ألمانيا.. طلبة يواصلون اعتصامهم دعمًا لغزة ورفضًا لانتهاكات إسرائيل

يدخل مخيم لطلبة جامعيين في مدينة آخن غربي ألمانيا يومه الـ12 بعد المئة، في اعتصام منظم تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، ورفضًا للتعاون مع جامعات ومراكز أبحاث إسرائيلية.

يتألف المخيم من خيام متفرقة أمام مبنى جامعة “RWTH” مصحوبة بلافتات تضامن مع غزة وأعلام لفلسطين، ومطالب مستمرة بوقف الإبادة في قطاع غزة، وعدم التعاون مع جامعات إسرائيلية.

أهداف للمخيم

يحمل اعتصام الطلاب عدة أهداف، أولها كان الضغط على جامعة “RWTH” (جامعة رينيش-ويستفاليان التقنية)، لقطع علاقاتها البحثية ومشاريعها مع مركز “حيفا- Technion” البحثي بإسرائيل والداعم للجيش الإسرائيلي، ومساعدته على تطوير أسلحته.

ويهدف المخيم إلى توعية الطلبة خاصة وسكان مدينة آخن، وفتح أعينهم على قضية الشعب الفلسطيني والانتهاكات التي تمارسها إسرائيل بحقهم، وفق القائمين عليه.

ويعد المخيم أطول مخيم طلابي مستمر في ألمانيا، منذ انتقال الحركة الطلابية التي بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ألمانيا، وهو مستمر منذ 112 يومًا.

رغد من منظمي المخيم، أوضحت لعنب بلدي أن التركيز حاليًا تحول من الضغط على الجامعة إلى نشر الوعي بين فئة الطلاب خاصة وسكان آخن عامة، لافتة إلى أن هذا الأمر يتحقق خطوة بخطوة.

وذكرت أن الهدف الآخر هو الصمود والإصرار على الحق ونشر الحقيقة، وأن مجرد فكرة بقاء مخيم طلابي في ألمانيا أكثر من 100 يوم هو تعبير لرفض لسياسة ألمانيا كدولة تدعم إسرائيل بقيامها في الإبادة الجماعية في غزة.

ويحمل المخيم رسالة لأهل غزة، بأن العالم لم ينسَهم، وأن هناك أشخاصًا يساعدونهم ولو بشكل بسيط، لكنه وفق إمكانيات وقدرات الطلاب.

تضييق من الجامعة

واجه المخيم تضييقًا من الجامعة وليس من الشرطة وفق رغد، فالشرطة “متعاونة وحيادية، ولم تزعجهم حتى الآن في أي موقف”، لكن الجامعة رفعت دعوى على المقاطعة “NRW”، بسبب تمديد المخيم لوقت أطول.

بعد ذلك، فوّضت المقاطعة محاميًا ليدافع عن حق الطلبة بالتعبير عن الرأي، وأصدر القاضي حكمًا لمصلحة الطلبة وحقهم بالتعبير، مع استغرابه من الجامعة لتضييقها عليهم.

وقالت رغد، إن حزيران الماضي شهد تقديم الطلبة طلبًا بالبرلمان الطلابي ليدعم ممثل الطلاب مطالبهم، وتمت الموافقة عليه بالأغلبية، لكن مع مرور الوقت ضغطت الأحزاب الكبيرة على الأحزاب الطلابية الي تعتبر جناحًا لها بالجامعة، ليسحب البرلمان الطلب.

يملك القائمون على المخيم تصريحًا بالاعتصام حتى نهاية أيلول الحالي، ويتطلعون إلى تمديده أطول وقت ممكن، رغم انشغال معظم الطلبة بالدراسة والامتحانات، لكنهم مستمرون بالعمل معًا كفريق.

ولفتت رغد إلى إمكانية أن يتحول المخيم مستقبلًا إلى منظمة مسجلة ومرخصة، لأن المخيم خلق مجتمعًا متعاونًا ومنظمًا من شابات وشباب مختلفي الجنسيات والخلفيات الدينية والاجتماعية والسياسية.

من جهتها، جادلت الجامعة في البداية بأن المخيم أدى إلى إلحاق أضرار بالمساحات الخضراء للجامعة، بينما لم ترَ المحكمة أن هناك اضطرابات ذات صلة أو أي ضرر لممتلكات الجامعة (باستثناء العشب)، وأنه لم يكن هناك خوف ملموس.

وإذا كانت هناك اضطرابات في مبنى الجامعة بالمستقبل، فيمكن لإدارة الجامعة مواجهة ذلك من خلال ممارسة حقوقها السكنية، وفقًا للمحكمة.

وتواصل القوات الإسرائيلية حربها على قطاع غزة منذ 7 من تشرين الأول 2023، على خلفية عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها فصائل المقاومة الفلسطينية.

ومنذ انطلاق العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد القطاع، في تشرين الأول 2023، قتل 40786 شخصًا، وأصيب 94 ألفًا و224 آخرين، وفق بيانات وزارة الصحة الفلسطينية.