عروة قنواتي
نوتة جديدة يدخلها اتحاد كرة القدم في دمشق إلى أعصاب وأحاسيس مشجعي وعشاق منتخب كرة القدم، جديد جديد، المدرب الإسباني خوسيه لانا، محلل الأداء في بعض أندية الدرجة الأولى على مستوى إسبانيا سابقًا، والماهر والمبدع في تجهيز الفئات العمرية أيضًا في عهدة الماتادور، وماذا أيضًا؟
إذًا، وبعد شهرين من استقالة السيد هيكتور كوبر وطاقمه وفراغ “الكنباية” الخاصة بالطاقم الفني للمنتخب الأول في دمشق، يخرج علينا اتحاد السيد صلاح رمضان وفانوسه السحري بخبر التعاقد مع المدرب الإسباني خوسيه لانا دون الإفصاح عن قيمة العقد ومدته التي وعلى ما يبدو ستكون لثلاث سنوات. المدرب الإسباني الفائز مع منتخب شباب إسبانيا ببطولة أمم أوروبا للشباب قبل شهرين على حساب المنتخب الفرنسي، ومحلل الأداء لمنتخب تحت الـ21 عامًا في إسبانيا، يبدو بأنه سيدخل معترك كرة القدم في البلاد بأول اختبار رياضي كروي له في الشرق الأوسط وقد يكون الأخير.
قبل الأولمبياد كانت الأخبار تتحدث عن إمكانية وجوده في المنتخب الأولمبي العراقي، ولكن يبدو بأن الأمور لم تجرِ كما هو متفق بين الطرفين، فاصطاد اتحاد السيد صلاح رمضان هذا الصيد ليقدمه ثمينًا وكما يشتهي للجماهير التي لن ترى منتخبها في كأس العالم 2026، وتتوسل لإنقاذ الموقف في ملحق أمم آسيا حتى لا تغيب كوكبة الإخفاقات والكوارث الكروية عن بطولة آسيا للرجال في السعودية العام 2027، بينما التصريحات والتسريبات تتحدث عن عملية انتشال الزير من البير بهمة السيد خوسيه لانا وطاقمه في الأشهر المقبلة، حيث لا استحقاق مهم يدخل إليه منتخب النظام السوري إلا البطولات التي يراها اتحاد الكرة ومنظومة الرياضة في البلاد بأنها مهمة وقوية (بطولة كأس العرب، بطولة غرب آسيا، تصفيات الملحق المؤهل لبطولة أمم آسيا للرجال).
بجرد حساب بسيط ودون إسراف في الحبر على أوراق لا تغني ولا تسمن من جوع، تظهر صورة التخبط والتصرفات العشوائية وزيادة المسكنات فوق الجروح التي غطاها “قيح الفساد والتهابات الضعف وقصر النظر والمشاريع المدمرة لكرة البلاد”، فمنذ 5 سنوات إلى الآن، تعاقب على منتخب الرجال 10 مدربين بأعمار مختلفة ومدارس شتى (وطنية، عربية، أمريكا الجنوبية، أوروبية) منتهية الصلاحية أو “نص كم” بعرف أبناء البلد، مع 5 اتحادات بين الرسمية والمؤقتة وتصريف الأعمال، ولم يكمل أي اتحاد عمل السابق، ولم يستفِد أي مدرب قادم من المدرب الذي سبقه، الكل قادم ليعمل والكل جاهز لينسف، ولا إعمار ولا بناء، تلة الركام كما هي، والأنقاض تملأ الشوارع والملاعب والأحلام.
هذا الاتحاد الذي رفع شعاره منذ سنوات “لا أحد يفهم سوانا، ولا أحد وطني أكثر منا”، هو الذي أنزل تسعيرة المنتخب من مواجهات ودية على مستوى بلاد الشام وبعض الأندية الأوروبية إلى منتخبات موريشيوس والهند، وهو الذي تعادل مع ميانمار وجلس يتفرج على سيوف الساموراي الياباني وهي تمزق جاهزية وشعارات وأحلام المنتخب وجماهيره وعشاقه.
هذا الاتحاد لن يبقى ليكمل مخططه الجديد مع السيد خوسيه لانا، الإسباني الذي لربما يسبق الاتحاد في الرحيل بعد أن يكتشف هول المصيبة والفاجعة، مع نظريات السادة عبد الرحمن الخطيب وموفق فتح الله والمحترفين الذي قدموا لأول مرة بدفعات مالية ليلعبوا في عهد كوبر ولن يعودوا ثانية بسبب كثرة الإصابات والواقع السيئ و”حارة كل مين إيدو إلو” المتعارف عليها في رياضة البلاد ومستنقعاتها الفكرية والحزبية والعسكرية والأمنية وقيادتها القطرية والقومية.
خوسيه لانا قادم يا عشاق المنتخب، جهزوا آلات تصويركم، فرحيله سيكون سريعًا، حتمًا.