الخارجية الألمانية: سوريا غير آمنة لترحيل اللاجئين

لاجئون سوريون على الحدود الألمانية النمساوية - 27 تشرين الأول 2015 (رويترز / ميكايلا ريهل)

camera iconلاجئون سوريون على الحدود الألمانية النمساوية - 27 تشرين الأول 2015 (رويترز / ميكايلا ريهل)

tag icon ع ع ع

أوضحت وزارة الخارجية الألمانية أسباب عدم ترحيل السوريين إلى بلادهم، بعدما أثارته حادثة الطعن في مدينة زولينغن من مطالبات للمعارضة الألمانية بترحيل السوريين والأفغان ومنع عبور اللاجئين.

وبحسب ما نشره موقع “DW” الألماني نقلًا عن الخارجية الألمانية اليوم، الأربعاء 28 من آب، فإن حالة عدم الاستقرار في سوريا الناجمة عن الصراع ما زالت مستمرة، وسوريا بلد غير آمن، “ولم تغير وزارة الخارجية من تقييم الأوضاع في سوريا”.

وأضافت الخارجية أن الصراعات متفاوتة الحدة مستمرة في جميع أنحاء سوريا، ما يؤدي إلى مقتل مدنيين.

ومن هذه الصراعات، زيادة الغارات الجوية ضد الجهات الفاعلة والهياكل المشتبه في ارتباطها بإيران في سوريا، بعد عملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في 7 من تشرين الأول 2023، إلى جانب هجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” في مناطق مختلفة من سوريا.

ويلزم “المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين” (BAMF) بأخذ ذلك في الاعتبار عند تقييم طلبات اللجوء، “لذلك تم تعليق عمليات الترحيل إلى سوريا، وكذلك الأمر بالنسبة لمواطني أفغانستان”، بحسب الوزارة.

وفي حال عدم قبول مواطني سوريا وأفغانستان كطالبي لجوء أو لاجئين في ألمانيا، يمكنهم الاستفادة تلقائيًا من “الحماية الثانوية”، لأنه لا يمكن إعادتهم إلى بلادهم.

لمن تمنح “الحماية الثانوية”

تمنح “الحماية الثانوية” للأشخاص المهددين بضرر جسيم يلحق بهم في بلدهم الأصلي، وغير القادرين أو غير الراغبين في الاستفادة من حماية بلدهم الأصلي بسبب هذا التهديد، ويشمل ذلك الأشخاص الذين تتعرض حياتهم للخطر بسبب الحرب والإرهاب.

ويمنح الحاصلون على “الحماية الثانوية” تصريح إقامة لعام واحد، وإذا لزم الأمر يمكن تمديد التصريح لمدة عامين في المرة الواحدة، لكن لا يتمتعون بنفس حقوق من قُبلت طلبات لجوئهم.

يوجد في ألماني نحو مليون سوري، متوسط أعمارهم 25 عامًا، فيما بلغ عدد السوريين المتقدمين بطلبات اللجوء في ألمانيا خلال النصف الأول من العام الحالي 37 ألفًا و633 سوريًا، بحسب “مكتب الإحصاء الاتحادي”.

حادثة طعن حركت المعارضة

شهدت ألمانيا مطالب بزيادة عمليات الترحيل، بعد حادثة الطعن في مدينة زولينغن غربي البلاد، التي أدت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين.

وقع الهجوم في ساحة حيوية وسط المدينة، حيث أقيم “مهرجان التنوع” بمناسبة الذكرى الـ650 لتأسيس مدينة زولينغن.

وقالت صحيفة “بيلد” الألمانية، إن الهجوم الذي وقع في 23 من آب الحالي، نفذه رجل طعن بشكل عشوائي العديد من الزوار المحتفلين، بسكين كان يحملها.

تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” الهجوم، وسلم منفذه، وهو سوري الجنسية يبلغ 26 عامًا، نفسه للسلطات الألمانية في 24 من آب.

وزير العدل الاتحادي الألماني، ماركو بوشمان، رد، الثلاثاء 27 من آب، على مطالب المعارضة بوقف برنامج إيواء طالبي اللجوء القادمين من سوريا وأفغانستان، بأن ذلك غير ممكن.

المستشار الألماني، أولاف شولتز، خلال زيارته إلى زولينغن، الاثنين 26 من آب، تعهد بتسريع عمليات الترحيل.

وقال شولتز، “سيتعين علينا أن نفعل كل ما بوسعنا لضمان إعادة وترحيل أولئك الذين لا يستطيعون أو لا يسمح لهم البقاء في ألمانيا”، مشيرًا إلى أن حادثة الطعن كانت “إرهابًا ضدنا جميعًا”.

فيما لا تزال وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيروز، تعول على إبرام اتفاقيتي ترحيل مع سوريا وأفغانستان، وهي “مقتنعة بوجود وسائل وطرق لتحقيق ذلك”، وهناك مفاوضات جارية بهذا الخصوص مع دول مختلفة، بحسب تصريح لمتحدثة باسم الداخلية الألمانية.

وذكرت فيروز أن وزارة الداخلية تعمل مع الولايات الألمانية بشكل مكثف على إعادة تنفيذ “عمليات ترحيل خاصة الخطرين ومرتكبي جرائم العنف إلى أفغانستان وسوريا”، ومصالح الأمن الألماني تأتي في المقام الأول.

وعلق المتحدث باسم الحكومة، شتيفن هيبشترايت، على مطالب المعارضة الألمانية بوقف برنامج إيواء طالبي اللجوء القادمين من سوريا وأفغانستان، بقوله إن هذا سيكون مخالفًا للدستور وربما أيضًا للوائح حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي، ولا يجدر بالحكومات أبدًا انتهاك الدستور.

وأكد المتحدث على أن الحق الأساسي في اللجوء هو أحد الإنجازات المركزية للدستور الألماني، ولا يعتقد أن أحدًا يريد المساس بالحق الفردي في اللجوء.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة