احتجاجات السويداء تتواصل.. رسائل للنظام باستمرار الحراك

متظاهرو السويداء يرفعون علم الثورة السورية مؤكدين استمرار حراكهم السلمي- 23 من آب 2024 (السويداء 24)

camera iconمتظاهرو السويداء يرفعون علم الثورة السورية مؤكدين استمرار حراكهم السلمي- 23 من آب 2024 (السويداء 24)

tag icon ع ع ع

خرج أهالي السويداء اليوم، الجمعة 23 من آب، في مظاهرة ضمن الحراك الشعبي السلمي المتواصل منذ آب 2023، للمطالبة بالتغيير السياسي وإسقاط النظام السوري، في وقت كان يراهن فيه النظام على عامل الوقت للتوقف عن الحراك.

وشهدت ساحة “الكرامة” توافد المحتجين للخروج بالمظاهرة المركزية، التي تأتي في الجمعة الأولى من العام الثاني للاحتجاجات، التي يواصل فيها الأهالي مطالبتهم بإسقاط النظام وتطبيق القرار الأممي “2254”، وفق ما ذكرت شبكة “السويداء 24“.

ركز المتظاهرون في اللافتات التي رفعوها على انتقاد مجلس الشعب، الذي أدّى أعضاؤه القسم الدستوري وجددوا انتخاب حمودة الصباغ كرئيس للمجلس للمرة الثالثة على التوالي الخميس 22 من آب.

من العبارات التي رفعها المتظاهرون، “بجلسته الأولى قرر مجلس الشعب حجب الثقة عن الشعب”، “مجلس الشعب لا يمثلنا”، “البرلمان يولد بعد إسقاط النظام”.

بدوره، قال “مركز إعلام السويداء“، إن مظاهرة اليوم كانت من تنظيم سكان قرية الشبكي، التي كانت إحدى القرى التي تعرضت لهجوم إرهابي من قبل تنظيم “الدولة” عام 2018، وقُتل العشرات من أبنائها.

ورفع أهالي قرية الشبكي في ساحة الكرامة لافتة كُتب عليها “ستبقى مجزرة الشبكي والمقرن الشرقي جرحًا لا يندمل حتى سقوط عراب داعش وأدواتها”.

شاركت في المظاهرة مكونات ثقافية واجتماعية مختلفة، وممثلون عن التجمع المهني وتجمع القطاع الصحي.

رسائل للنظام

قال الكاتب حافظ قرقوط، وهو عضو سابق في “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية”، لعنب بلدي، إن “إكمال المتظاهرين عامهم الأولى واستمرارهم في الاحتجاجات، رسالة للنظام السوري أنهم مستمرون في هذا الحراك حتى إسقاط الأسد، ولن تتوقف احتجاجاتهم لمجرد مرور عام من المظاهرات.

وأضاف قرقوط وهو من أبناء السويداء، أن مظاهرات السويداء ردّت على النظام الذي يتذرع أن هذه الثورة طائفية وتريد التهام الأقليات، وكشفت عن أن “الأسد لا يحمي لا أقلية ولا أكثرية، بل هو موجود ليتسلط على رقاب العباد”، كما بعث الحراك عدة رسائل مستقبلية للمهجرين بالعودة إلى بيوتهم بعد أن فقد كثير منهم الأمل.

وأكد قرقوط أن الحراك مستمر طالما أن مطالب المتظاهرين لم تتحقق، فالسويداء ثارت بعد انقطاع الأمل بمستقبل البلد، وإيمان المتظاهرين بأنه لا توجد قدرة عند النظام على تحسين الأوضاع المعيشية العامة، عدا عن الانفلات الأمني وانتشار المخدرات.

وحاول النظام جاهدًا إخماد الحراك بشتى السبل، ففي أواخر شباط الماضي، قتل جواد الباروكي، وهو أول متظاهر يقتل في الحراك الشعبي بالمدينة على يد قوات النظام السوري.

وكانت بلدة مفعلة شمال شرقي السويداء شهدت توترًا، في 7 من آب الحالي، بسبب منع متظاهرين من الدخول إلى البلدة، وإطلاق نار في السماء من قبل فصيل مسلح يتبع للنظام.

وبحسب شبكة “السويداء 24” المحلية، دعمت “المخابرات العسكرية” شخصًا يدعى سليم حميد لتشكيل فصيل مسلح جديد.

مشاركة المرأة حافز

بدورها، قالت صحيفة “إندبندنت عربية” البريطانية في تقرير اليوم، الجمعة 23 من آب، إن نسبة السيدات اللواتي يشاركن في مظاهرات السويداء بلغت 30%، بينما الشباب أقل من 20%، بسبب تضييق النظام عليهم في الجامعات أو عبر التوقيفات الأمنية، ما يدفعهم إما إلى الهجرة وإما إلى الهرب من سوريا.

وأضافت الصحيفة أن نسبة المشاركين في تظاهرات الجمعة كبيرة لأنه يوم عطلة، وأصبح تقليدًا متبعًا، وتراوحت أعدادهم ما بين 1200 و5 آلاف شخص، أما في سائر الأيام فتخرج مظاهرات محلية في قرى مثل مردك والقريا وجنينة وشهبا وأمتان والمزرعة وقنوات وغيرها، إضافة إلى الأمسيات التي تقام في مدرج شهبا الأثري، وصرح الثورة السورية في القريا.

من جهته، قال قرقوط، إن مشاركة المرأة في مظاهرات السويداء كانت حافزًا لاستمرار الحراك، حيث شعر المحتجون أنهم كأسرة واحدة داخل الساحات، إلى جانب وجود رجال الدين الذي أداروا الحراك بعقلانية من خلال البيانات والمتابعة المستمرة، إضافة إلى التنسيق والتناغم بين مختلف القرى والبلدات ومشاركتها في مظاهرات ساحة الكرامة، كلها عوامل ساهمت في استمرار الاحتجاجات.

كان متظاهرو السويداء أكملوا الجمعة 16 من آب عامهم الأول من الاحتجاجات، متحدين القبضة الأمنية للمخابرات التي حاولت إخماد الحراك السلمي.

في 17 من آب 2023، انطلقت الشرارة الأولى لحراك السويداء، بإضراب عام تمثل بقطع الطرقات وإغلاق مقار حزب “البعث”، والدوائر الحكومية والبلديات، احتجاجًا على رفع النظام أسعار المشتقات النفطية، وسوء الأوضاع المعيشية والخدمية.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة