عنب بلدي – رأس العين
تشهد منطقة رأس العين شمال غربي الحسكة زيادة في زراعة البطيخ البذري، بهدف بيع بذوره بأسعار تترك هامش ربح للمزارعين.
ويسعى مزارعو رأس العين إلى تحسين دخلهم، عبر تنويع محاصيلهم، وتعويض خسائر مالية أصابتهم خلال الأعوام الماضية من محاصيل رئيسة كالقمح والقطن، وثانوية كالكمون.
ما يقارب 11 ألف دونم
تبدأ زراعة البطيخ البذري من بداية تموز، ويبدأ الجني في منتصف تشرين الأول من كل عام، ويختلف عن البطيخ الحلو بأن ثمرته تكون أصغر قليلًا، وفي داخلها الكثير من
البذور والقليل من لبّ البطيخ، بعكس البطيخ الأحمر الذي يشتهر بلبّه الأحمر الكبير وقلة البذور بداخله.
قال رئيس مكتب الزراعة في المجلس المحلي برأس العين، عمر حمود، إن مساحة البطيخ البذري المزروعة في رأس العين بلغت نحو 11 ألف دونم.
وأضاف لعنب بلدي أن البطيخ البذري يمكن أن يعطي إنتاجًا وفيرًا، إذا توفرت له العناية المناسبة والحماية من الفطريات.
وذكر أن النوع المفضّل لدى المزارعين هو “الهبودي”، بفضل إنتاجيته العالية، وقدرته على تحمل الظروف المناخية الصعبة، بما في ذلك قلة المياه.
وأشار إلى أن المديرية قدمت تسهيلات للمزارعين من استشارات وآليات حراثة يوفرها المجلس المحلي بأسعار التكلفة، وضمن الإمكانيات المتوفرة.
ويعد البطيخ البذري من المحاصيل التكثيفية، إذ يمكن زراعة ثلاثة محاصيل منه في سنتين، ويتميز بارتفاع أسعاره وقلة مصاريفه، وقلة حاجته للمياه.
تبلغ مساحة الأراضي الزراعية في رأس العين 1.270 مليون دونم، المزروعة منها تبلغ 200 ألف دونم فقط، بينما تتجاوز مساحة الأراضي البعلية 420 ألف دونم.
طلب على البذور
اتجه مزارعون إلى البطيخ لبيع بذوره بأسعار مرتفعة، فقد تراوح سعر طن البذور عام 2023 بين 800 و1400 دولار أمريكي (الدولار 15000 ليرة سورية).
المزارع عدنان السامي من رأس العين، قال لعنب بلدي، إن زراعة البطيخ البذري وبيع بذوره ليست جديدة على المنطقة، حيث تتم زراعته بعد انتهاء موسم القمح مباشرة وجنيه قبل موسم القطن.
وأوضح أن زراعة البطيخ ممارسة سنوية بالنسبة له، إذ يخصص كل عام 60 دونمًا لزراعته، بفضل سهولة تسويق بذور البطيخ واهتمام التجار بشرائه.
وأضاف المزارع أن تكلفة زراعة الدونم الواحد تبلغ تسعة دولارات أمريكية (تعادل 135 ألف ليرة سورية)، وتشمل مصاريف العمال والمبيدات.
وأشار إلى أن بذور البطيخ تباع بشكل مباشر، ويسعى التجار لشرائها وتخزينها وبيعها بأسعار مرتفعة في الأسواق، عكس المحاصيل الرئيسة.
أما المزارع حسين الكريم، فقد زرع هذا العام حوالي 50 دونمًا من البطيخ البذري بعد موسم القمح، وقال إنه يزرعه منذ أكثر من عشر سنوات، بسبب قلة التكاليف المرتبطة به، وأرباحه الجيدة.
وأضاف لعنب بلدي أنه المحصول الوحيد الذي لم يندم على زراعته، بسبب الإنتاج الوفير، وتسويقه السهل، مشيرًا إلى أن البطيخ البذري يوفر له استقرارًا ماليًا ويحقق عوائد جيدة.
وينتج الدونم الواحد من البطيخ البذري ما بين 500 و1000 كيلوغرام من البذور، ويصل سعر الطن الواحد إلى ما بين 800 و1400 دولار.
ويبيع المزارع البذور للتاجر مباشرة بعد استخدام آلة خاصة تعمل على فصل البطيخ عن البذور، ومن بعدها يتم تجفيفه وتعبئته في أكياس خاصة وبيعه للتاجر.
زراعة سهلة
قال المهندس الزراعي مروان الغازي، إن زراعة البطيخ البذري تعتبر سهلة نسبيًا مقارنة ببعض المحاصيل الأخرى.
وأوضح لعنب بلدي أن هذا المحصول يحتاج إلى تربة جيدة التصريف ورعاية منتظمة، بما في ذلك الري الكافي لضمان نمو النبات بشكل جيد
وأضاف المهندس أن استخدام التسميد المناسب ضروري لتحسين جودة الإنتاج، بالإضافة إلى أهمية مراقبة النباتات بانتظام لمكافحة الآفات والأمراض الفطرية.
وأشار الغازي إلى أن الإقبال على زراعة البطيخ الحلو منخفض جدًا مقارنة بالبطيخ البذري، بسبب قلة إنتاجه.
وذكر أن إنتاج البطيخ البذري أكبر ويحقق عوائد مالية جيدة، ما يجعله خيارًا مفضلًا للمزارعين عن البطيخ الحلو.
وتعد الزراعة إلى جانب تربية المواشي من المهن الأساسية التي يعمل بها أغلبية سكان منطقة رأس العين والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية في سوريا، وهي تشكّل مصدرًا رئيسًا للدخل في هذه المناطق.
وتواجه المحاصيل الزراعية في رأس العين صعوبات التصريف، وتحكم التجار، وغياب الجهات الحكومية عن شراء المحاصيل الاستراتيجية في المنطقة.