ما مواقف هاريس من سوريا.. مرشحة الديمقراطيين لرئاسة أمريكا

كامالا هاريس تلوح بيدها لمناصريها خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو- 22 من آب 2024 (CNN)

camera iconكامالا هاريس تلوح بيدها لمناصريها خلال المؤتمر الوطني الديمقراطي في شيكاغو- 22 من آب 2024 (CNN)

tag icon ع ع ع

أعلنت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، اليوم الجمعة 23 من آب، قبولها ترشيح الحزب الديمقراطي للمنافسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في الخامس من تشرين الثاني المقبل.

وقبلت هاريس ترشيحها خلال خطاب استغرق 37 دقيقة، في ختام المؤتمر الوطني للحزب في شيكاغو، قائلة “نيابة عن كل شخص لا يمكن كتابة قصته إلا في أعظم أمة على وجه الأرض، أقبل ترشيحكم لمنصب رئيس الولايات المتحدة”، وفق ما نقلته وكالة “رويترز“.

وتعهدت هاريس أن تكون رئيسة لجميع الأمريكيين على اختلافاتهم السياسية والعرقية.

“سأدعم إسرائيل لتكون آمنة”

أكدت كامالا سعيها لإنهاء الحرب في غزة ومحاربة الطغيان في جميع أنحاء العالم، وقالت، “سأظل دومًا أدعم حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها”.

وأضافت المرشحة الديمقراطية، “الرئيس جو بايدن وأنا نعمل على إنهاء هذه الحرب حتى تكون إسرائيل آمنة ويتم إطلاق سراح الرهائن، وتنتهي المعاناة في غزة، ويتمكن الشعب الفلسطيني من الحصول على حقه في الكرامة والأمن والحرية وتقرير المصير”.

وقالت هاريس إن “حماس” تسببت بأعمال عنف “لا توصَف” في هجومها المباغت على إسرائيل، في 7 من تشرين الأول 2023، وهو ما استدعى الرد الإسرائيلي، مشددة في الوقت نفسه على أن الدمار في غزة “مفجع”.

جاء ذلك، بعد أيام شهدت احتجاجات من مناصرين للقضية الفلسطينية الذين شعروا بخيبة أمل لعدم إتاحة فرصة لهم للتحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي، لتقدم هاريس بعدها تعهدًا بإنهاء الحرب وفي الوقت عينه “الحفاظ على أمن إسرائيل” وإعادة المحتجزين.

هاريس تهاجم ترامب

كما هاجمت كامالا خلال خطابها منافسها دونالد ترامب عدة مرات، وقالت إنها ستعمل على استعادة حقوق الإجهاض، وأن ترامب وضع نهاية للحق الدستوري في الإجهاض من خلال اختياراته للقضاة في المحكمة العليا الأمريكية.

وأشارت هاريس إلى المخاطر التي قد تنشأ إذا تولى ترامب السلطة مرة أخرى، وقالت، “تخيلوا فقط دونالد ترامب بدون حواجز أمنية”.

وانتقدت امتداح ترامب العلني للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، والزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، قائلة، “لن أتودد للطغاة والديكتاتوريين”.

وفي حديثها عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قالت إنها ستقف “بحزم إلى جانب أوكرانيا والحلفاء في حلف شمال الأطلسي”، إذا تولت الرئاسة.

وتعهدت بخفض الضرائب بما يعود بالنفع على 100 مليون أمريكي، رغم أنها لم تشرح الأساس الذي استندت إليه في هذا الرقم أو الكيفية التي ستدفع بها ثمنه، واتهمت ترامب بعدم النضال من أجل الطبقة المتوسطة والتخطيط لفرض زيادة ضريبية من خلال مقترحاته الخاصة بالتعريفات الجمركية.

بدورها قالت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، إن ترامب قبل شهر اختتم حملته الانتخابية وهو واثق من أن عودته إلى البيت الأبيض، التي تتحدى الجرائم الجنائية، تسير على الطريق الصحيح، لكن صعود هاريس أثقل كاهله بمشاكل ضخمة، حيث يشعر بالقلق إزاء حشودها ويأسف على اختفاء تقدمه في استطلاعات الرأي، لكنه يسعى بحزم للعودة مجددًا إلى البيت الأبيض.

في السياق ذاته، قالت وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية، إن هاريس ابنة المهاجرين الجامايكيين والهنود، أصبحت أول امرأة سوداء وشخص من أصل جنوب آسيوي تقبل ترشيح حزب رئيسي للرئاسة، وستصبح أول رئيسة إذا تم انتخابها.

وأضافت الوكالة أن هاريس حاولت في خطابها جذب شريحة واسعة من الأمريكيين، وليس فقط الحزبيين الذين تم تنشيطهم بالفعل مع ترشيح هاريس، بعد أن انسحب الرئيس جو بايدن من السباق الرئاسي، حيث وجّهت نداءات ضمنية إلى شريحة كبيرة من الناخبين الذين كانوا قبل أسابيع غير راضين عن المرشحيّن للبيت الأبيض، وخاصة أولئك الساخطين على ترامب.

ما موقفها من سوريا؟

في 6 من نيسان 2017، أصدرت السيناتور هاريس بيانًا للمطالبة بعمل عسكري أمريكي في سوريا، وذلك بعد هجوم النظام السوري بالأسلحة الكيماوية على مدينة خان شيخون بريف إدلب.

وقال هاريس في بيانها، “بشار الأسد هاجم المدنيين الأبرياء بشراسة، بمن فيهم عشرات الأطفال الذين ماتوا اختناقًا بالأسلحة الكيماوية. وهذا الهجوم يعزز الحقيقة الواضحة بأن الرئيس الأسد ليس فقط دكتاتورًا لا يرحم، ويعامل شعبه بوحشية، بل إنه مجرم حرب لا يمكن للمجتمع الدولي تجاهله”.

الموقف الثاني لهاريس كان في تشرين الأول عام 2019، حين انتقدت قرار الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، بسحب القوات الأمريكية من سوريا، معتبرة أنه “أعطى تركيا الضوء الأخضر لشن هجوم عسكري (تركي) ضد الكرد السوريين”، وذلك حين أطلقت تركيا عملية “نبع السلام” في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، شرق الفرات.

وفي إحدى مناظراتها بعد اختيارها نائبة لبايدن، انتقدت هاريس موقف ترامب “المتذبذب” بدعم الكرد في سوريا، واعتبرته “من الأمور المخزية التي شوّهت صورة الولايات المتحدة على المسرح الدولي”.

أما الموقف الثالث، فكان في آب 2019، حين تعرضت في مناظرة رئاسية لانتقاد من عضو الكونجرس عن هاواي تولسي غابارد، بسبب سجلها كمدعية عامة، ليأتي رد هاريس بوصف غابارد بأنها “مدافعة عن الدكتاتور السوري بشار الأسد”.

من كامالا هاريس؟

كامالا هاريس من مواليد 20 من تشرين الأول 1964، وتبلغ من العمر 55 عامًا.

وُلدت في أوكلاند بولاية كاليفورنيا لأبوين مهاجرين، من أم هندية وأب جامايكي.

وكان والدها دونالد خبيرًا اقتصاديًا، يدرس في جامعة “ستانفورد” العريقة، وبعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل أساسي في كنف والدتها شيامالا غوبالان هاريس، وهي باحثة في مجال بحوث علاج السرطان وناشطة مدنية.

عاشت كامالا في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا أيضًا، عندما عملت والدتها في التدريس بجامعة “ماكجيل”، فسافرت وشقيقتها الصغرى معها، ودرستا بمدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات.

ثم التحقت بكلية في الولايات المتحدة، وأمضت أربع سنوات في جامعة “هَوارد”، إحدى الكليات والجامعات البارزة التي يدرس فيها ذوو البشرة السمراء تاريخيًا في البلاد، والتي وصفتها بأنها من بين أكثر الخبرات التي حصلت عليها في حياتها، وأسهمت في بنائها وتكوينها.

وتقول هاريس إنها دائمًا كانت منسجمة مع هويتها العرقية، وتصف نفسها ببساطة بأنها “أمريكية”.

بين مجلس الشيوخ والادعاء العام

بعد قضائها أربع سنوات في “هوارد”، انتقلت هاريس للحصول على شهادة عليا في القانون من جامعة “كاليفورنيا”، وبدأت حياتها المهنية لاحقًا في دائرة الادعاء العام بمقاطعة ألاميدا.

وتولت هاريس منصب المدعي العام في المقاطعة، وفي عام 2003، صارت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، قبل أن تُنتخب كأول امرأة وأول شخص أسمر يعمل مدعيًا عامًا لولاية كاليفورنيا، وأكبر محامٍ ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولايات الأمريكية كثافة.

في عام 2012، ألقت هاريس خطابًا “لا يُنسى” في “المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي”، ما رفع مكانتها الوطنية، وبعد عامين تزوجت من المحامي دوغلاس إمهوف.

تعتبر على نطاق واسع نجمة صاعدة داخل الحزب “الديمقراطي”، وجُندت للترشح لمقعد مجلس الشيوخ الأمريكي الذي تشغله باربرا بوكسر.

في أوائل عام 2015، أعلنت هاريس ترشحها، وفي أثناء الحملة الانتخابية، دعت إلى إصلاحات الهجرة والعدالة الجنائية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وحماية الحقوق الإنجابية للمرأة، وفازت بسهولة في انتخابات عام 2016.

وخلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة جيدة باعتبارها واحدة من النجوم الصاعدة في الحزب “الديمقراطي”، واستخدمت ذلك الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة