أندية تسعى لضخ دماء جديدة في فرقها

اهتمام بالفئات الصغيرة في كرة القدم بإدلب

ناشئو نادي أمية لكرة القدم - 2 من آب 2024 (نادي أمية)

camera iconناشئو نادي أمية لكرة القدم - 2 من آب 2024 (نادي أمية)

tag icon ع ع ع

إدلب – أنس الخولي

قبل أربعة أعوام ومع بدء انطلاق دوري كرة القدم في محافظة إدلب، عمل ناديا حمص العدية وأمية على الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة لتنشئة لاعبي كرة القدم، وتنمية مهاراتهم.

ومع زيادة الاهتمام بالرياضة في المنطقة، اتجهت بقية الأندية للعمل على تنشئة اللاعبين منذ الصغر، لضمان استمرارية النادي ورفد الفريق الأول، واستثمار المواهب وفق الإمكانيات المتاحة.

هذا الاهتمام يعززه شغف الأطفال باللعب، ورغبة الأهالي بتنمية قدرات أبنائهم، في منطقة تشهد نشاطًا على المستوى الرياضي، لكنها تصطدم بواقع صعب لا يتيح لهذه المواهب فرصة المنافسات الدولية، والظهور على مستويات خارج حدود الشمال السوري، إلا فيما ندر.

من عمر 6 سنوات

يدأب الكابتن رائد الخالد، مدرب فريق الرجال في نادي حمص العدية، على حضور تدريبات فرق الناشئين والشباب في النادي، لمشاهدة المهارات التي يتمتع بها اللاعبون، واختيار أفضلهم لإشراكهم في تدريبات مع فريق الرجال كمرحلة أولى لترقيتهم لاحقًا.

قال الخالد لعنب بلدي، إن أي نادٍ ليس لديه قواعد لا يمكنه الاستمرار سوى فترة زمنية قصيرة جدًا، إذ لا بد لكل الفرق الاهتمام بتنشئة لاعبين جدد، ووضع خطط مستقبلية لضمان تكامل الفريق، خاصة مع عدم قدرة الأندية على استقطاب لاعبين من خلال توقيع عقود في ظل الشح المادي الذي تعانيه.

بدوره، قال مشرف كرة القدم في نادي حمص العدية، مصطفى سلومة، لعنب بلدي، إن النادي بدأ العمل على فئات عمرية متكاملة قبل أربعة أعوام، ووصل عدد اللاعبين إلى 100 لاعب بمعدل 20 لاعبًا في كل فئة.

وأضاف أن تدريب الصغار في كرة القدم يبدأ من فئة البراعم بسن 6 سنوات إلى 11 سنة، وينتقل اللاعب لفئة الأشبال حتى عمر 13 سنة، تليها فئة الناشئين حتى 15 سنة، ثم فئة الشباب حتى 17 سنة، وتبدأ بعدها فئة الرجال.

ويمكن للاعبين المتميزين الانتقال بشكل مباشر للفئات الأعلى، إذا كانت قدراتهم الفنية والجسدية تسمح لذلك، مع عدم السماح للاعبين بالعودة للفئات الصغرى، لذلك يعكف المدربون على إشراك اللاعبين المتميزين في تدريبات الفئات العليا قبل اتخاذ قرار ترقية اللاعب للفئة الأعلى، وفق سلومة.

تدريب البراعم أصعب المهام

يحاول بعض الآباء شمال غربي سوريا اكتشاف قدرات أبنائهم من الصغر، لذلك يسجلونهم ضمن فرق رياضية، ثم تقبل الأندية الأطفال لمدة مؤقتة لاكتشاف مدى قدرات الطفل وموهبته، ثم تخبر الإدارة الأهالي بالنتائج، حتى يحاول الآباء تجربة رياضة أخرى في حال عدم تمتع الطفل بالموهبة المطلوبة.

الكابتن مصطفى سلومة، ذكر لعنب بلدي أن النادي يقبل جميع الأطفال الراغبين دون قيد أو شرط، لكن بعد القبول يخضع الأطفال لتمارين وتدريبات لاكتشاف مدى قدراتهم، لافتًا إلى أن التعامل مع فئات البراعم من أصعب الفئات.

وأضاف أن تدريب الصغار في فئة البراعم يحتاج إلى قدرات خاصة من المدرب، ويتم اختيار المدرب بناء على إمكانيات فنية خاصة وقدرات ذهنية معينة، إذ يجب أن يتمتع المدرب بقدرة على الصبر الطويل، ومهارة في اكتشاف موهبة الطفل.

بدوره، أحمد إبراهيم، مدرب الفئات العمرية الصغيرة في نادي حمص، ولاعب في فريق الرجال، قال، إن اختياره لتدريب الفئات الصغيرة كان بسبب خبرته في التعامل مع الأطفال، وعمله كمدرس لمادة الرياضة في المدارس.

ولفت المدرب أحمد إلى صعوبة الاستفادة من الخبرات في مجال تدريب الفئات العمرية الصغيرة، بسبب انغلاق المنطقة وعدم القدرة على السفر للاطلاع على الخبرات في هذا المجال، مضيفًا أن الحل الوحيد المتبقي هو حضور بعض الدورات عبر الإنترنت، والتواصل مع أصحاب الخبرات.

وحالت ظروف الحرب والقصف والواقع الذي يعيشه الأهالي في الشمال السوري دون قدرة الأندية على التواصل مع أندية أخرى في الخارج لإمكانية تبادل الخبرات أو الارتباط معها.

ماذا عن نادي أمية

يعتبر نادي أمية من الأندية ذات الخصوصية في إدلب لوجوده منذ زمن بعيد، ومشاركته في دوري الدرجة الأولى لكرة القدم في سوريا قبل 2011، وله عراقته وجماهيره الواسعة التي حافظ عليها بعد الثورة.

ترفّع محمد جبرة لاعب نادي أمية إلى فئة الرجال عام 2010، وبقي يلعب مع النادي حتى الآن، قال لعنب بلدي، إن مستوى الدوري في إدلب جيد ويشهد تطورًا مستمرًا، رغم ظروف الحرب.

وأضاف أن نادي أمية يضم كوادر رياضية وتدريبية وإدارية ذات خبرة وكفاءات، ورغم الإمكانيات الضعيفة، يحاول النادي تجاوز الصعوبات بتكاتف الجميع، لافتًا إلى أن النادي يسعى لتسخير كفاءته للاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة وتنشئة لاعبين جدد.

وتبدأ تنشئة اللاعبين الصغار من سن 8 سنوات ضمن فئة البراعم، ويخضعون لتدريبات ثم ينتقلون إلى فئة الشباب لتطوير مهاراتهم، وفي سن الـ18 عامًا يُؤهلون للانتقال لفئة الرجال.

وبحسب اللاعب محمد، فإن نادي أمية وضع على عاتقه الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة وتخريج لاعبين متميزين سواء للعب مع النادي، أو مع أندية أخرى، معتبرًا أن هذا العمل يحتاج إلى وقت طويل لتظهر نتائجه للعلن.

دماء جديدة

بدوره، فراس تيت، رئيس مكتب الألعاب الجماعية في مديرية الرياضة والشباب، قال، إن تأسيس لاعب كرة القدم يبدأ من مرحلة البراعم، ومن الضروري جدًا لجميع الأندية الاهتمام بالفئات العمرية الصغيرة لضمان الاستمرار.

وأضاف الكابتن تيت لعنب بلدي أن العمل على تنشئة اللاعبين يساعد الأندية في تقليل مصاريف التعاقد مع اللاعبين، كما أن ضخ دماء جديدة يضمن استمرار تطور الرياضة.

وذكر تيت أن مديرية الرياضة تدرس إمكانية إلزام جميع الأندية بالعمل على ضم فرق من فئات أخرى غير فئة الرجال في الموسم المقبل.

شح الموارد

تعاني أندية كرة القدم شمال غربي سوريا من شح كبير في الموارد المالية، ما يضعف قدرتها على تنفيذ خطط تنشئة اللاعبين وتطوير الرياضة، ويرهقها في البحث عن حلول لتأمين أدنى مستلزمات الاستمرار.

وفق الكابتن مصطفى سلومة، فإن فكرة العمل على القواعد بدأت كحل لعدم قدرة النادي على التعاقد مع رعاة جيدين، وتدني ظروف النادي المالية، مشيرًا إلى اعتماد النادي على مبالغ بسيطة من التبرعات ومن بعض التجار.

وبدأت بعض الأندية تستقطب لاعبين من أندية أخرى، وتبرم معهم عقودًا تتراوح قيمتها بين 1000 و5000 دولار أمريكي، وفق سلومة، معتبرًا أن العمل على تنشئة اللاعبين يجنب الأندية الحاجة للتعاقد مع لاعبين من خارج النادي، ويساعد في تحقيق أرباح للنادي وللاعبين في حال تعاقد لاعبي النادي مع أندية أخرى.

إضافة إلى الشح المادي، يوجد في إدلب ملعب وحيد لكرة القدم هو ملعب “إدلب” البلدي، ويحق لكل نادٍ حجز الملعب ليومين فقط خلال فترة النهار في الشهر بشكل مجاني لتدريب فرقه، وهذه مدة قصيرة جدًا بالكاد تكفي لتدريب فريق الرجال.

وتبلغ تكلفة حجز الملعب البلدي في النهار الواحد 20 دولارًا، أما في الفترة الليلية فتبلغ تكلفة الحجز 50 دولارًا، وهي مبالغ تعجز الأندية على تأمينها، لذلك تتجه الأندية لاستئجار ملاعب سداسية صغيرة لتدريب الفئات الأخرى بتكلفة 10 دولارات في اليوم، بالإضافة إلى أعباء مالية أخرى تعانيها الأندية كتأمين الملابس والكرات.

وتشهد الرياضة في مناطق سيطرة المعارضة تطورًا، وخصوصًا على صعيد المنشآت الرياضية وافتتاح العديد من صالات التدريب والملاعب الخاصة، وجهود الاتحاد الرياضي لإنشاء العديد من الملاعب والصالات، كما نظم الاتحاد الرياضي في السنوات السابقة بطولات، ورعى العديد من المسابقات والفعاليات الرياضية.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة