إدلب.. لماذا يشكل تنظيم “حراس الدين” خطرًا رغم الانحسار

مقاتلون في تنظيم "حراس الدين" شمال غربي سوريا- 19 من كانون الثاني 2020 (مؤسسة شام الرباط)

camera iconمقاتلون في تنظيم "حراس الدين" شمال غربي سوريا- 19 من كانون الثاني 2020 (مؤسسة شام الرباط)

tag icon ع ع ع

غاب اسم قادة تنظيم “حراس الدين” لمدة سنتين عن بيانات استهداف التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، إلى أن أعلنت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم) مقتل القيادي “أبو عبد الرحمن المكي” بضربة طائرة مسيرة جنوبي إدلب في 23 من آب.

وكان الاستهداف السابق لأحد قادة “حراس الدين”، فرع “تنظيم القاعدة” في سوريا، في 27 من حزيران 2022.

وقالت الولايات المتحدة حينها إنها قتلت القيادي “أبو حمزة اليمني”، لكن مصادر محلية ذكرت أن المستهدف كان “أبو هزاع الديري”، وهو قيادي في “الحراس” ينحدر من قرية الحريجي بريف دير الزور الشمالي.

لا يزال يشكل خطرًا

“تنظيم الحراس” تعرض، منذ عام 2020، لضربات متتالية، تمثلت بملاحقة “هيئة تحرير الشام” لعناصره وقادته على الأرض، إلى جانب استهداف قادته بالصواريخ الأمريكية الدقيقة من الجو، ما أدى إلى انحسار وتراجع قوته وحضوره خاصة خلال العامين الماضيين.

وبحسب الباحث في الحركات الدينية الدكتور عبد الرحمن الحاج، يمكن القول إن التنظيم “منهك وهو في وضع ضعيف للغاية”، لكنه لا يزال قائمًا ولا يزال يشكل خطرًا.

وذكر الحاج، لعنب بلدي، أن احتمالية عودة التنظيم إلى النشاط وترميم نفسه قائمة، إضافة إلى أنه يمثل ملاذًا لخصوم “أبو محمد الجولاني” زعيم “هيئة تحرير الشام”.

“هيئة تحرير الشام” ظهرت لأول مرة تحت مسمى “جبهة النصرة” وكانت فرع “القاعدة” في سوريا، لكن بعد إعلانها فك الارتباط بـ”القاعدة” عام 2016، وسلوكها طريقًا مغايرًا لعقلية العديد من قادتها وشرعييها، غادر صفوفها عناصر وقادة شكلوا لاحقًا تنظيم “حراس الدين”.

تصاعد الخلاف بين الطرفين خلال النصف الأول من 2020، بعد ملاحقة واعتقال “تحرير الشام” عناصر وقادة “حراس الدين” ومجموعات “جهادية” أخرى منضوية مع “الحراس” في غرفة عمليات “فاثبتوا”.

في حزيران 2020، اندلعت اشتباكات بين “تحرير الشام” وغرفة عمليات “فاثبتوا”، أوقعت قتلى من الطرفين.

وانتهت حينها بتوقيع اتفاق نصّ على منع نشر أي حواجز أو شنّ أي عمل عسكري ضد قوات النظام، إلا بعد التنسيق مع غرفة عمليات “الفتح المبين”، التي تضم “تحرير الشام” و”الجبهة الوطنية للتحرير” و”جيش العزة” ، والمسؤولة عن العمليات العسكرية في المنطقة.

القضاء عليه ليس سهلًا

أوضح عبد الرحمن الحاج أن تنظيم “حراس الدين” يعمل بشكل سري، ويعتمد على الشبكة “الجهادية للقاعدة” تمويلًا وتجنيدًا، التي تمتد خارج الحدود ما يعطيه إسناد وإمكانات لا تتوفر لأي طرف آخر، ويمده بالبقاء.

وهذا ما يجعل “القضاء عليه صعبًا، خصوصًا مع عدم وجود سلطة مركزية مستقرة، لكن إنهاكه ممكن بالقضاء على قادته وهذا ما يفعله على ما يبدو الجولاني”، وفق الحاج.

كما أن تنظيم “حراس الدين” لا يستطيع الانتقال إلى مناطق سورية أخرى، فلا توجد بيئة مناسبة له مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بريف حلب، ولا في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، إضافة إلى أن فرص وجوده في الجنوب قليلة أيضًا، وهو خصم لتنظيم “الدولة الإسلامية”.

كل ذلك يجعل خياراته محدودة في المجال الجغرافي الذي يمكن أن ينشط فيه في سوريا، بحسب الحاج.

حاليًا لا يملك التنظيم أرضًا أو منطقة محددة، ويستخدم إلى حد كبير الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة مثل بنادق “AK-47” وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية في غاراته على مواقع النظام السوري.

استهداف المكي

تبنت الولايات المتحدة استهداف “أبو عبد الرحمن المكي”، ومقتله جنوبي إدلب، مشيرة إلى أنه كان عضوًا في “مجلس شورى حراس الدين وزعيمًا كبيرًا مسؤولاً عن الإشراف على العمليات الإرهابية من سوريا”.

عمل “المكي” سابقًا قائدًا عسكريًا في فصيل “جند الملاحم” خلال عامي 2016 و2017، وقبل إعلان الفصيل تغيير اسمه لـ “حراس الدين”.

وكان المكي معتقلًا في سجون “الهيئة” منذ حزيران 2020، وطالب جهاديون ودعاة بالإفراج عنه، لكن دون استجابة من “تحرير الشام”، التي قالت في تصريح سابق لعنب بلدي إنه “خطير”، ثم أفرجت عنه في نيسان 2022، دون إعلان رسمي، واقتصر الخبر على إعلام رديف ومقرب منها.

خلال العامين 2020 و2021 قتل ستة قياديين في “حراس الدين” بعد استهدافهم بصواريخ دقيقة تلقيها طائرات أمريكية.

  • “أبو البراء التونسي”، في أيلول 2021، ترأّس المحكمة الشرعية لـ”النصرة” في دير الزور عامي 2013 و2014، ثم عُيّن واليًا لقطاع البادية. وكان يعد مقربًا من نائب قائد “الحراس”، سامي العريدي.
  • “أبو محمد السوداني” والقاضي “أبو ذر المصري”، في تشرين الأول 2020.
  • الإداري العام وعضو مجلس قيادة “الحراس”، “أبو عدنان الحمصي”، في حزيران 2020.
  • نائب قائد “الحراس” العام، خالد العاروري الملقب بـ”أبو القسام الأردني” والقيادي بلال الصنعاني، في حزيران 2020.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة