هل ترفض التخلص من أشيائك القديمة؟

 تعرف إلى “اضطراب الاكتناز القهري”

 تعرف إلى "اضطراب الاكتناز القهري"
tag icon ع ع ع

د. أكرم خولاني

لا بد أنك تعرف أحدًا من أقاربك أو أصدقائك أو جيرانك يجمع الأشياء القديمة والمستعملة ويرفض التخلص منها رغم عدم حاجته لها في الوقت الحالي، لاعتقاده أنه من الممكن أن يحتاج إليها مستقبلًا، فهذه الحالة منتشرة نسبيًا بين الناس، إذ يبلغ عدد المصابين بها بين 2 إلى 6% من البشر.

قد تكون هذه الحالة طبيعية إلى حد معين، لكنها تصبح مرضية عندما يجد الشخص صعوبة مستمرة في التخلص من المقتنيات عديمة القيمة أو الفائدة والتخلي عنها، بسبب اعتقاده بحاجته المستمرة للاحتفاظ بها، وقد ينتابه شعور بالضيق لمجرد التفكير في التخلص من الأشياء، ما يدفعه تدريجيًا إلى اقتناء عدد مهول من الأغراض وتجميعها، بغض النظر عن قيمتها الفعلية، وتسمى هذه الحالة بـ”اضطراب الاكتناز القهري”، ويحتفظ عادة الشخص المصاب باضطراب الاكتناز بالأغراض لعدة أسباب مثل:

  • اعتقاده أن هذه الأشياء مميزة، أو أنه سيحتاج إليها في وقت ما في المستقبل.
  • ارتباطه عاطفيًا بتلك الأشياء، إذ تذكره بأوقات سعيدة من حياته أو تمثّل له أشخاصًا يحبهم أو حيواناته الأليفة.
  • شعوره بالأمان والراحة عند وجود تلك الأشياء من حوله.
  • عدم الرغبة في إهدار أي شيء.

يحدث اضطراب الاكتناز لدى الرجال والنساء بنسب متساوية، ويعد البالغون أكثر عرضة للمعاناة منه من الأطفال، لكنه يمكن أن يصيب المراهقين أيضًا بصورة أقل حدة من البالغين، ثم تزداد حدته مع مرور السنوات ليحتد بعد سن 30، ويعد من تخطى 55 عامًا أكثر عرضة للإصابة بثلاثة أضعاف مقارنة بمن دون ذلك العمر.

وتتراوح شدة الإصابة باضطراب الاكتناز من الدرجة الطفيفة إلى الشديدة، ففي بعض الحالات قد لا يؤثر الاكتناز بدرجة كبيرة على حياة الشخص، بينما في حالات أخرى يؤثر بدرجة خطيرة على أداء مهامه اليومية، وذلك عندما يزدحم مكان المعيشة عن آخره بالأشياء بشكل لا يدع إلا مسارات ضيقة متعرجة عبر أكوام من الفوضى المبعثرة، وتتطلب مثل هذه الحالات العلاج.

وقد لا ينظر المصابون باضطراب الاكتناز إلى هذا الاضطراب على أنه مشكلة، ما يجعل إقناعهم بالخضوع للعلاج أمرًا صعبًا، ولكن قد يساعد العلاج السلوكي المعرفي على فهم كيفية تغيير معتقدات الشخص وسلوكياته حتى يتمكن من عيش حياة أكثر أمانًا وإمتاعًا.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة