دعت منظمة “مراسلون بلا حدود” السلطات المحلية والأطراف المشاركة في اعتقال الصحفي السوري بكر القاسم للإفراج الفوري عنه وإعادة المعدات المصادرة.
اعتقل بكر القاسم الاثنين 26 من آب، من قبل “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، دون مذكرة قضائية أو أسباب معلنة، وسلمته للمخابرات التركية.
يعمل بكر صحفيًا مستقلًا وينتج مواد لوكالة “الأناضول” التركية و”فرانس برس” الفرنسية.
وأدانت “مراسلون بلا حدود” في بيان لها نشرته الثلاثاء 27 من آب، الاعتقال التعسفي بحق بكر وزوجته الصحفية نبيهة طه التي أفرج عنها لاحقًا، مشيرة إلى أن بكر منع من مقابلة محامٍ أو زيارة أحد من أصدقائه.
عبد الرحمن مصطفى، رئيس “الحكومة المؤقتة” صاحبة النفوذ في ريف حلب والمظلة السياسية لـ”الجيش الوطني” قال لـ”فرانس برس”، إنه ليس على علم بتوقيف القاسم.
تحركات وإدانات
نظم أمس عشرات الإعلاميين في مدينة إدلب وقفة احتجاجية تنديدًا باعتقال “الشرطة العسكرية” للإعلاميين بكر القاسم وكرم كلية وتسليمهما للاستخبارات التركية.
كرم كلية، إعلامي سوري اعتقل في 26 من حزيران الماضي، وسلم للاستخبارات التركية، ولا يزال مصيره مجهولًا حتى اليوم.
وجاءت الوقفة الاحتجاجية بعد دعوة أطلقتها “رابطة الإعلاميين السوريين”، بالاشتراك مع صحفيين وإعلاميين بمناطق سيطرة “الجيش الوطني” للاحتجاج والتنديد بـ”الانتهاكات” التي يواجهها الإعلاميون شمالي سوريا.
من جهته، أدان “اتحاد الإعلاميين السوريين” (أبرز الكيانات الإعلامية في ريفي حلب الشمالي والشرقي) حادثة الاعتقال، وقال إن دورية تتبع للاستخبارات التركية اعتقلت بكر القاسم، العامل في وكالة “الأناضول” التركية، دون مذكرة أو توجيه اتهامات بحقه.
وحمّل “اتحاد الإعلاميين” السلطات التركية والسورية بجميع أجهزتها مسؤولية سلامة الصحفي بكر، وضمان عدم إجباره على الإفصاح عن أي أنشطة تتعلق بممارسة مهنة الصحافة، وإطلاق سراحه فورًا، أو إحالته إلى القضاء مباشرة بحال عدم وجود ادعاء بحقه.
وكالة الصحافة الفرنسية “فرانس برس” طالبت أيضًا، الثلاثاء،، بالإفراج عن بكر.
وقالت “مراسلون بلا حدود” إن مضايقة الصحفيين في سوريا “يجب أن تتوقف”، فهي واحدة من أخطر بلدان العالم بالنسبة للعاملين في مجال الإعلام.
وتحتل سوريا المرتبة 179 من أصل 180 دولة في مؤشر حرية الصحافة العالمي لعام 2024 الذي أعدته “مراسلون بلا حدود”.
رواية الاعتقال
في حديث سابق لعنب بلدي، قال قريب للصحفي بكر القاسم، إن حاجزًا طيارًا لـ”الشرطة العسكرية” اعترض القاسم وزوجته قرب “دوار حلب” عند سوق “الهال” بمدينة الباب، عقب تغطيته معرض “الباب التجاري”.
وذكر أن عناصر الحاجز صادروا هاتفه المحمول وهاتف زوجته، واقتادوه إلى منزله وصادروا “هاردات وفلاشات ولابتوبات” ومعدات عمله كاملة، الاثنين 26 من آب، ثم سلمته للمخابرات التركية.
وسردت زوجة الصحفي بكر القاسم تفاصيل اعتقاله عبر تسجيل مصور نشره “اتحاد الإعلاميين السوريين” في “فيس بوك” أمس الثلاثاء، مشيرة إلى أنها اعتقلت برفقته، لكن “الشرطة العسكرية” أفرجت عنها تحت ضغوط.