لأسباب أمنية.. سائقون يتخلون عن عملهم بنقل النفط بدير الزور
ابتعد أصحاب صهاريج تعمل بنقل المحروقات لدى “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في شمال شرقي سوريا عن مجال عملهم، واتجهوا نحو نقل البضائع عقب ازدياد استهدافات صهاريج المحروقات وعدم توفير الحماية من قبل سلطات المنطقة.
وتكررت استهدافات صهاريج النفط في مناطق سيطرة “قسد” منذ أكثر من شهر، تبنى تنظيم “الدولة الإسلامية” جزءًا منها، في حين تقف سلطات المنطقة عاجزة عن تأمين الحماية لهذه الصهاريج.
ويشتكي أصحاب الصهاريج في ريف ديرالزور من صعوبات عديدة تواجههم، ما يؤثر سلبًا على عملهم، إذ اتجه بعضهم لنقل البضائع التجارية تجنبًا للتعرض للاستهداف.
ووفق ما قاله سائقون لعنب بلدي، يعتبر انعدام الأمان من أهم الصعوبات التي تواجههم، إذ لا توفر لهم “قسد” الحماية، في حين تنتشر قواتها العسكرية في محافظة دير الزور بكثافة منذ بدء المواجهات مع قوات مدعومة من النظام بالقرب من نهر الفرات منذ 7 من آب الحالي.
سائقون تخلوا عن أعمالهم
أمجد الدحام (33 عامًا)، ترك العمل كسائق على صهريج لنقل المازوت من حقل “العمر” نحو الشدادي وعين العرب/كوباني، بعد استهداف السيارة التي كان يعمل عليها من قبل مجهولين.
وقال إن صاحب الصهريج قرر التوقف عن العمل بسبب الخسارة التي تعرض لها، ولم يتم تعويضه من قبل إدارة المحروقات التابعة لـ”الإدارة الذاتية” في دير الزور.
وأضاف أنه سلطات المنطقة لم تعمل على تأمين الطرقات رغم الاستهدافات المتكررة في مختلف مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية”، وهي المظلة السياسية لـ”قسد”.
ويملك أيضًا فيصل الأسعد ثلاثة صهاريج تعمل في نقل النفط من حقل “العمر” إلى مناطق مختلفة داخل سيطرة “الإدارة الذاتية”، لكنه اضطر إلى ركن سياراته منذ شهر، بسبب الاستهدافات المتكررة.
وأُجبر فيصل على استبدال الصهاريج بمقطورات لشحن البضائع ومواد البناء خوفًا من الاستهدافات وتكبد خسائر كما حصل مع الكثير من العاملين في مجال نقل المحروقات.
وقال لعنب بلدي، إن عدم تقديم “قسد” الحماية للعاملين في هذا القطاع، جعلهم يعكفون عن العمل، ونوّه إلى حاجته وآخرين يعملون في نفس المجال إلى تسيير دوريات مع الصهاريج وتأمين خروجها مما يلقبه السائقون اليوم بـ”مثلث الموت”، وهي منطقة تمتد من دوار “العتال” في بلدة الشحيل حتى بلدة جديد عكيدات، على ضفة نهر الفرات شرقي دير الزور.
وبالنسبة لأحمد الطعمة، يعتبر العمل في نقل البضائع التجارية أقل ربحًا لكنه “أكثر أمانًا”، وفق تعبيره، إذ يعمل على نقل الأسمنت من ساحة الجمارك في القامشلي نحو دير الزور بأجور تصل إلى 200 دولار مقابل “النقلة” الواحدة، مشيرًا إلى أنه يجري “نقلتين” في الأسبوع الواحد.
وأضاف لعنب بلدي أنه لجأ للعمل بنقل البضائع بعد أن استهدف مسلحون مجهولون صهريج النفط الذي كان لديه، خلال مرورة في قرية جديد بكارة قبل نحو شهرين.
“حرب اقتصادية”
يواصل تنظيم “الدولة” محاولته للاستفادة من إيرادات حقول النفط في ريف دير الزور، من خلال استهداف صهاريج النفط وفرض الإتاوات على بعض مستثمرين وعاملين في نقل وبيع النفط.
ونشرت صحيفة “النبأ” التابعة للتنظيم، رسمًا توضيحيًا شرحت فيه إحصائية هجماتها على صهاريج نقل النفط في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شرق نهر الفرات، إلى جانب أخرى ضمن مناطق سيطرة النظام السوري.
وأعلنت الصحيفة أن التنظيم تمكن من إعطاب 51 صحريجًا للنفط في عموم سوريا، كما سكب عناصره حمولة 15 صهريجًا آخر خلال 381 يومًا.
ووفق الرسم البياني الذي حمل عنوان “حرب اقتصادية.. استهداف صهاريج PKK”، نفذ التنظيم 16 استهدافًا في محافظة دير الزور، وثلاثة استهدافات في محافظة الرقة، واستهدافًا واحدًا في محافظة حماة، ومثله في الحسكة.
ووصلت عمليات جمع الإتاوات التي يفرضها تنظيم “الدولة” في قرى وبلدات ريف دير الزور الشرقي إلى مستثمري النفط في المنطقة، إذ رُصدت العديد من التهديدات لمستثمرين بإحراق ممتلكاتهم في حال لم يدفعوا أموالًا للتنظيم.
التهديدات نفسها المرتبطة بتحصيل الأموال من قبل التنظيم، تتركز في المناطق التي تسيطر عليها “قسد” من أرياف دير الزور الشمالية والشرقية.
وفي 24 من حزيران الماضي، اقتحم عناصر من التنظيم إحدى آبار النفط في محطة “الصيجان” بالريف الشرقي للمحافظة، وأضرموا النيران داخله لامتناع المستثمر عن دفع الأموال، وفق ما قالته وكالة “نورث برس”.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :