مطالب متكررة بحل المشكلة بلا استجابة

500 عائلة تعيش أزمة مياه شرب في معرين بريف حلب

يعتمد سكان قرية معرين على مياه صهاريج مكلفة ماليًا وغير خاضعة للرقابة الصحية - 19 من آب 2024 (عنب بلدي)

camera iconيعتمد سكان قرية معرين على مياه صهاريج مكلفة ماليًا وغير خاضعة للرقابة الصحية - 19 من آب 2024 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

اعزاز – ديان جنباز

يعيش قاطنو قرية معرين التابعة لمدينة اعزاز في ريف حلب الشمالي أزمة نقص في مياه الشرب، وهي قائمة منذ سنوات تتفاقم في كل صيف، بسبب انقطاع مياه الشبكة الرئيسة، دون إيجاد حلول.

ويضطر سكان القرية البالغ عددهم نحو 500 عائلة للاعتماد على صهاريج مياه غير خاضعة للرقابة وبأسعار باهظة، ما يزيد من معاناتهم اليومية في ظل ظروف اقتصادية صعبة، بحسب أهالٍ من القرية التقتهم عنب بلدي.

تكاليف مرتفعة

حنّان علي، وهو أحد أهالي القرية، يعتمد على صهاريج المياه المعبأة من مناهل تتبع للقرية والقرى المجاورة، قال لعنب بلدي، إنها الوسيلة الوحيدة لري ظمأ أهل القرية، لافتًا إلى أن ثمنها يشكل عبئًا على كاهلهم.

وأضاف أنه يدفع 220 ليرة تركية (6.5 دولار أمريكي) مقابل الصهريج الواحد بسعة عشرة براميل، ويحتاج شهريًا إلى شراء صهريجين، لسد حاجته وزوجته.

ولا يتناسب دخله المتقطع من العمل في المواسم الزراعية مع حجم احتياجاته، إذ تتراوح أجرته بين 75 و100 ليرة تركية يوميًا، في ظل عدم استمرارية هذه الأعمال، حسب قوله.

ولا تعد أسعار الصهاريج متناسبة مع دخل معظم العمال في مناطق الشمال السوري، إذ لا تتجاوز الأجرة اليومية للعامل 100 ليرة تركية، بينما وصل حد الفقر المدقع إلى نحو 9000 ليرة تركية شهريًا.

لا رقابة ولا حلول

لا تخضع الصهاريج الجوّالة للرقابة سواء على مستوى النظافة أو السعر، ما يجعل أصحابها يتحكمون بالسعر، خاصة في فصل الصيف مع ازدياد طلب الأهالي.

يوسف خلو، وهو من قاطني القرية، قال لعنب بلدي، إن غياب الرقابة على أصحاب الصهاريج يمنحهم حرية التحكم بالأسعار وفق أهوائهم، وإن الأهالي يضطرون لدفع مبالغ متزايدة لتأمين المياه.

وأضاف أنه في كثير من الأحيان، خاصة عند نفاد المياه لديه بشكل مفاجئ في المساء، يجد نفسه مضطرًا لدفع مبلغ أكبر من المعتاد، قد يصل إلى 250 ليرة تركية مقابل الصهريج، ويعود ذلك إلى استغلال أصحاب الصهاريج للحاجة.

وناشد يوسف الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية بضرورة إيجاد حلول عملية، مثل حفر آبار في القرية، أو البحث عن مصادر مائية بديلة بتكلفة مناسبة، تهدف لتخفيف العبء المالي عن السكان، وضمان استمرارية الحصول على المياه بتكلفة معقولة.

مختار القرية، علي كوسا، قال لعنب بلدي، إن 500 عائلة في القرية تعاني من انقطاع المياه منذ عشر سنوات تقريبًا.

وأضاف أنه ووجهاء القرية توجهوا إلى المجلس المحلي في مدينة اعزاز مطالبين بتوفير المياه لقريتهم، كما طالبوا عدة منظمات محلية دون أي استجابة أو حلول ملموسة.
وتشهد عدة قرى وبلدات في ريف حلب نقصًا حادًا في الخدمات الأساسية، بما في ذلك إمدادات المياه.

وتعاني عدى قرى وبلدات في ريف حلب، ومنها اعزاز، من صعوبات في تأمين مياه الشرب بشكل مستمر، بسبب الاعتماد على الآبار الارتوازية الموجودة فيها، قبل البدء بضخ المياه من بحيرة “ميدانكي” قرب عفرين، عقب سيطرة “الجيش الوطني السوري” والجيش التركي على منطقة عفرين ضمن عملية “غصن الزيتون” التي أطلقتها القوات التركية ضد “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في 20 من كانون الثاني 2018.

ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة