جدري القرود كيف نتجنب العدوى؟
د. أكرم خولاني
مرض جدري القرود (Monkeypox) هو مرض قديم، إلا أن الإصابات كانت محصورة في غرب ووسط إفريقيا، وقد بدأ يمتد إلى بعض البلدان غير الموبوءة، إضافة إلى تزايد عدد الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ما دفع منظمة الصحة العالمية إلى إعلان المرض “طارئة صحية عامة تسبب قلقًا دوليًا”، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه المنظمة، إلا أن ذلك يجب ألا يسبب الخوف والهلع، فالمرض لا يشكل خطرًا كبيرًا، وهو أقل خطورة من الناحية السريرية من مرض الجدري، لكن مع ذلك يجب الحذر منه واتباع كل سبل الوقاية لتجنب الإصابة به وانتشار العدوى، إذ إن نسبة الإماتة قد تصل أحيانًا إلى 11% من عموم المصابين، وتكون أعلى بين الأطفال الصغار.
ما علاج العدوى بجدري القرود
كغيره من الأمراض الفيروسية، يهدف العلاج للتخفيف من الأعراض وإدارة المضاعفات ومنع العواقب طويلة المدى، وبالتالي فالهدف من علاج جدري القردة هو العناية بالطفح الجلدي والتدبير العلاجي للألم ومنع المضاعفات، وتُستخدم لعلاجه العديد من مضادات الفيروسات، مثل تيكوفيريمات (Tecovirimat)، التي طُوّرت في الأصل لعلاج الجدري، وتُجرى حاليًا المزيد من الدراسات في هذا الشأن.
ويجب إخضاع الأشخاص المصابين بجدري القرود للعزل في المنزل، أو في المستشفى إذا لزم الأمر، طوال فترة العدوى (من بداية الأعراض حتى تلتئم الآفات وتسقط الجُلبة)، مع الالتزام بالتوصيات التالية:
- البقاء في المنزل وبغرفة خاصة إن أمكن.
- غسل اليدين بالماء والصابون أو معقم اليدين، خاصة بعد لمس القروح.
- ارتداء كمامة وتغطية الآفات عند البقاء بالقرب من أشخاص آخرين.
- الحفاظ على جفاف البشرة وإبقائها مكشوفة (إلا عند البقاء في غرفة مع شخص آخر).
- تجنب لمس الأشياء الموجودة في المساحات المشتركة مع الآخرين.
- المضمضة بالمياه المالحة لشطف القروح في الفم.
- استخدام حمامات المقعدة أو الحمامات الدافئة مع بيكربونات الصودا لتطهير قروح الجسم.
- تجنب فتح البثور أو خدش القروح، وهو ما قد يُبطئ الشفاء وينشر الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويتسبب في إصابة القروح بالعدوى.
- عدم حلاقة المناطق المصابة بالقروح حتى تلتئم الجُلبة ويتكون جلد جديد تحتها (يمكن أن يؤدي ذلك إلى انتشار الطفح الجلدي إلى أجزاء أخرى من الجسم).
- تناول الأدوية المسكنة للألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين.
ما سبل الوقاية من العدوى بجدري القرود
تلقي لقاح الجدري: حتى الآن لا يوجد لقاح يستهدف جدري القرود على وجه التحديد، ولكن وبسبب التشابه الجيني الكبير بين فيروسات الجدري وجدري القرود، فإنه من الممكن أن تكون اللقاحات المطورة ضد فيروس الجدري فعالة ضد فيروس جدري القرود، وبالفعل، أثبتت دراسات قائمة على الحالات في إفريقيا أن لقاح الجدري فعال بنسبة 85% في الوقاية من العدوى بجدري القرود.
واعتبارًا من آب 2024، هناك لقاح واحد فقط معتمد للاستخدام ضد جدري القرود في دول الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وكندا، وهو لقاح “MVA-BN” المعروف باسم “لقاح أنقرة البافاري الشمالي المعدل”، ويتكون من سلالة ضعيفة من فيروس الجدري، وينبغي إعطاء اللقاح في غضون 4 أيام بعد مخالطة أحد المصابين بجدري القردة (أو في غضون 14 يومًا إذا لم تكن هناك أعراض)، ويعطى على جرعتين بفاصل 28 يومًا، ويوصى بتلقيح الأشخاص المعرضين لخطر كبير للعدوى بجدري القردة، خاصة في أثناء الفاشيات، مثل:
- العاملين الصحيين المعرضين لخطر التعرض للفيروس.
- الرجال الذين يمارسون الجنس مع رجال.
- الأشخاص الذين يمارسون الجنس مع شركاء متعددين.
- المشتغلين بالجنس.
تقليل الاتصال بالحيوانات المصابة: تجنب ملامسة الحيوانات المصابة، والتي تتضمن الحيوانات المريضة، أو الحيوانات التي عثر عليها ميتة في مناطق ينتشر فيها الفيروس، وتجنب ملامسة أي مادة تلامست مع الحيوانات المصابة، مثل الفراش أو الملابس وغيرها.
تقليل الاتصال بالأشخاص المصابين: عزل المرضى المصابين بمرض جدري القرود عن الأشخاص الآخرين المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، واستعمال معدات الوقاية الشخصية عند الاعتناء بالأشخاص المصابين بالمرض.
ممارسة قواعد الصحة العامة: غسل اليدين جيدًا بالماء والصابون، أو استعمال المعقمات الكحولية، خاصة بعد لمس أشخاص أو حيوانات مصابة، وطهو الأطعمة التي تحتوي لحوم طرائد برية أو مشتقات حيوانات برية من إفريقيا، بشكل جيد.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :