ما تفاصيل استهداف قيادي “حراس الدين” في إدلب

  • 2024/08/23
  • 7:23 م
آثار استهداف طائرة مسيّرة لشخص جنوبي إدلب - 23 من آب 2024 (الدفاع المدني السوري)

آثار استهداف طائرة مسيّرة لشخص جنوبي إدلب - 23 من آب 2024 (الدفاع المدني السوري)

قال مراسلون عسكريون وإعلام رديف لـ”هيئة تحرير الشام” في إدلب، إن الشخص الذي استهدفه طيران مسيّر تابع لقوات التحالف الدولي، هو القيادي في تنظيم “حراس الدين”، “أبو عبد الرحمن المكي”.

وتصدر اسم القيادي وهو سعودي الجنسية صفحات تواصل في المنطقة، دون تأكيد رسمي عن هويته، أو إعلان القوات الأمريكية مسؤوليتها عن استهدافه، حتى لحظة نشر هذا الخبر اليوم، الجمعة 23 من آب.

وقال “المرصد 80” (أبو أمين)، المتخصص برصد التحركات العسكرية، إن طائرة مسيرة تابعة للتحالف الذي تقوده أمريكا من طراز “MQ9″، استهدفت دارجة نارية يقودها شخص مجهول حتى الآن على طريق البارة- إحسم، وأدت إلى مقتله.

وذكر “المرصد” أن الطائرة استهدفت الدراجة بصواريخ من نوع “HELLFIRE”، وذلك بعد يوم من رصده لطائرة من نفس الطراز كانت في أجواء مدينة إدلب ومحيطها.

مصدر من المنطقة، قال لعنب بلدي، إن الطائرة المسيّرة استهدفت الدراجة النارية بصاروخين، الأول أمام الدراجة، والثاني على قدم الشخص اليسرى، وباتت مهشمة وأشلاء.

وذكر المصدر أن بقايا الدراجة النارية ابتعدت إثر الاستهداف نحو 75 مترًا، من قوة الضربة.

إلى الطبابة الشرعية

قال “الدفاع المدني السوري” (الخوذ البيضاء)، إن فريقه تلقى بلاغًا بحالة استهداف في قرية إحسم، وعند وصوله وجد دراجة نارية مدمرة بشكل كامل بسبب القصف، ونيران مشتعلة بجانب الطريق في الأراضي الزراعية.

وأضاف أن فرقه وجدت جثة شخص قُتل بالقصف، وبعد معاينة المكان تبين أن صاروخين استهدافا الطريق، وتبلغ المسافة بينهما نحو متر ونصف، وكانت الجثة بعيدة عن مكان سقوط أقرب صاروخ نحو ثلاثة أمتار.

وطلب فريق البحث والإنقاذ الموجود في المكان فريق إسعاف من مركز “إحسم” لنقل الجثة، ووصل الفريق إلى المكان ونقل الجثة وسلمها إلى الطبابة الشرعية في مدينة إدلب.

وذكر “الدفاع المدني” أنه تبين بعد معاينة المكان وبقايا الذخائر وطبيعة الهجوم، أن القصف صاروخي من طائرة مسيرة مجهولة الهوية.

من “المكي”؟

شغل “المكي” منصب عضو مجلس الشورى في تنظيم “حراس الدين”، وهو فرع تنظيم “القاعدة” في سوريا، وعمل سابقًا قائدًا عسكريًا في فصيل “جند الملاحم” خلال عامي 2016 و2017، وقبل إعلان الفصيل تغيير اسمه لـ”حراس الدين”.

وخسر فصيل “حراس الدين”، وهو من أبرز الجماعات “الجهادية”، أبرز القياديين والشرعيين في صفوفه، على مدار أعوام منذ نشأته في سوريا، عدا عن تضييق بعض الفصائل العسكرية الخناق عليه، وخاصة “تحرير الشام” المسيطرة عسكريًا على إدلب.

معتقل في سجون “الهيئة”

في حزيران 2020، نفذت “تحرير الشام” اعتقالات ضد “حراس الدين”، طالت قياديين وشرعيين في التنظيم، منهم “أبو يحيى الجزائري”، و”أبو عبد الرحمن المكي”، حسبما تحدث به حينها، مسؤول التواصل في “تحرير الشام”، تقي الدين عمر، لعنب بلدي، عبر مراسلة إلكترونية.

وفي 15 من تشرين الأول 2020، وقبل أسبوع من مقتله، دعا القيادي  في “حراس الدين”، “أبو محمد السوداني” قائد “الهيئة” إلى التحاكم على خلفية التوترات التي شهدتها إدلب بين “حراس الدين” و”تحرير الشام”.

وطلب “السوداني” من “الجولاني” الإفراج عن الشرعي “أبو عبد الرحمن المكي”، ووقف حملة “تحرير الشام” الأمنية ضد “حراس الدين”.

في تشرين الثاني 2021، طالبت مجموعة من قياديين ومقاتلين ينحدرون من شبه الجزيرة العربية “تحرير الشام”، بالإفراج عن بعض المعتقلين في سجونها، أبرزهم “أبو عبد الرحمن المكي“، وفق بيان متداول.

ورفض البيان سوء معاملة  “المكي” وقيادي آخر “خلاد الجوفي”، من خلال الحبس الانفرادي الطويل، وسوء التغذية، وسوء الرعاية الصحية، ومنع ذويهما وأقاربهما من الزيارة، وعدم عرضهما على القضاء، على حد تعبير الموقّعين عليه.

وبعد المماطلة رُفع طلب “شفاعة” لـ”أبو محمد الجولاني”، من قبل أكثر من 150 “مجاهدًا، وطالب علم، وداعية، وملتزم ثغر” سعوديًا، كما عرض بعضهم كفالة “المكي” و”الجوفي”.

لكن الطلبات قوبلت برفض القضاة في “الهيئة”، التي حوّرت الموضوع قضائيًا، رغم أنه خلاف فصائلي، وفق البيان.

“الهيئة” قالت إنه خطير

في رد “الهئية” على بيان “الجهاديين والدعاة”، قال مسؤول التواصل في “تحرير الشام“، تقي الدين عمر، لعنب بلدي، إن الجهة التي أصدرت البيان هي جهة “غير رسمية وغير معروفة” بالنسبة إلى “الهيئة”، وتكونت من 150 مقاتلًا وداعية سعوديًا.

وأضاف عمر لعنب بلدي، في كانون الأول 2021، أن أحد الذين طالب البيان بالإفراج عنهم هو من المتورطين بـ”قضايا أمنيّة خطيرة تشكّل خطرًا على عدة جهات”، دون الإفصاح عن طبيعة المخاطر الأمنية أو الأسباب المباشرة التي أدت إلى اعتقال جميع الواردة أسماؤهم في البيان.

إفراج دون إعلان

بعد نحو عامين على اعتقاله، أفرجت “تحرير الشام” عن “أبو عبد الرحمن مكي”، دون إعلان رسمي، واقتصر الخبر على إعلام رديف ومقرب منها، وذلك في نيسان 2022.

ومع كل استهداف لعناصر “حراس الدين”، تُتهم “تحرير الشام” بأنها تقف خلف هذه العمليات، وأنها تعطي معلومات استخباراتية للتحالف الدولي للخلاص من “الحراس”، رغم نفي “الهيئة” وجود سياسة ممنهجة تجاه المهاجرين “الأجانب” بشكل عام.

ما يزيد هذه الاتهامات، هو حالة العداء بين “تحرير الشام” و”الحراس”، وأن “الهيئة” لا تزال مدرجة على قوائم “الإرهاب”، ولا يزال “أبو محمد الجولاني”، مُدرجًا ضمن المطلوبين لأمريكا، وبمكافأة تصل إلى عشرة ملايين دولار أمريكي لمن يدلي بمعلومات عنه.

ولا يملك تنظيم “حراس الدين” أرضًا أو منطقة محددة، ويستخدم إلى حد كبير الأسلحة الصغيرة والأسلحة الخفيفة مثل بنادق “AK-47” وقذائف الهاون والقذائف الصاروخية في غاراته على مواقع النظام السوري.

اقرأ أيضًا: استراتيجية “الجولاني” وضربات “التحالف” تنهكان “حراس الدين”

مقالات متعلقة

  1. أمريكا تتبنى اغتيال "المكي" في إدلب
  2. "مسيّرة" تستهدف سيارة في إدلب.. حديث عن اغتيال قياديين من "حراس الدين"
  3. أنباء متضاربة.. "اليمني" أم "الديري" قتيل غارة "التحالف" على "حراس الدين"؟
  4. من أطراف مختلفة.. اغتيالات واعتقالات طالت قادة "حراس الدين" منذ حزيران 2020

سوريا

المزيد من سوريا