السباحة في الصيف أبرز أسباب الغرق
“الفرات” يبتلع مزيدًا من الضحايا بدير الزور
دير الزور – عبادة الشيخ
شهدت حالات الغرق في نهر الفرات تزايدًا ملحوظًا منذ بدء فصل الصيف، بمحافظة دير الزور وريفها، شرقي سوريا.
وفي حين سجلت مديرية الدفاع المدني في المناطق التي يسيطر عليها النظام بدير الزور 21 حالة غرق منذ بداية فصل الصيف حتى منتصف حزيران الماضي، قال موقع “ديرالزور 24” المحلي، إن عدد الوفيات تخطى الـ50 حالة.
وأضاف أن الأعداد قد تكون أكثر مما هو معلن عنه، نظرًا إلى عدم تدخل “الإدارة الذاتية” شرق الفرات في عمليات الإنقاذ، أو توثيق حوادث الغرق.
ويعود ارتفاع عدد حوادث الغرق لعدة عوامل، أهمها الانقطاع الطويل للكهرباء في ظل درجات الحرارة المرتفعة، ما يدفع الأهالي، خاصة الشباب، إلى التوجه لمياه النهر للسباحة هربًا من الحر، بحسب سكان التقتهم عنب بلدي بدير الزور.
وتتعالى الأصوات في المساجد خلال خطب الجمعة، للتحذير من أن المنطقة قد تشهد المزيد من حالات الغرق، مع ارتفاع درجات الحرارة، ما قد يزيد من عدد الشبان الذين سيتوجهون للنهر بهدف السباحة.
انقطاع الكهرباء وموجات الحر
تعود حالات الغرق في نهر الفرات لتزايد إقبال الأهالي على السباحة، بسبب ارتفاع درجات الحرارة في المنطقة التي تعتبر حرارة الطقس فيها معهودة في كل فصل صيف.
وتخطت درجة الحرارة في دير الزور الـ45 درجة مئوية خلال الأسبوع الماضي، تزامنًا مع انقطاع مستمر للتيار الكهربائي خاصة في مناطق سيطرة النظام التي تصل إليها الكهرباء لساعتين يوميًا في الحد الأقصى.
وفي 10 من آب الحالي، قالت إذاعة “شام إف إم” المحلية، إنها سجلت حالة غرق جديدة في نهر الفرات لشابة تبلغ من العمر 17 عامًا، ليرتفع بذلك عدد الحالات إلى 29 منذ بداية فصل الصيف، وفق إحصائية لم تشِر إلى مصدرها.
وفي حزيران الماضي، غرق المراهق أحمد بشير الشبوط في نهر الفرات بالقرب من بلدة أبو حمام التي ينحدر منها شرقي دير الزور، وفق ما وثقته وسائل إعلام محلية.
خليل البشير، وهو من أقارب الغريق، قال لعنب بلدي، إن على الجهات المعنية توفير أماكن خاصة للسباحة، وتحديدها في ساعات معينة، ومنع الاقتراب من النهر في وقت الظهيرة لتجنب حالات الغرق وضربات الشمس.
وطالب باتخاذ إجراءات صارمة في هذا الشأن، للحد من حالات الغرق الموسمية التي تشهدها المنطقة باستمرار مع ارتفاع درجات الحرارة.
توصيات لتجنب المخاطر
منى العبد الله، وهي ممرضة في مستشفى “الكسرة” شرقي دير الزور، قالت لعنب بلدي، إن ازدياد حالات الغرق تعود لعدم إدراك السبّاح لدرجة حرارة المياه وحرارة الجو في الخارج.
وأضافت أن درجة حرارة المياه وقت الظهيرة تكون منخفضة مقارنة بحرارة الجو في الخارج، ما يتسبب بحالة إغماء عند الخروج والدخول من جديد لمياه النهر، وهو ما يؤدي إلى الغرق في نهاية المطاف، إذا فقد السبّاح وعيه داخل مياه النهر.
ونصحت الشبان بتجنب السباحة أوقات الظهيرة لارتفاع درجة حرارة الجو، وأن تكون أماكن السباحة معروفة للجميع من حيث عمق المياه فيها، وسرعة التيار، حتى لا تشكل خطورة على حياة الراغبين بالسباحة.
وأوصت الممرضة بألا يسبح الشخص بمفرده، لإتاحة إمكانية الحصول على مساعدة في الحالات الطارئة.
وفي 16 حزيران الماضي، غرق الطفل محمد مراد المحيمد في بلدة الحصان غربي دير الزور خلال السباحة في نهر الفرات، ولم يُعثر على جثته حتى اليوم.
على امتداد الفرات
رغم الحديث المتكرر عن حالات الغرق في نهر الفرات، يرى سكان المدن والقرى الممتدة على جانبي النهر أنهم مرتبطون بنشاط السباحة بالنهر في كل فصيل صيف، وفق ما قاله شبان ينحدرون من مدينة الرقة في حديث سابق لعنب بلدي.
ويرى شبان من الرقة أن كثرة حالات الغرق في المحافظة تعود لرمي “الإدارة الذاتية” الأنقاض على شاطئ النهر، ما جعل من المناطق التي يرتادها الشباب للسباحة أكثر عمقًا.
وفي الوقت نفسه، ينتقد بعض الشباب غياب جهود الإنقاذ والاستجابة لحالات الغرق على ضفة نهر الفرات.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :