إعادة تدوير المستعمل.. حلول مستلزمات المدارس في اللاذقية

أسعار جنونية لمستلزمات المدارس في اللاذقية - 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconأسعار جنونية لمستلزمات المدارس في اللاذقية - 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

ارتفعت أسعار مستلزمات المدارس أكثر من 100%، مقارنة بعام 2023، فالحقيبة المدرسية التي كانت تباع بـ135 ألف ليرة سورية وتعتبر من نوعية متوسطة، وصل سعرها هذا العام إلى 310 آلاف ليرة.

يأتي العام الدراسي الجديد الذي يبدأ في 8 من أيلول المقبل، خالقًا الهموم للأهالي من أجل تدبر تكاليف القرطاسية والملابس، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ، في وقت لا تتجاوز فيه قيمة الحد الأدنى للرواتب في حكومة النظام 279 ألف ليرة (18 دولارًا أمريكيًا).

“أسعار نار”

ثابت (42 عامًا) وهو موظف حكومي يعمل على “تاكسي” أجرة بعد الظهر، قال إنه تفاجأ من هول الأسعار التي وجدها، وبحساب أولي للتكاليف التي يحتاجها لأبنائه الثلاثة (اثنين بالمرحلة الابتدائية وواحدة بالمرحلة الإعدادية)، ذكر أنه يحتاج لنحو أربعة ملايين ليرة سورية.

هذا المبلغ في حال قرر شراء الملابس والقرطاسية والحقائب والأحذية والكتب من الأنواع الشعبية، إذ لم يجرؤ على زيارة المحال الكبرى أو الوكالات.

ولا يجد الرجل بديلًا عن إعادة تدوير الملابس بين أبنائه، فلا طاقة له على احتمال أي تكاليف إضافية، والمطلوب هو التوفير ما أمكن، حتى لو كان على حساب أمنيات أبنائه بشراء مستلزمات جديدة.

ويتراوح ثمن حقيبة مدرسية على “البسطات” في الأسواق الشعبية مثل “العنابة” و”القوتلي” بين 75 ألفًا و250 ألف ليرة، وسعر الدفتر من نوعية “رديئة” بين 3000 إلى 6000 ليرة، والقلم بين 1000 إلى 2000 ليرة، وعلب الألوان بين 5000 إلى 10 آلاف ليرة.

ويرتفع السعر في المكتبات إلى ما بين 8000 إلى 12 ألف ليرة للدفاتر من الأنواع الجيدة الخاصة بالابتدائية، بينما يصل سعر الدفتر إلى 45 ألف ليرة للإعدادية والثانوية، والقلم بين 3000 إلى 8000 ليرة بحسب نوعه، أما الحقائب فتبدأ من سعر 325 ألفًا وتصل لأكثر من نصف مليون ليرة.

أسعار جنونية لمستلزمات المدارس في اللاذقية - 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

أسعار جنونية لمستلزمات المدارس في اللاذقية – 28 من آب 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

شراء المستعمل من الجارات

اعتاد السوريون على إهداء أغراضهم التي لم تعد تناسبهم، وفي بداية كل عام مدرسي كانت الجارات يتبادلن فما بينهنّ الملابس المدرسية التي يكون مقاسها بات صغيرًا على الأبناء، فتمنحه السيدة لابن الجارة مثلًا.

هذه العادة توقفت اليوم وعوضًا عن الإهداء، باتت تباع بأسعار قليلة، كحال لميس (41 عامًا) التي اشترت لطفلتها ذات التسعة أعوام “مريولة” مدرسة كانت لابنة جارتها، بسعر 25 ألف ليرة، عوضًا عن دفع 100 ألف ليرة ثمنًا لها في السوق.

ترى لميس أن هذه مصلحة متبادلة، فهي تشتري بسعر أقل من السوق، وجاراتها تستطيع الحصول على مبلغ والإضافة عليه لشراء ملابس جديدة لابنتها.

لميس التي تعمل كبائعة في محل ألبسة “بالة” بحي الزراعة، تعيش في حي الدعتور، أضافت أنها حتى الآن لم تجهز سوى “المريولة” التي اعتبرتها “لقطة” في حين ماتزال طفلتها بحاجة لحذاء لن يقل ثمنه عن 75 ألف ليرة من “البسطات”، وكذلك لابنها الآخر في الشهادة الثانوية.

وتحتاج السيدة لتكاليف مرتفعة للدروس الخصوصية وثياب المدرسة والدفاتر، فراتبها الذي لا يتجاوز الـ500 ألف ليرة لا يكفي لتجهيز واحد من أبنائها للمدرسة.

وتتراوح أسعار “المراويل” للصف الأول وحتى الرابع الابتدائي بين 75 ألفًا و200 ألف ليرة بحسب نوعيتها، أما البدلة المدرسية الخاصة بطلاب الصف الخامس وحتى التاسع الإعدادي فتتراوح بين 400 ألف و800 ألف ليرة.

وتتألف البدلة من سروال وجاكيت وقميص، وغالبًا ما يشتريها الأهالي بالمفرد، بمعنى بنطلون وقميص فقط دون الجاكيت، والأحذية تتراوح بين 150 ألفًا وحتى 600 ألف ليرة.

وسبق أن أصدرت وزارة التربية في مناطق سيطرة النظام تعميمًا، في 22 من آب 2021، بعدم التشديد على اللباس المدرسي، وسمحت لمدير المدرسة بقبول أي لباس قريب أو مناسب، مع الاكتفاء بالحد الأدنى من القرطاسية المدرسية، لكن حتى هذا الحل مكلف ولا يتناسب مع الوضع المعيشي.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة