توفر التقنيات الجديدة التي يقدمها الذكاء الاصطناعي فرصة لصناع المحتوى عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لتحسين مستوى الأفكار التي يقدمونها، لكنها في نفس الوقت تشكل خطرًا على المبدعين، إذ تهدد بتعطيل إبداعاتهم.
ولا تقتصر الخدمات التي تقدمها هذه التقنيات على المحتوى المكتوب فقط، بما يشمل المساهمة الواسعة بعمليات البحث عن المعلومات والحصول على مصادر متنوعة بشكل سريع، بل تشمل سهولة تصميم الصور وإنشاء محتوى مصور وتعديله بما يناسب المحتوى المقدم.
ومع تزايد الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في عمليات إنشاء المحتوى، أصبحت عملية الترابط بينهما أكثر اتساعًا وأهمية، وهو ما يعني أن تطوير هذه الأدوات سيطور تلقائيًا المحتوى المقدم عبر المنصات المختلفة، سواء تلك المتخصصة بالتسجيلات المصورة (الفيديو)، أو الصور الفوتوغرافية، وكذلك الموسيقا وحتى عمليات التدقيق اللغوي للنصوص المكتوبة.
موقع “AI News” المختص بأخبار الذكاء الاصطناعي، أوضح خلال تقرير نشره في 22 من آب الحالي، أن وسائل التواصل الاجتماعي أتاحت الفرصة للكتاب المستقلين والفنانين والموسيقيين ومقدمي البرامج الصوتية للتواصل مع الجمهور بشكل مباشر وكسب المال.
وأضاف أن صعود الذكاء الاصطناعي يهدد بتعطيل هذه الصناعة، وتغيير المحتوى المقدم بشكل كبير، وقد يؤثر على الإبداع الشخصي لهؤلاء الأشخاص.
كما أن المستقبل قد يبدو غير مشرق مع إغراق المصممين والكتاب والمبرمجين بنماذج من الذكاء الاصطناعي تمكنهم العمل بشكل أسرع وبتكاليف أقل، وبالتالي تبرز المخاوف من فقدان الإبداع من جهة، وخسارة الوظائف من جهة أخرى.
التقرير أشار إلى أنه ورغم المخاطر الناتجة عن هذا الأمر، فإنه يمكن النظر إلى جوانب إيجابية تتعلق بإمكانية استخدام المبدعين للذكاء الاصطناعي لتحسين أدائهم وإنتاجهم عبر توليد أفكار ومخططات أساسية قبل استخدام خبرتهم الشخصية لضبط هذه الأفكار.
وبالتالي سيكون العاملون في مجال إنتاج المحتوى قادرين على العمل بشكل أسرع وأكثر كفاءة، وإنجاز المزيد من العمل في مدة زمنية أقصر.
من جهته، قال موقع “AI Contentfy” بتقرير نشره في آذار 2024، إن هناك مخاوف تتعلق بمدى أصالة المحتوى الذي قد يقدمه الذكاء الاصطناعي، إذ عادة ما تعتمد أدواته على قوالب جاهزة وصيغ موجودة مسبقًا.
كما أن اللمسة قد تغيب عن المحتوى، إذ قد لا تتمكن هذه الأدوات من التقاط الفروق الدقيقة في اللغة أو المشاعر البشرية، في حين أن الكتّاب قادرون على ذلك بشكل أفضل.
ويضاف إلى ما سبق المخاوف الأخلاقية المتعلقة بخصوصية البيانات والتحيز والمساءلة.
وسبق أن حذر البروفيسور جيفري هينتون، أحد أبرز العلماء في مجال الذكاء الاصطناعي، في أيار 2023، من مخاطر الذكاء الاصطناعي وتأثيراته المحتملة.
وقال خلال لقاء مع صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، حينها، إن الشبكات الجديدة التي أنشأتها شركتا “جوجل” و”Open AI” بدأت بالتفوق على الذكاء البشري.
ومع كل تطور جديد تزداد الخطورة التي يشكّلها الذكاء الاصطناعي، وفق هينتون الذي يرى أن شركات التكنولوجيا العملاقة تخوض منافسة من الصعب إيقافها.
ومن جهة أخرى، فإن الإنترنت سيكون مليئًا بالصور والمقاطع المزيفة، ولا أحد سيستطيع معرفة الحقيقة بعد ذلك.
كما يعتقد هينتون أن تقنيات الذكاء الاصطناعي ستنهي عديدًا من المهن، كالترجمة والمساعدة القانونية وغيرهما.