إدلب.. نازحون بمخيم “الكويتي” ينتقدون استبعادهم من الدعم

  • 2024/08/26
  • 4:21 م
يقطن في مخيم "الكويتي" شمالي إدلب 470 عائلة معظمها بحاجة إلى دعم - 26 من آب 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

يقطن في مخيم "الكويتي" شمالي إدلب 470 عائلة معظمها بحاجة إلى دعم - 26 من آب 2024 (عنب بلدي/ إياد عبد الجواد)

تفاجأت السيدة عليا الأحمد (49 عامًا) القاطنة في مخيم “الكويتي” شمالي إدلب من إزالة اسمها من قوائم المستفيدين من مساعدات تقدمها منظمة “نسائم خير”، وهي من أشد المحتاجين لتلك المساعدات حسب قولها، واصفة وضعها بأنه “تحت الصفر”.

قالت السيدة لعنب بلدي، إن وضع معيشة عائلتها المؤلفة من ستة أفراد متردٍ، فهي مهجّرة من ريف حلب إلى مخيم “الكويتي” في حربنوش، وزوجها ضرير ولديها طفل وطفلة تعرضا لحروق أسفرت عن تشوهات في جميع أنحاء جسديهما.

وذكرت السيدة أن فريقًا من منظمة “نسائم خير” جاء إليها في تموز الماضي، وأجرى استبيانًا لعائلتها، وكانت مستوفية لشروط ومعايير الدعم المطلوبة، لكن اسمها لم يكن موجودًا عند صدور أسماء المستفيدين.

تواصلت السيدة مع رقم الشكاوى في المنظمة لكنها لم تتلقَ أي رد، وسط حالة استنكار لما حدث لها، متسائلة “إذا عائلتي لا تستحق الدعم، فمن يستحق؟”.

تتشابه حالة عائلة السيدة عليا مع عشرات النازحين القاطنين في مخيم “الكويتي”، الذين استنكروا آلية ومعايير اختيار المستفيدين، وإخراج المنظمة أسماءهم من قائمة الدعم.

“محتاجون خارج الدعم”

انتقد نازحون قابلتهم عنب بلدي ما وصفوه بـ”عدم تطبيق المنظمة لمعايير الدعم”، واشتكوا من تردي أوضاعهم، وسط انعدام فرص العمل، وانخفاض أجور العمال اليومية التي لا تتجاوز ثلاثة دولارت أمريكية في أحسن الأحوال.

أعربت السيدة مريم الغابي (37 عامًا)، وهي مهجرة من سهل الغاب إلى مخيم “الكويتي”، عن حزنها وأسفها لإخراج اسم عائلتها (مؤلفة من ثمانية أفراد) من الدعم، وقالت إنها محتاجة للمساعدات.

وذكرت لعنب بلدي أن المنظمة أجرت استبيانًا لعائلتها، وهي مطابقة لشروط الدعم على اعتبار أن طفلها الصغير (عمره سنة وأربعة أشهر) لديه فتحة بالقلب وضيق في الصمام وربو، ويحتاج كل شهر لكيلو من الدماء في المستشفيات.

وأضافت أن زوجها مريض بالقلب وبـ”الديسك”، وأجريت له عمليتان لقلبه، ووضع العائلة المادي “تعيس جدًا”، لافتة إلى أنها اتصلت برقم الشكاوى لدى المنظمة لكن دون استجابة.

والتقت عنب بلدي عددًا من القاطنين في مخيم “الكويتي”، الذين طالبوا المنظمة بالنظر في أوضاعهم، وتطبيق معايير الدعم، معتبرين أنفسهم من النازحين الأشد حاجة لتلك المساعدات.

وضع المخيم “رديء”

مدير مخيم “الكويتي”، هائل الرحمون، قال لعنب بلدي، إن عدد العائلات القاطنة في المخيم يبلغ 470 عائلة (نحو 3500 نسمة)، وأغلبيتهم من ريف إدلب الجنوبي وريف حماة.

وأضاف أن وضع المخيم “رديء”، ويعاني من قلة الدعم، وسوء في التجهيز السكني، ويحتاج كل شتاء إلى ترميم وعوازل للمياه، كما يحتاج الصرف الصحي إلى صيانة وشفط “الجور الفنية”.

وذكر أن المخيم بحاجة إلى مشروع نظافة و”كفالة” لبئر مياه، فهي جاهزة للخدمة، لكن تحتاج إلى جهة تكفلها، والفرن أيضًا يحتاج إلى “كفالة” من تقديم محروقات وأجور يد عاملة.

لا تعليق من المنظمة

تعد منظمة “نسائم خير” واحدة من عشرات المنظمات العاملة في منطقة شمال غربي سوريا، وتأسست في أواخر عام 2012، وسجلت في تركيا في 2015.

وفق ملفها التعريفي، تقدم المنظمة مساعدات إنسانية في مجالات متعددة منها التعافي المبكر، الأمن الغذائي وسبل العيش، والمواد غير الغذائية و المأوى، وغيرها.

تواصلت عنب بلدي مع المكتب الإعلامي في المنظمة، للحصول على توضيحات عن آلية اختيار المستفيدين، وردها على انتقادات وشكاوى الأهالي، وعدم الاستجابة لشكاواهم، لكنه رفض التعليق.

وذكر المكتب الإعلامي أن من لديه شكوى يمكنه إيصالها عن طريق رقم الهاتف التابع للمنظمة.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.

مقالات متعلقة

  1. إدلب.. نازحون ينتقدون استبعادهم من الدعم
  2. شقيقتان تتفوقان في الشهادتين.. "نسائم خير" تُكرّم الأوائل في إدلب
  3. فريق شبابي يبدأ نشاطاته في قباسين
  4. "الوضع القانوني" شرط أساسي لاستدامة المؤسسات الإعلامية الوليدة

مجتمع

المزيد من مجتمع